المشاهير ورمضان.. د. نصر فريد واصل.. يفضل الإفطار مع أحفاده ويغير بعض عاداته بسبب وعكة صحية.. المفتى السابق رفض المنصب أكثر من مرة ولم يستجب لأوامر مبارك ونظامه بتعديل فتاواه عن التوريث وتحريم المسابقات

المشاهير ورمضان.. د. نصر فريد واصل.. يفضل الإفطار مع أحفاده ويغير بعض عاداته بسبب وعكة صحية.. المفتى السابق رفض المنصب أكثر من مرة ولم يستجب لأوامر مبارك ونظامه بتعديل فتاواه عن التوريث وتحريم المسابقات
المشاهير ورمضان.. د. نصر فريد واصل.. يفضل الإفطار مع أحفاده ويغير بعض عاداته بسبب وعكة صحية.. المفتى السابق رفض المنصب أكثر من مرة ولم يستجب لأوامر مبارك ونظامه بتعديل فتاواه عن التوريث وتحريم المسابقات

زينب عبداللاه

لم يغير فتواه يوما خوفا على منصب أو طمعا فيه، ولم تهتز آراؤه لرغبات حكام أو أنظمة، يعرفه الجميع عالما جليلا لا يخشى فى الحق لومة لائم، تسببت فتاواه الجريئة حين كان مفتيا للديار المصرية فى الفترة من 1996 وحتى 2002 فى غضب مبارك ونظامه، وهو ما أدى إلى عدم التجديد له فى منصب الإفتاء الذى اعتذر عنه مرتين قبل أن يتولاه.

 

 إنه الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حياته حافلة بالمواقف والفتاوى الجريئة التى تؤكد أنه لم ولن يكون يوما من شيوخ السلاطين، وأنه لا ينطق إلا بما يراه حقا دون أن يخضع لحسابات أو يمالئ سلطة أو نظاما، وهو ما دفع مبارك بنفسه إلى التدخل فى محاولة لإقناع المفتى السابق بالعدول عن بعض فتاواه، ولكنه رفض.

 

حاربته مافيا المصالح بسبب فتواه بأن التدخين حرام شرعا، وهى الفتوى الأكثر وضوحا وصراحة وجرأة فيما يخص التدخين، ورفضه إصدار فتوى بجواز تصدير الغاز والتطبيع مع إسرائيل، وإصداره فتوى بتحريم المسابقات التى تطلب الاتصال من المشاهدين لمرات عديدة ويخسرون بسببها آلاف الجنيهات، وما جلبته له هذه الفتوى من عداء أركان نظام مبارك، حيث كان نجل أحد رجال نظام مبارك ممن يتربحون بهذه المسابقات.

 

ولد الدكتور نصر فريد واصل بقرية ميت بدر حلاوة التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية عام 1937 وحصل على درجة الدكتوراه فى الفقه المقارن، وعمل بالنيابة العامة، ثم مدرسًا فأستاذًا ورئيسًا لقسم الفقه بجامعة الأزهر، قبل أن يُعار لجامعة صنعاء ثم للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى منصب  عميد كلية الشريعة والقانون بأسيوط، وصدر له أكثر من عشرين كتابًا وبحثًا علميًا ودراسات فى الشريعة الإسلامية والفقه والتشريع.

 

وعن توليه منصب الإفتاء قال واصل فى حوار لنا معه: «كنت غير راغب فى هذه الولاية التى عرضت علىّ أكثر من مرة لمدة عامين كاملين واعتذرت عنها لأننى لا أريد أن ينسب لى ما لا أريده، أو أن يحدث صراع بينى وبين السلطة فيؤدى إلى فتنة، ولكنى توليت هذا المنصب بأمر تكليف».

 

أراد المفتى الأسبق أن يضع النقاط على الحروف فى أول لقاء جمعه بمبارك بعد توليه منصب الإفتاء فقال له: إن أمن الحاكم وأمن الدولة يأتى من الدين وإن التمسك بالدين هو الذى يحفظ الحاكم ويحفظ الشعب، وإن إهماله وعدم تفعيله فى التشريعات يؤدى لظهور الإرهاب.

 

يشير إلى أن فتوى التدخين أخذتها منظمة الصحة العالمية وتم تفعيلها فى الخارج أكثر من مصر، وترتب عليها أحكام قضائية لصالح من أضيروا بسبب التدخين، حيث أجريت دراسة عالمية أثبتت أن هناك تدليسا من شركات التدخين فيما يخص الأضرار.

 

أصدر فتواه بحرمة برامج المسابقات، بعدما أخبرته إحدى السيدات بأن فاتورة تليفونها وصلت إلى آلاف الجنيهات بسبب تعلق ابنها بأحد برامج المسابقات، وهو ما دفعه لدراسة الأمر وإصدار فتوى من دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية بحرمة هذه المسابقات واعتبارها نوعا من المقامرة، وكان هذا سببا فى غضب رجال نظام مبارك، ففوجئ المفتى السابق- كما أشار فى حواره معنا- باتصال من وزير العدل وقتها فاروق سيف النصر يطالبه بإعادة النظر فى هذه الفتوى، وبعدها اتصل به مبارك بنفسه لإعادة بحث الموضوع، ولكنه رفض.

 

ولم تكن هذه الفتاوى فقط سبب غضب مبارك ونظامه من الدكتور نصر فريد واصل، بل أعلن المفتى السابق رأيه فى قضية الثوريث، قائلا: «التوريث الآن لا يجوز شرعا؛ لأن الشعوب لا تورث، إحنا مش تكية تباع أو تشترى، وإنما الشعوب لها إرادة وحرية فى اختيار من يرأسها»، كما أكد أن قانون الخلع الصادر فى عهد مبارك به مواد لا تتفق مع الشرع.

 

كل هذه المواقف دفعت نظام مبارك لعدم التجديد للدكتور نصر فريد واصل فى منصب مفتى الجمهورية، ولكنه لم يعبأ بذلك، فهو لا يرغب فى المناصب، ورفض منصب وزير الأوقاف مرتين بعد ثورة يناير، وحين سألناه عن منصب شيخ الأزهر أجاب بأنه يرى أن الدكتور أحمد الطيب أحق وأولى بهذا المنصب قائلا: «دكتور الطيب أفضل منى».  

 

لم يظهر الدكتور نصر خلال الفترة الأخيرة بسبب وعكة صحية يتعافى منها حاليا، وهو ما تسبب فى تخليه عن بعض عاداته فى شهر رمضان، حيث اعتاد أن يزور قريته ميت بدر حلاوة أكثر من مرة خلال الشهر الكريم، ليلتقى بأهله وأقاربه وأصدقائه، ولكنه لن يتمكن من السفر هذا العام.  

 

يفضل الإفطار فى بيته مع زوجته وأبنائه وأحفاده، فلديه ابن وابنة يعيشان معه بعد زواجهما، ولا يفضل الإفطار بعيدا عنهم إلا فى حالات قليلة عندما توجه إليه بعض الدعوات الرسمية.

 

يعتكف يوميا فى حجرته بين العصر والمغرب لقراءة القرآن، ويصلى القيام فى مسجد قريب من منزله ولا يسافر خارج مصر خلال شهر رمضان. 

 

يؤمن بأن الله سيحمى مصر وجيشها من أى مؤامرات، وأن كل محاولات التخريب الداخلية والخارجية لن تنجح، ويرى أن جنود مصر قادرون على حماية العالم وليس مصر فقط، طبقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «مصر كنانة الله فى أرضه، وأنها ستظل أمنة بكل أجيالها إلى يوم القيامة».

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع