صدام الرئيس والجواسيس.. نيويورك تايمز: تقييم استخباراتى يكشف تفضيل موسكو لترامب بانتخابات 2020.. مدير الاستخبارات الوطنية رفض تعديله فتمت الإطاحة به.. ولحق به محلل بمكتب الاستخبارات بعد الحديث عنه أمام الكونجرس

قبل أكثر من عام، صاغت وكالات الاستخبارات الأمريكية وثيقة سرية تشير إلى أن روسيا تحابي الرئيس ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، وهى النتيجة التى كانت متناسبة مع إجماعهم على أن الكرملين حاول مساعدة ترامب فى عام 2016 وطلب من مدير الاستخبارات الوطنية تعديل هذا التقييم، ولم يفعل، وبعد فترة ليست بطويلة، أعلن الرئيس ترامب خروج مدير الاستخبارات الوطنية من منصبه، بحسب التفاصيل التى كشفتها صحيفة "نيويورك تايمز".

وبعدما وصل القائم الجديد بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية، قام مسئول استخباراتى بتغيير الوثيقة، وخفف من الزعم بأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أراد أن يفوز ترامب. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن تحقيقها كشف تفاصيل لم تنشر من قبل عن مخاوف المسئولين فى وكالات الاستخبارات الأمريكية فى ظل إدارة ترامب، والذين تحدثوا عن معاناة فى تقديم الإحاطات للرئيس دون إثارة غضبه أو فقدان وظائفهم.

b94fedf256.jpg

ومن بين ما كشفه تحقيق نيويورك تايمز، الذى استند إلى مقابلات مع 40 من مسئولي الاستخبارات السابقين والحاليين والمشرعين والعاملين بالكونجرس، أن المسودة الأولى للوثيقة السرية التي تم صياغتها العام الماضي، وهى تقييم للاستخبارات الوطنية، قد أشارت إلى جهود روسيا للتأثير على الانتخابات الأمريكية عامي 2020 و2024، وفقًا لمسئولين عدة أطلعوا عليها.

كما أشارت المعلومات الاستخباراتية التي استخدمها المحللون إلى أن روسيا عملت على دعم السيناتور بيرنى ساندرز لكى يصبح مرشح الحزب الديمقراطى للرئاسة، ووفقًا للملاحظات التى سجلها أحد المشاركين، فإن هذا لم يعكس تفضيلاً حقيقيًا لـ ساندرز، ولكن بدلاً من ذلك محاولة لإضعاف الحزب الديمقراطى ومساعدة الرئيس الأمريكى الحالى فى النهاية.

a45086b35d.jpg

وبعد ذلك، تم تقديم اقتراح لمدير الاستخبارات الوطنية فى هذا الوقت دان كوتس، بأن يتم تعديل المسودة، ورفض كواتس ذلك. وفى 28 يوليو، أعلن ترامب أن آخر يوم لكواتس فى العمل سيكون 15 أغسطس، قبل حوالى شهر من موعد استقالته الذى كان متوقعا.

وفى شهر سبتمبر، تم تداول نسخة من الوثيقة تم تعديلها.  ولم تعد تذكر بوضوح أن روسيا فضلت ترامب، بل ذكرت إيجازًا أن القادة الروس ربما قدروا أن فرص تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ستتقلص تحت رئيس أمريكى مختلف.

وعكست التغييرات ما وصفه أحد لمسئولين بالتطور واقعيًا فى عصر ترامب، الذى أصاب بالقلق مسئولين حالين وسابقين ومشرعين وعاملين بالكونجرس، فاستعداد مجتمع الاستخبارات لتغيير ما سيقوله بشكل مباشر حتى لا يزعج الرئيس.

وقال آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب إنه بإقالة كبار المسئولين واستبدالهم بموالين، فإنه هذا كان له تأثير تمزيق المجتمع الاستخباراتى، ما يجعلهم أقل رغبة فى قول الحقيقة أمام السلطة".

2552936ef3.jpg

وفى 13 فبراير، أدلى شيلبى بيرسون، المحلل فى مكتب رئيس الاستخبارات الوطنية بشهادته أمام لجنة الاستخبارات بالكونجرس بأن روسيا تفضل ترامب فى انتخابات 2020، واعترض عدد من الجمهوريين، وتم نقل هذه الشهادة إلى ترامب.

وفى اليوم التالى، قطع ترامب الإحاطة الروتينية حول أمن الانتخابات، وفقًا لأحد المشاركين فى الاجتماع، وسأل القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية فى هذا الوقت جوزيف ماجواير، وقال: "أهلا جو، لقد علمت أنك قدمت إحاطة إلى آدم شيف وأنك أخبرته أن روسيا تفضلنى، لماذا قلت هذا لشيف". ورغم أن ماجواير حاول تفسير أن مسئولاً آخر هو من قام بذلك، وظل ترامب يسأله وانهار الاجتماع. وفى 19 فبراير تم إخبار ماجواير أنه من سيحل محله يجب أن يسمح له بدخول مقر عمله فى الصباح التالى. وعين ترامب ريتشارد جرنيل، سفير واشطن فى ألمانيا، بدلا منه.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع