بالصور.. شهر الرحمة يرفع شعار "الصلح خير" فى محافظات الصعيد.. رئيس لجنة المصالحات: إنهينا 4 خصومات ثأرية ونستغل رمضان لتهيئة النفوس.. وسوهاج تستأنف مبادرة "محافظة خالية من الثأر"

المحافظات - هند المغربى - محمود مقبول - عمرو خلف

الخصومات الثأرية هى أسوأ العادات التى يعرف بها صعيد مصر، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة التعليم ومحاولات كبار العائلات والمثقفين بالتنسيق والجهات المعنية من الأوقاف والأزهر الشريف وتشكيل لجان المصالحات بمحافظات صعيد مصر مواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها منذ سنوات طويلة، إلا أن هناك العديد من العائلات تأبى تحت أى ظروف التنازل عن حقها فى الدم وفى وسط هذا يضيع العشرات من الشباب مابين مقتول ومسجون ومصابين أخذا بالثأر ويضيع معهم عشرات الأطفال والأسر.

وعلى الرغم من روحانيات الشهر الكريم ونسمات الرحمة والبركة التى يعيشها المصريون فى شهر رمضان الكريم إلا أن هناك من يسعى للأخذ بالثأر، حيث شهدت محافظة قنا العديد من وقائع الأخذ بالثأر منذ بداية الشهر الكريم فى الوقت الذى تسعى فيه بعض العائلات الكبرى بالتنسيق ولجنة المصالحات والأجهزة الأمنية فى رفع شعار الصلح خير لوقف نزيف الدم بين العائلات.

منذ أيام قليلة استيقظت قرية الحجيرات جنوب محافظة قنا على جريمة ثأر بشعة راح ضحيتها 4 أشخاص من بينهم 3 سيدات وإصابة أثنين أخرين بعد أن أطلق عليهم مجهولين وابلا من الأعيرة النارية أودى بحياتهم بمدخل قرية الحجيرات.

وأفادت التحريات المبدئية التى باشرها العميد دكتور محسن كمال مأمور مركز قنا بإشراف العميد محمد هندى مدير المباحث أنه أثناء عودة كلًا من عبدالحميد عبدالرحيم جاد، 33 عامًا، وأسرته مستقلين سيارة ملاكى في طريقهم لقريتهم الحجيرات هاجمهم مجموعة من الأشخاص ملثمين ومسلحين بأسلحة آلية وقاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية صوبهم مما أسفر عن مصرع قائد السيارة وكل من حليمة طايع محمود، 40 عامًا، وآيات جاد عبدالرحيم، 37 عامًا، وموزة حلمي، 25 عامًا، وإصابة علاء عبد الخير أحمد، 45 عامًا، وسوما جاد عبدالرحيم، 40 عامًا، جميعهم من أسرة واحدة وأضافت التحريات أن الجريمة جاءت على خلفية ثأرية بين عائلتي سليمان وجاد بقرية الحجيرات التابعة لمركز قنا، اتهم فيها المجنى عليه الأول بقتل أحد أفراد عائلة المتهمين في عام 2013 يدعى أبو السعود إلا أن محكمة الجنايات قضت ببراءته من تهمة القتل الموجه إليه وفور خروجه تربص به أفراد من العائلة صاحبة الثأر وأمطروه وأسرته بوابل من الأعيرة النارية، ما أودى بحياته و3 أخرين من أفراد أسرته وإصابة اثنين أخرين.

فيما لفظ "محمد ص ح" سنة 25 سنة عامل، أنفاسة الأخيرة متأثرًا بإصابته على خلفية تجدد خصومة ثأرية وتبادل إطلاق نيران بين عائلتين بعزبة شاهين التابعة لمحافظة قنا، فى الوقت الذى شهد فيه مركز أبو تشت مقتل شاب، ما أدى إلى خصومة ثأرية جديدة بين عائلتين.

وقال الشيخ أحمد الكلحى رئيس لجنة المصالحات بقنا إن اللجنة تستغل النفوس والروحانيات المهيئة خلال الشهر الكريم لتهيئة المتخاصمين للتصالح وإنهاء الخصومات الثأرية، لافتا إلى أن اللجنة نجحت خلال شهر رمضان الكريم من إنهاء 4 خصومات ثأرية متوقفه على المراسم فى قرى الحسنات، كوم هتيم، وكوم يعقوب بمركز أبوتشت شمال محافظة قنا ، والمحروسة بمركز قنا .

الصلح خير شعار رفعة الأهالى بمركز جهينة غرب محافظة سوهاج بالتعاون مع مديرية الأمن وديوان عام محافظة سوهاج، حيث اختار أولياء الدم بناحية نزه الحاجر بجهينة من عائلتى الناظر والحفناوى شهر رمضان المعظم ليكون موعدا لإنهاء خصومتهما وأن تكون صلاة التراويح هي الجامعة لهما قبل الصلح بالمسجد ويكون الله شاهدا عليهما أن هذا الصلح باتا ونهائيا ولا رجعة فيه.

وبحضور 4000 شخص من أهالى وعواقل وكبار العائلات والعمد والمشايخ ورجال الدين الإسلامي والمسيحى يتقدمهم الشيخ محمد ذكى رئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف والدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج واللواء مصطفى مقبل مساعد الوزير مدير أمن سوهاج والعميد خالد الشاذلى ،مدير إدارة المباحث الجنائية ،ومدحت القاضي رئيس مدينة جهينة .

ترجع الخصومة الثأرية بين عائلتى الناظر وحفناوى بقرية نزه الحاجر دائرة مركز جهينة والمقيدة برقم "1" لسنة 2006 إلى 11 عاما مضت والمحرر عنها المحضر رقم 3260 جنايات المركز لسنة 2006 والناجم عنها مقتل عبد الناصر علي احمد علي 38 سنة مزارع "ينتمي لعائلة الناظر" وأتهم في مقتله محمد خلف محمد 28 سنة موظف وشقيقه ينتميان لعائلة حفناوي وقضي فيها بحبس المتهمين 10 سنوات وأفرج عنهما بتاريخ 5/1/2014 بسبب نزاع على مجرى مائى.

واتفق الطرفان أن يقوم خلف محمد حفناوي والد المتهمين بتقديم القودة "الكفن " لـــ فتحي علي أحمد 66 سنة بالمعاش شقيق المجنى عليه والقسم على كتاب الله أن يكون صلحًا جدياً وناهياً للنزاع القائم بينهما.

يأتي ذلك استكمالا لمبادرة سوهاج خالية من الثأر، حيث قال الشيخ محمد ذكى رئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف أن الرسول "صلى الله عليه وسلم " قال ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟؟ قالوا بلى قال إصلاح ذات البين، وعن أنس رضي الله عنه، عن الرسول "صلى الله عليه وسلم" قال "اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المتخاصمين يوم القيامة" وللصلح بين المتخاصمين فضل كبير يصل إلى أعلى الدرجات عند الله عز وجل،، وعلى المصلح إذا قام بهذا الدور السامي والنبيل فعلية أن يقرب وجهة

ونظر الطرفين أن لا ينقل كلاما في حق الآخر إذا كان يعمق الخلاف بل ينقل الكلام الطيب وينسبه إلى كل من المتخاصمين حتى يستطيع أن يقربهم إلى الحل .

ورمضان شهر كريم فيه المغفرة والرحمة يكثر الإنسان من الأعمال الخيرة حتى تكون في ميزان حسناته ومن هذه الأعمال الإصلاح بين المتخاصمين فلابد من تطهير النفوس من الضغائن والأحقاد والكراهية والحسد.

وأضاف الشيخ زكى إن تحقيق الأمن والاستقرار بين العائلات المصرية ‏هدف نسعى إليه من خلال لجنة المصالحات بالأزهر لوقف النزاعات ‏التى لا تجلب إلا الدمار والخراب وحذر فى كلمته من دعاة الفتنة الذين يعملون على تدمير الأسر ‏والعائلات، قائلا لهم من ساعد على قتل مؤمن فهو آيس من رحمة الله، وأشاد بالجهود التى يبذلها رجال الأمن ومساعدة الأزهر لحل هذه ‏الخصومات وشدد، على أن من يتخذ الثأر مسيرة له فهو خاسر، ‏ومن استطاع أن يقهر نفسه وشيطانه فهو الإنسان القوى، مؤكدًا أن ‏اقتناء السلاح أمر يدمر المجتمع، فالقوى الذى يصفح أما الإيذاء ‏والقتل لا يعبر عن القوة فالقوى من يمد يده للعفو لا من ينتقم لنفسه.‏

وأعرب الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج عن شكره للعائلتين ولجنة المصالحات بالمحافظة ورجال الأمن ورجال الدين وكل من ساهم ولو بكلمة طيبة فى إتمام الصلح ، ودعا إلى طرح الخلافات جانبا والتفرغ لبناء المستقبل والحفاظ على الأرواح والممتلكات، مؤكدا أهمية تحقيق المصالحات في خلق مناخ جاذب للاستثمار وتحقيق التنمية الشاملة، وأسدل الستار على الخصومة التى استمرت لمدة 11 سنة بين العائلتين بنظام القودة وأداء القسم الخاص بالصلح، مؤكدا أن الصلح والمودة حماية للأوطان والأجيال المقبلة.

وقال اللواء مصطفى مقبل مساعد الوزير مدير أمن سوهاج فى كلمته أثناء الصلح إن جميع رجال الأمن والتنفيذيين والنواب وكبار رجال العائلات يسعون للقضاء على الثأر داخل المحافظة وأن وزارة الداخلية ومديرية الأمن لن يدخرا جهدا فى سبيل إتمام الصلح فى كل الخصومات الثأرية بمراكز وقرى المحافظة وأن حقن الدماء والتسامح والحفاظ على الأرواح واجب دينى تحث عليه جميع الأديان السماوية لنشر الألفة والمحبة والأمن والأمان والسلام بين المواطنين وأعرب عن شكره وتقديره لأبناء العائلتين.

أما العميد خالد الشاذلى مدير إدارة المباحث الجنائية فقد أكد على التزام مديرية الأمن بسوهاج بتنفيذ سياسة وزارة الداخلية التى تهدف إلى القضاء على عادة الثأر، خاصة فى صعيد مصر، وذلك من خلال دعم كل الجهود المبذولة لإنهاء الخصومات الثأرية وعقد المصالحات بين مختلف العائلات وأنه لا سبيل لأمن الوطن والمواطن إلا إذا نبع الأمن من داخل المواطن نفسه، وأراد هو تطبيق الأمن، ونبذ العنف ووضع نصب عينيه أن هناك ربا يراقبه فى كل أعماله وأفعاله، وقبل أن يحرض على الفتنة والقتل ، يعلم أن هناك قصاصا فى الدنيا والآخرة، وأن الصلح وقع فى شهر من أفضل أشهر العام وهو شهر رمضان وأن هذا الشهر تسلسل في الشياطين أننا نعمل على إنهاء الصلح وأن يأتي هذا الصلح في هذا الشهر الكريم لهو فضلا من الله عظيم ونحن نسعى في هذا الشهر على لأنهاء أكبر عدد من الخصومات الثأرية على مستوى المحافظة.