نصائح لـ"تويتر" حتى لا يسقط في فخ التناقض.. لا نرفض الدفاع عن الأوطان لكن نكره الازدواجية.. عليك تفعيل المعايير على الجميع.. رفض التطرف فى كل الدول ضرورة وعدم التمييز بين حساب ترامب وحساب الإخوان الإرهابية واجب

تصدرت شبكة التغريدات تويتر دائرة الضوء مساء أمس الجمعة، عقب إقدام الموقع على إغلاق الحساب الرسمى للرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب، على خلفية اقتحام عدد من أنصاره لمبنى الكونجرس الأمريكى، بعدما دعاهم للنزول للضغط على الكونجرس لعدم التصديق على بيان فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، الأمر الذى مثل صدمة للكثيرين حول العالم، كاشفا عن ازدواجية شبكة التغريدات في التعامل مع مستخدميها وتطبيق سياستها الخاصة عليهم.

17da6c9bd3.jpg

تبرير تويتر:

فيما برر تويتر إقدامه على هذه الخطوة نتيجة أن حساب ترامب يحرض على العنف والفوضى وهو ما دعاه لغلق الحساب بشكل نهائى أمس الجمعة، فى خطوة رحب بها البعض، فيما اعتبرها آخرون صادمة، وتقييدا لحرية التعبير، حيث يضع تويتر مجموعة من السياسات وإرشادات المجتمع التى يسعى من خلالها لمواجهة المحتويات المضللة والتى تحض على العنف.

 

لماذا لا يطبق تويتر سياسته على الجميع

واعترف جاك دورسي الرئيس التنفيذى لتويتر في أكثر من موقف بوجود مشكلة تتعلق بالمحتوى الموجود على المنصة، وبأنه بمثابة مشكلة متشعبة، فيما كانت الشبكات الاجتماعية على مدار السنوات الماضية ساحة لنشر الأخبار المضللة والكاذبة، فضلا عن الترويح للعديد من المحتويات العنيفة، ولعل ما فعلته المنصة من ترك حسابات الإرهابيين والإخوان دون حظر رغم دعواتهم للعنف، فهناك العديد من التغريدات التى نشرتها الجماعة الإرهابية خلال الفترة الماضية على موقع تويتر والتي تحرض فيها علي العنف ضد الدولة المصرية خير دليل.

d37878ede1.jpg

وبالنظر إلى ذلك نجد أن هذا ربما يكون هو السبب في حالة التعجب من المنصة في كونها لا تطبيق سياستها على الجميع وبشكل متساو، وهو الأمر الذى دفع الكثيرين لمطالبة المنصة بضرورة تطبيق سياستها على الجميع واعتماد أدوات ووسائل فعالة لضمان التطبيق المتوازن لسياسة المنصة على كافة الأطراف.

ea5bc52331.jpg

 

ما الذى يحتاج إليه تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي:

- معرفة دورها في المجتمع بدقة:

تتحمل منصات التواصل الاجتماعي مسؤولية التحقق من المحتوى السياسي المنشور من قبل السياسيين، فبدون هذا التدقيق في الحقائق، يعتقد تويتر أن مثل هذه التغريدات قد تربك المستخدمين حول ما يتعين عليهم القيام به تجاه تغريدة معينة، ويساعد هذا الإبلاغ أيضًا في توفير السياق والمزيد من المعلومات حول المحتوى الذي يحتمل أن يكون مضللاً.  

فالغرض من وسائل التواصل الاجتماعي هو خدمة المحادثة العامة، وتكون وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولة عن حماية نزاهة هذه المحادثات من أي تدخل أو تلاعب، وبالتالي تعزيز الخطاب السياسي.

 

 

تعزيز الخطاب السياسي دون تحيز

التحقق من الحقائق لا يعنى أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي تنحاز إلى أحد الجانبين في الحوار السياسي، وإعطائه دور الرقيب على بعض مستخدميها حسب الأهواء، مما يمنحها الحق في حذف أو تعطيل حساب مستخدم ما وفقا لأهوائها، أو البقاء على حسابات أخرين رغم مخالفة سياساتها.

ففي الوقت الذى حذفت فيه الشبكة حساب دونالد ترامب، نجد أن المنصة تركت حسابات الإرهابيين والإخوان دون حظر رغم دعواتهم للعنف، فهناك العديد من التغريدات التى نشرتها الجماعة الإرهابية خلال الفترة الماضية علي موقع تويتر والتي تحرض فيها علي العنف ضد أجهزة الدولة المصرية.

 

 

- تحديد من المسؤول عن المحتوي:

لا يمكن إنكار أن ضرورة المحافظة على الأوطان والممتلكات العامة، لكن هذا لا يمكن أن يكون مبرر لغلق حسابات المستخدمين خاصة وأن تويتر وغيره من شبكات التواصل لطالما دافعو عن أنفسهم أمام مطالب الدول بجعلهم مسؤولين عما ينشر على صفحات هذه المواقع، إلا أنهم دائما كانوا يحاولون التملص من هذه النقطة.

 

- تطبيق سياسات المنصة على كافة المستخدمين دون تمييز:

يحاول تويتر طوال الوقت وضع سياسات من شأنها مساعدة المنصة على التخلص من كافة المحتويات المسيئة والمضللة والمروجة للعنف، وهو أمرا محمود، لكن يشوبه تمييز في عملية التطبيق بين المستخدمين، حيث يجب تطبيقها على كافة المستخدمين دون تمييز، خاصة وأن مثل هذه الشركات تمتلك العديد من الموظفين في أقسام مراجعة المحتويات.

 

- رفض التطرف والإرهاب فى جميع الدول

بررت شبكة تويتر حذف حساب ترامب بأنه جاء نتيجة دعوته لمؤيديه للنزول للضغط على الكونجرس لعدم التصديق على بيان فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما ترى الشركة أنه تصرف متطرف، لكن لماذا لا يتم تطبيق هذه السياسة مع كافة الدول، ومع أي شخص يدعو ويروج للتطرف والإرهاب في أي مكان في العالم من أجل زعزعة استقرار الدول.

 

- الاستعانة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا

لطالما كانت شكوى المنصات الاجتماعية من قلة عدد العنصر البشري القائم على مراجعة المحتويات، لكن العديد من الشبكات بدأت مؤخرا في الاستعانة بالذكاء الاصطناعي الذى يمكنه تطبيق سياسة الشركة بشكل موضوعي على كافة المستخدمين دون تمييز، طالما أن الشبكة نفسها لم تقم ببرمجة الذكاء الاصطناعي على التمييز.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع