"الصدمة ورامز ".. من بكانى بكى عليا ومن ضحكنى ضحك الناس عليا.. الإعلام الهادف يضعك أمام عيوبك فيعالجك من السلبية.. والبرامج الهدامة تلعب بالنار فتؤذى الأطفال والكبار و تنشر الإسفاف وتستفزك بإهدار "الملايين "

"الصدمة ورامز ".. من بكانى بكى عليا ومن ضحكنى ضحك الناس عليا.. الإعلام الهادف يضعك أمام عيوبك فيعالجك من السلبية.. والبرامج الهدامة تلعب بالنار فتؤذى الأطفال والكبار و تنشر الإسفاف وتستفزك بإهدار "الملايين "
"الصدمة ورامز ".. من بكانى بكى عليا ومن ضحكنى ضحك الناس عليا.. الإعلام الهادف يضعك أمام عيوبك فيعالجك من السلبية.. والبرامج الهدامة تلعب بالنار فتؤذى الأطفال والكبار و تنشر الإسفاف وتستفزك بإهدار "الملايين "

زينب عبداللاه

فتاة تتعرض للتحرش فى الشارع ، تستنجد بالمارة أو تدخل فى صدام مع المتحرش، بينما يقف الكثيرون ما بين متجاهل أو متفرج أو من يطالب الفتاة بأن تبتلع الإهانة وتمضى خوفا من الفضيحة، وقليل من يتصرف بإيجابية ويساعد الفتاة على اتخاذ موقف ضد المتحرش أواصطحابه لقسم الشرطة.

 

طفلة ترتعد من البرد فى الشارع وتطلب المساعدة ، أو شاب يهين شيخا وامرأة مسنة ، أو سيدة تهين خادمتها أمام الناس ، أو صاحب مطعم يسيئ معاملة أسرة سورية ويطردها ، أو سيدة تلقى بطفل فى الشارع ، أو صاحب "بازار" يحاول استغلال السياح .

 

هذه المواقف وغيرها العشرات تمر علينا يوميا ، نتجاهلها ونمضى ، ولا نتوقف عندها ، لا ننظر إلى صورتنا ونحن نتعامل معها بهذه السلبية، ولا نمنح أنفسنا فرصة للنظر إلى مرآة ضمائرنا فنرى كل هذا القبح الذى وصلنا إليه، فنشعر بالصدمة.

 

من هنا كانت فكرة برنامج "الصدمة" الذى يصور حلقاته فى 10 دول هى :" مصر ، الأردن ، السعودية ، الإمارات ، العراق ، لبنان ، عمان ، تونس ، سوريا ،المانيا " والذى حقق نجاحا كبيرا وأثر تأثيرا مبهرا فى الناس وتفوق على عشرات البرامج التى تبلغ ميزانيتها أضعاف ميزانيته.

 

 يقوم البرنامج على فكرة الكاميرا الخفية لكن دون إسفاف أو إهانة ،لا يعيبه أنه مقتبس من فكرة البرنامج الامريكىالشهير "ماذا كنت ستفعلWhat Would You Do  " ، حيث قام القائمون على البرنامج بتعريب الفكرة  بما يتناسب مع القيم العربية المشتركة والتى تتشابه فيها مواقف الشعوب العربية وتتوحد ، فيستفز البرنامج هذه القيم لتحيا من جديد.

 

 كثيرا ما يبكى المشاهدون تفاعلا مع موضوعات  البرنامج ، يسأل كل منهم نفسه ماذا سيفعل لو تعرض لنفس الموقف ، يسترجع مواقف سابقة فيلوم نفسه لأنه لم يتخذ فيها موقفا إيجابيا ، يجعله البرنامج يعقد مقارنة بين الاشخاص الذين تصرفوا بإيجابية والسلبيين الذين مضوا دون أن يجيروا ملهوفا أو مظلوما أو مستنجدا ، فيستقبح السلبية ويكرهها .

 

 رسخ البرنامج فى ذهن المشاهد فكرة  أنه مراقب فى كل المواقف الإنسانية، بكاميرا الضمير  قبل كاميرا البرنامج  .

 

هكذا يكون الإعلام الهادف الذى يضع المشاهد أمام مرآة يرى فيها عيوبه بدقة ، فيقرر أن يتخلص منها .

 

وهكذا يبحث الناس عن البرامج الهادفة ويتعطشون لها، فتحظى بالمشاهدة أيا كانت أوقات عرضها، وإن قلت تكلفتها، فليس بالتكلفة والإنتاج تحيا البرامج وتنتشر ، ولا حجة لمن ينشرون الإسفاف تحت زعم " الجمهور عاوز كدة "

 

ويأتى هذا على عكس برنامج المقالب "رامز تحت الأرض"  الذى تبلغ ميزانيته ما يقرب من 55 مليون جنيه طبقا لبعض التقديرات، ويتعرض الضيوف فيه للإهانة والسخرية سواء كانوا يعلمون بالمقلب مسبقا أو يفاجئون به، فيتلفظون بألفاظ نابية، ويظهر فيه النجوم بصورة مهينة حتى أن أحدهم ظهر بالبوكسر .

 

 وتسبب برنامج رامز خلال السنوات الماضية فى عدد  من الحوادث لأطفال حاولوا تقليد بطل البرنامج وخاصة عند عرض " رامز بيلعب بالنار" ، ورفع عدد من المواطنين دعاوى قضائية ضد البرنامج ، ورغم ذلك استمر فى نفس منهجه المستفز ، ما يؤكد أن هذه البرامج لن ترتدع  أو تراعى مشاعر الجمهور إلا إذا قاطعها المشاهد.

 

ورغم أن برنامجى " الصدمة" ، و" رامز " يعرضان على نفس القناة إلا أن منهج كل منهما وتأثيره مختلف، فينطبق على  برنامج الصدمة الذى يبكى معه الجمهور المثل الشعبى " من بكانى وبكى عليا" ، فيما ينطبق على برنامج رامز المثل القائل " من أضحكنىى وأضحك الناس عليا.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع