"يا عيون مصر الجميلة احضنى محمد وعيسى".. مسلمون وأقباط في سحور المحبة بالكنيسة الإنجيلية بالمقطم.. فرقة الكاروز ترنم محبة في المسيح.. وعلى الهلباوي يرتل مدائح العذراء.. وشيوخ وقساوسة على مائدة الطعام

في ليلة غنائية، امتزج فيها الإنشاد الإسلامي بالمدائح المسيحية احتفلت الكنيسة الإنجيلية بالمقطم بسحورها السنوي الذي تقيمه بمشاركة أئمة مساجد المنطقة وعدد من قيادات الكنائس المسيحية.

"يا عيون مصر الجميلة احضني محمد وعيسى"، هكذا تغنى المنشد على الهلباوي بمشاركة كورال مسيحي من الكنيسة وسط فرحة ومشاركة المسلمين والأقباط من أهالي المنطقة.

وحازت تريتلة يا مريم العذراء يا صفوة النساء، على إعجاب الجماهير الذين تفاعلوا معها بترديدها والتصفيق لها وانشدوا "يا مريم العذراء حييت في الأرض وفي السماء، يا مريم البتول من ربك القبول وقد حق الوصول بالذكر والدعاء".

أما فرقة الكاروز التي تنشد الترانيم القبطية باللهجة الصعيدية فقد اشعلت الحفل وزغردت لها النساء من الحاضرات ورقصت على أنغامها الأطفال حيث أنشد مغنى الفرقة "اتبناني رضي بيا ومحبته غطت عليا". 

وفي كلمته أشاد القس عاطف مهني عميد كلية اللاهوت الإنجيلية،  بكنيسة المقطم التي تخدم المهمشين والمحتاجين والأطفال بالمشاركة مع القيادات الإسلامية في المنطقة.

وتمنى القس عاطف أن تعمم تجربة الكنيسة الإنجيلية بالمقطم على كافة الكنائس مؤكدًا أننا أمام عالم متألم ومتضارب.

ووجه عميد كلية اللاهوت الإنجيلية التحية لرجال الأمن على ما ييذلونه من جهد معتبرًا  المحبة هي الحل السحري لمواجهة الإرهاب حيث يوصي الإنجيل احبوا بعضكم بعضًا.

أما المنشد على الهلباوي فقال إن المصريين يعيشون معًا يأكلون من نفس الزرع ويتشاركون نفس الآلم ضد كل محاولات الفرقة مضيفًا: تتلاقى الشعوب عبر الموسيقى فنحن نسبح في ملكوت الله معًا لا فرق بين مسلم ومسيحي.

ووجه القس نادي لبيب راعي الكنيسة الإنجيلية بالمقطم وصاحب فكرة الحفل التحية للحاضرين وقدم فريق تنمية المهارات والقدرات لشباب المقطم وهي مبادرة تبنتها الكنيسة تجمع المسلمين والأقباط من شباب المنطقة من أجل تنمية المجتمع المحلي وبالتعاون مع الهيئة القبطية الإنجيلية حيث زار الفريق مساجد وكنائس من أجل كسر الحواجز الدينية وترسيخ مبدأ التعايش السلمي.

عقب الحفل تناول الحاضرون السحور على الموائد التي افترشتها الكنيسة في حديقة السامري الصالح المواجهة لها بمشاركة مشايخ وقساوسة وتحت حراسة الشرطة التي أغلقت الشوارع المؤدية للكنيسة وعملت على تفتيش الحقائب عبر بوابات أمنية.

كان القس نادي لبيب راعي الكنيسة منظمة الحفل قد شكا من الانتقادات التي وجهت له بسبب تنظيم الحفل السنوي بعد حوادث استهداف الأقباط ولكنه أعلن اصراره على مواجهة القتل بالمحبة.