"مصر"حضور قوى على الساحة الإقليمية.. الحريرى: جهود مصرية صادقة لحشد الدعم الدولى للبنان.. السنيورة: موقف القاهرة بالدفاع عن قضايانا ثابت.. إعلام لبنان: زيارة الحريرى حملت دلالات مهمة منها دعم تشكيل حكومة مستقلة

دور إقليمى تؤكده المواقف وتجدده الأفعال ، فمواقف مصر تجاه الأزمات التى تمر بها مختلف البلدان فى المنطقة تجدد حضورها الدائم وبقوة وسط أشقائها العرب ، و فى منطقة الشرق الأوسط، وعلى مدى السنوات الست الماضية، جنت مصر ثمار نجاح سياستها الخارجية التى اتبعتها الدبلوماسية المصرية منذ تولى الرئيس السيسي، فمدت أواصر الأخوة والتعاون مع مختلف بلدان العالم، ورسخت ثقلها كلاعب رئيس فى المنطقة بل والعالم.

هذا المعنى حملته  أيضا زيارة رئيس حكومة لبنان المكلف سعد الحريرى إلى القاهرة أمس والتى استهلها بلقاء ع الرئيس عبدالفتاح السيسى أعقبه لقاءات موسعة مع الأمين اعام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغط ووزير الخارجية سامح شكرى ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل.

c268c96c64.jpg

وهى الزيارة التى تناولت الأزمات التى يمر بها لبنان وعلى رأسها أزمة تشكيل الحكومة والاستقرار السياسى فى الدولة حيث أبد ت مصر دعمها لكافة الجهود الرامية لحفطظ استقرار وسلام لبنان والإسراع بتشكيل حكومة مستقلين، تلبى طموحات الشعب اللبنانى ، وتخرج الدولة من أزماتها الحالية ، كما جدد الرئيس موقف مصر الثابت تجاه تعزيز أواصر التعاون الوثيقة مع لبنان، معرباً عن خالص التمنيات للسيد سعد الحريري في تشكيل الحكومة الجديدة، على نحو يلبي تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في تحقيق الأمن والاستقرار، ومشدداً على استعداد مصر لتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمات التي يواجهها لبنان، لاسيما التداعيات التي خلفها كل من حادث انفجار مرفأ بيروت وجائحة فيروس كورونا.

جهود مصرية حثيثة

أهمية الدور المصرى فى لبنان أكدها سعد الحريرى، رئيس الوزراء اللبنانى المكلف، مشيدا بموقف مصر الثابت تجاه تعزيز التعاون مع لبنان، وفى السياق نفسه، أشاد الحريرى بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولى للبنان على شتى الاصعدة فى ظل التحديات الصعبة التى يواجهها الشعب اللبنانى، خاصة على المستويات السياسى والاقتصادى والإنسانى.

bd9dabe39d.jpg

ومن جهة اخرى ثمن الحريرى التجربة الرئدة التى قدمتها مصر ، قائلا ، فى تغريدة له على حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" ،  إن التجربة الراهنة التى قدمتها والمبنية على أولوية النجاح الاقتصادى والتنموى تعد نموذجا يحتذى به فى دول المنطقة .

ومن جانبه شدد، فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق، على أن موقف مصر في الدفاع عن قضايا لبنان ثابت منذ عقود طويلة ، وفيما يتعلق بأزمة تشكيل الحكومة قال إن حزب الله يعتمد على الاستقواء بالتنظيم وميلشياته مما يزيد تأزم الموقف داخل لبنان، مشيرا إلى أن تنظيم حزب الله يسعى إلى تحقيق أهداف إيران في التدخل في الشأن اللبناني الداخلى.

وأوضح أن لبنان في حاجة لحكومة تستطيع استعادة الثقة للبنانيين، مؤكدا أنه لا يمكن أن تستعيد الحكومة اللبنانية الثقة داخل الشارع إلا بالقضاء على مفهوم الطائفية.

وأشار السنيورة، إلى أن الأولوية الآن داخل لبنان وقف الانهيار الاقتصادى والاجتماعى الذى يعيشه اللبنانيون، مضيفا أن الوعود الدولية لدعم لبنان لن تصل إلا بوجود حكومة تكتسب ثقة الشارع اللبناني.

وذكر رئيس وزراء لبنان الأسبق، أن هناك أزمة ثقة بين الأطراف الدولية التي تسعى إلى دعم استقرار الأوضاع اللبنانية الداخلية، موضحا أن لبنان يمر بأزمة معيشية خطرة وهائلة.

دور مصر فى الأزمة اللبنانية

الدور المصرى فى الأزمة اللبنانية يُعول عليه بقوة،  هذا ما أبرزته أهم صحف لبنان الصادرة اليوم ، مسلطة الضوء على زيارة الحريرى أمس للقاهرة والتى التقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

0b68088a14.jpg

أكدت صحيفة "النهار" أن حديث الرئيس السيسى مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى حمل دلالات قوية وأكد الدعم المصرى لتشكيل حكومة مستقلين كما الدعم للمبادرة الفرنسية .

وتحت عنوان" مصر للتوافق والتزام الدستور"، كتبت صحيفة الجمهورية إن انّ الحضور المصري المتجدد على الخط الداخلى، عامل داعم لمسار تأليف الحكومة، كما يسهم فى ضبط المشهد الداخلى، إلا أن لا توجد إشارات واضحة من قبل أطراف الخلاف على تشكيل الحكومة على قرب ولادتها.

فيما أشارت صحيفة اللواء إلى أهمية الزيارة فى دعم مصر المبادرة الفرنسية وحث القادة المعنيين بعملية التأليف إلى المبادرة، والجلوس إلى الطاولة لمعالجة المشكلات المتعلقة أو المانعة لإصدار مراسيم «حكومة مستقلة» أو «حكومة مهمة» وفقاً لمبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

اللواء عباس كامل وسامح شكرى وسعد الحريرى
اللواء عباس كامل وسامح شكرى وسعد الحريرى

فيما أشارت "نداء الوطن"، إلى أنّ زيارة الحريري إلى القاهرة، والتي استهلها بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، إنما جاءت في سياق طبيعي من "المساعي المطلوب أن يبذلها أي مسؤول لبناني بهدف استنفار كل الإمكانيات المتاحة في سبيل حشد أكبر دعم ممكن لإنقاذ لبنان"، لافتةً الانتباه إلى أنّ ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا في حال أقدم كل الأفرقاء اللبنانيين على "إعلاء المصلحة الوطنية والحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الأول وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات" كما ناشد الرئيس السيسي مختلف المكونات السياسية في لبنان، مؤكدةً أنّ مصر وجهت رسالة واضحة إلى اللبنانيين أمس تقول: "راجعوا أولوياتكم وعدّلوا في أدائكم لإنقاذ أنفسكم".

و لفتت إلى أن "القاهرة تسعى جاهدةً لإعادة تعبيد طريق عودة لبنان إلى الحضن العربي"، نوهت الصحيفة في الوقت عينه بأنّ المسؤولين المصريين يشددون على أنّ تحقيق ذلك لن يكون متاحاً إلا "بعد اقتناع لبنان نفسه بأن عليه مراجعة سياساته ونبذ أي أداء أو خطاب استفزازي تجاه الدول العربية"، مشيرةً إلى وجوب "اقتناص لحظة المصالحات العربية – العربية ومواكبتها بأداء جديد يبدأ بتفعيل قنوات التواصل مع الإمارات ومصر باعتبارهما بوابتين أساسيتين تشكلان جسر عبور للبنان في اتجاه إصلاح ذات البين مع العرب".

إغاثات مصرية للبنان

وعلى الصعيد الإنسانى ، تستمر ملحمة التضامن بين الشعبين المصرى واللبنانى لتؤكد يوما تلو الآخر قوة العلاقات التى تجمع مصر بأعضاء الجسد العربى وخاصة لبنان ، حيث قدمت مصر منذ أغسطس الماضى برنامج إغاثى شامل للبنان شمل جسرا جويا وبحريا تم خلاله نقل أكثر من 17 طائرة محملة بمساعدات طبية وإغاثية ، إضافة للسفن التى قامت بنقل مواد لإعادة إعمار المنازل والمبانى التى دمرها انفجار مرفأ بيروت.

202101280113541354
 

و دعمت مصر القطاع الطى فى لبنان من خلال إرسال 21 طبيبا مصريا قدموا الخدمات الطبية للبنانيين، واستمرارا للدور المصرى فى تعضيد اللبنانيين قد قامت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بزيارة إلى بيروت الخميس الماضى قدمت خلالها 3 طائرات تحمل مساعدات طبية للبنان لإعانته فى حربه ضد وباء كورونا، وشملت تلك المساعدات 16 ألف طن من ألبان الأطفال، بالإضافة إلى شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية بلغت 15 ألف طن تضم مستلزمات وقائية، وأدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا، وذلك لدعم القطاع الصحي بدولة لبنان خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا، واشتملت الشحنة الثالثة أيضًا على 7.6 طن من الأجهزة الطبية.

جاء ذلك فى إطار حرص الدولة المصرية على الوقوف بجانب اللبنانيين فى أزماتهم ، فمنذ اللحظة الأولى لوقوع فاجعة ميناء بيروت البحرى فى أغسطس الماضى أعلنت الدولة المصرية إنشاء جسر جوى وتبعه جسر بحرى لنقل المساعدات المصرية للشعب اللبنانى، والتى اشتملت مساعدات إغااثية وطبية ومواد لإعادة الإعمار.

المسشتفى الميدانى المصرى بلبنان

ضمن الدعم المصرى للبنان يوجد المستشفى الميدانى الذى قررت مصر إنشاءه عام 2006 فى أعقاب انتهاء حرب إسرائيل، حيث كان يعانى لبنان عجزا فى المستشفيات والقطاع الصحى بشكل عام، ما دفع الدولة المصرية للوقوف بجانب اللبنانيين حيث كانت الحاجة شديدة للمستشفيات والمساهمة فى مداوة الجرحى والمصابين وأيضا علاج المرضى.

المستشفى تعد صرح طبى بداخله خلية نحل من أطباء وممرضين يعملون على مدار الساعة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمصابين والمرضى من كل الجنسيات فى لبنان، إنها «المركز الطبى الاستشفائى المصرى» فى لبنان، والذى قدم خدماته العلاجية منذ إنشائه حتى الآن ما يقارب المليونى مريض وجريح.

STREAM.00_00_05_11.Still003

لعب المستشفى الميدانى المصرى فى بيروت، دورا مهما خلال الفترة التى أعقبت انفجار مرفأ بيروت فى الرابع من أغسطس والذى خلف وراءه 6500 مصاب و200 قتيلا، ما فاق قدرات المستشفيات فى لبنان فعجز بعضها عن استقبال الحالات الحرجة.

سارع الأطباء بالمستشفى لإنقاذ ضحايا الانفجار، ورغم إصابة المبنى بأضرار فى الأسقف لقربه من موقع الانفجار، إلا أن الطاقم الطبى بادر بتقديم خدماته منذ اللحظات الأولى وعلى مدار 24 ساعة.

ومن جانبه، أكد السفير المصرى ببيروت الدكتور  أن مصر تحرص دائما على دعم الشعب اللبنانى ومد يد العون له، فعقب الانفجار مباشرة تحول المركز الطبى المصرى لمستشفى طوارئ لاستقبال الجرحى والمصابين.

وأضاف أن المستشفى جاء امتدادا للعلاقات الأخوية التى تجمع مصر ولبنان وتأكيدا على دعم ومساندة تلك العلاقات من خلال تقديم الخدمات الطبية مجانا للشعب اللبنانى والمقيمين أيضا.

وأشار السفير إلى أن هناك علاقة خاصة تجمع مصر ولبنان، والشعب اللبنانى أشقاء للمصريين، فهما من حواضر العرب الرئيسية.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع