"فنون جميلة إسكندرية ليس من اسمها نصيب".. الكلية تتحول لـ"مقلب قمامة".. الطلاب يروون مأساتهم .. ويكشفون: الفئران والصراصير والبراغيث أصدقاء لنا.. وطالبات أصبن بحساسية وضيق تنفس بسبب القمامة

"فنون جميلة إسكندرية ليس من اسمها نصيب".. الكلية تتحول لـ"مقلب قمامة".. الطلاب يروون مأساتهم .. ويكشفون: الفئران والصراصير والبراغيث أصدقاء لنا.. وطالبات أصبن بحساسية وضيق تنفس بسبب القمامة
"فنون جميلة إسكندرية ليس من اسمها نصيب".. الكلية تتحول لـ"مقلب قمامة".. الطلاب يروون مأساتهم .. ويكشفون: الفئران والصراصير والبراغيث أصدقاء لنا.. وطالبات أصبن بحساسية وضيق تنفس بسبب القمامة

وائل ربيعى

"كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية"، عندما تسمع اسمها من الوهلة الأولى يتبادر إلى ذهنك روعة وجمال اللوحات التى تنتظرك على عتباتها، وأساليب الفنانين فى التعبير عما بداخلهم، ونقل طرق التعبير هذه إلى طلاب الكلية، إلا أنك تفاجئ بأن هذه الكلية تحديدا لم يكن لها حظا وافرا من اسمها، إذ أن المشهد الأبرز داخل حرم الكلية هو القمامة، والنصيب الأكبر فيها للحشرات وليس الفن أو الإبداع.  

وحصل "اليوم السابع"، على صور حية من داخل مبنى قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، التى ظهرت  عكس ما يقول اسمها، فتجد القمامة عنوان المبنى والحرم الذى وجد بشارع الإذاعة بالإسكندرية.

وتُظهر الصور، مدى التدهور فى حال النظافة داخل الكلية، فالقمامة تطل من كل جزء بالمبنى وأعمال الطلاب الفنية التى من المقرر أن يتم تقييمهم عليها ملقاة إلى جانب صناديق القمامة، فيما ظهرت دورات المياه بالكلية غير مناسبة للاستخدام الآدمى.

وتقدم العشرات من طلاب الكلية بشكوى لإدارة الكلية يطالبونها بالاهتمام بالكلية والمنظر العام، وأعمال النظافة، إلا أن "الصمت" كان هو الرد الوحيد على شكوى الطلاب، مؤكدين أنه فى الوقت الذى يعانون هم من هذه المناظر فإن أعضاء هيئة التدريس بالكلية يجلسون فى غرف مكيفة ولا يدرون شيئا عن معاناة الطلاب.

من جانبها، أكدت الطالبة "ن.ع" الطالبة بقسم الديكور شعبة العمارة بكلية الفنون جامعة الإسكندرية، أنهم تقدموا بشكوى جماعية لإدارة الكلية أكثر من مرة لتنقذهم من عدم النظافة المنتشرة فى الكلية والحشرات التى تنتجها هذه الأعمال المتعلقة بالإهمال.

وأضافت الطالبة، لـ"اليوم السابع"، أن كثير من الطلاب أصيبوا بأمراض بالجهاز التنفسى بسب بالروائح المنتشرة بالكلية، قائلة: "الكلية مليئة بالفئران ومشاريعنا التى تتكلف أموالا باهظة تلقى فى القمامة، حتى سجادة الصلاة الموجودة بالمسجد مليئة بالمياه ولا تصلح للاستخدام وكذلك دورات المياه بالكلية غير قابلة للاستخدام الآدمى".

وأشارت إلى أن الكلية وعدتهم أكثر من مرة برش المدرجات الشوارع داخلها لقتل هذه الحشرات ولكن هذه الوعود لم تنفذ، قائلة: "الأتيليهات غير مجهزة للمحاضرات والسكاشن والريحة سيئة للغاية، ومعندناش قاعة فيها مدرج ونضطر للجلوس داخل منافذ القاعة لنستطيع رؤية الأستاذ خلال الشرح، غير أن الأساتذة يستعيرون جهاز الـ"داتا شو" من كلية أخرى لعدم وجود هذا الجهاز بالكلية.

 

وأوضحت الطالبة "ج.ق" أنهم منذ اليوم الأول بالكلية والمبنى غير آدمى للتعامل به والمقاعد غير مريحة، قائلة: "المسامير بالمقاعد تمزق البناطيل والملابس والتراب يغطى كل جانب فى الغرفة، المشكلة هنا ليس فى عمال الكلية ولكن فى عدم المواظبة على أعمال التنظيف والإهمال من جانب إدارة الكلية فى التخلص من القمامة فهى تهمل فى الصيف واللوحات تلقى خلف الكلية مما يؤدى إلى انتشار الحشرات بالأتيليهات الخاصة بقاعات المحاضرات، غير أن اللوحات التى نعمل عليها تتلف بسبب الأتربة". 

 

وذكرت الطالبة، أن هناك مشادات تقع بين أساتذة الكلية لعدم توفر قاعات للتدريس، مؤكدة أنه تم إلغاء بعض المحاضرات أكثر من مرة بسبب عدم وجود أماكن أو تجميع الطلاب جميعا فى مكان واحد، مما يضطرهم للجلوس على الأرض وفى الطرقات، موضحة أن هناك عدد كبير من الطلاب والطالبات ذهبوا إلى أطباء لأمراض الجلدية بسبب الحشرات، قائلة: "طالبة معنا خرجت من الامتحان وجسمها مليئ بالبراغيث بسبب عدم نظام القاعة وتحدثنا فى موضوع النظافة كذا مرة ومفيش أى خطوة والحجة مفيش فلوس فى الكلية".

 

وأكدت، أنهم رغم تكلفهم أموال كثيرة كمصروفات على الدراسة والمشاريع الخاصة بهم إلا أن اللوحات التى يتم تنفيذ المشاريع فيها تلقى فى القمامة وتتجمع الفئران حولها وكذلك الحشرات بمختلف أنواعها "العِرس والقوارض"، مشيرة إلى وجود أماكن محرم على الطلاب دخولها لخوفهم من هذه الحشرات والقوارض.

 

وكشفت الطالبة "ج.خ" أنها تعرضت خلال العام الماضى لحساسية فى الجلد بسبب الحشرات وعاجلته على نقتها الخاصة من خلال العرض على أطباء الجلدية لانتشار الحساسية بجسدها، مؤكدة أن كورس العلاج استمر طوال فصل الصيف، قائلة: "من كتر التراب جالى حساسية فى الصدر ومكنتش بقدر أخد نفسى فى الكلية ولحد دلوقتى بتعالج منها معايا بخاخات من التراب والبهدلة اللى بنشوفها فى الكلية، وجه علينا فترة فى الامتحانات والكلية مليانة حشرات وبراغيث".

 

وقالت الطالبة "س.س"، أنها أصيبت بـ "خراج" فى ظهرها بسبب الحشرات الموجودة بالكلية، قائلة: "عندنا الصراصير منتشرة فى الكافتيريا بشكل كبير، وبنلاقى دود وعِرس وعناكب وصراصير تنزل على ورق الامتحانات واحنا بنمتحن، ولو احتجنا نذهب إلى دورة المياه، لازم نخرج بره الكلية عشان نروح الحمام، وأكثر من شخص أصيب بالحساسية بسبب هذه الروائح والحشرات".

 

وأكدت أنهم عرضوا على الكلية تنظيفها على نفقتهم ولم يستمع لهم أحد، قائلة: "مصاريفي سنويا 8000 جنيه يعنى ميصحش يقولوا مفيش فلوس، والأرض عبارة عن تراب طول السنة، والقاعات لا تصلح للاستخدام الآدمي بالمرة، واحنا بناخد محاضرات فى البدروم، يعنى أبقى قاعدة بمتحن ١٠ ساعات متواصل أركز ازاي وأنا حاسة إن فيه حشرات حواليا و شيفاها".

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع