ياسر الشرقاوى: الدى لم يأخذ حقه فى الإذاعة.. وتعلمت منه الأداء فى المرتل
فى بيت يتلو أصحابه القرآن الكريم فيه ليل نهار، وربه معلم وأستاذ للقراءات، قادته الصدفة ليعيش وأبنائه الصغار فترة ليست بالقصيرة، فى بقعة من أطهر بقاع الأرض "السعودية"، كأستاذ للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، خرج لنا ياسر الشرقاوى، الذى ما لبث أن عاد للقاهرة حتى بزغ نجمه فى وقت قصير جدًا، وذاع صيته رغم صغر سنة.
فى حلقة جديدة من سلسلة حلقات أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة، التقينا الشيخ ياسر الشرقاوى، الباغ من العمر 32 عامًا، نجل القارئ الشيخ محمود الشرقاوى أستاذ علم القراءات، وأحدث قارئ قرآن فى إذاعة القرآن الكريم، وأصغر مقرئ للافتتاحيات، حيث اختير أكثر من مرة ليفتتح الاحتفالات الرسمية التى يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وإلى نص الحوار..فى البداية حدثنا عن ظروف نشأتك فى السعودية وحفظك للقرآن الكريم هناك؟
والدى ذهب إلى السعودية عام 1980، حيث تعاقد مع وزارة المعارف هناك وظل ما يقرب من 14 عامًا هناك يدرس للقرآن والتجويد، وكان قبلها مقيم شعائر فى الأوقاف، وفى عام 1985 أتت والدتى للقاهرة لتضعنى، ثم عادت بى للسعودية مرة أخرى، وظللت بها حتى الصف الخامس الابتدائى، وهناك بدأت حفظ القرآن على يد والدى، فى المنزل وفى حلقة تحفيظ القرآن التى كان يديرها والدى فى إحدى مساجد السعودية، وأتممته فى سن 14 عامًا، وفى السعودية كنت أقرأ فى الإذاعة المدرسية، وأكملت دراستى فى مصر وحصلت على ليسانس الشريعة والقانون.
وكيف كانت بداية اكتشاف الموهبة؟
فى البداية كنت أحب تقليد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، فى قصار السور، والشيخ مصطفى إسماعيل، وبدأت التلاوة فى المآتم للأقارب وأنا فى الاعدادية، لكن البداية الحقيقية كانت حينما التقيت أحمد مصطفى كامل، سميع قديم هو ووالده، وتعرفت عليه عن طريق سمير الباجورى، مهندس بالإذاعة، والتقيت به فى منزله، وأعطانى مجموعة تسجيلات للشيخ مصطفى إسماعيل، ومن خلاله تعرفت على أناس كثيرة من الوسط مثل الشيخ فتحى المليجى وأبو العينين شعيشع، وكان يوجهنى فى المقامات أثناء التلاوة، وعن طريقه سجلت تلاوات فى إحدى القنوات الفضائية، لذا أدين له بالفضل بعد الله أنه كان من أسباب شهرتى.
ومتى أول دعوة رسمية للشيخ ياسر الشرقاوى؟
وأنا فى أولى إعدادى كنت فى إحدى المآتم أؤدى واجب العزاء، وطلبوا منى التلاوة فقرأت من سورة فاطر، لكن أول مرة بشكل رسمى فى أرض اللواء، وكان واجب عزاء، تقريبا عام 2000، وكان أول أجر تقاضيته 50 جنيها.
ما الذى تعلمته من والدك القارئ محمود الشرقاوى؟
كنت أذهب مع والدى اقرأ معه فى الحفلات التى كان يحيها، وتعلمت منه الأداء فى الترتيل لأن له أداء مميز فى الترتيل، فهو لا يقلد أى شيخ، وكان يوصينى بمراجعة القرآن، وتعلمت المقامات والتلاوة عن طريق السمع، وبالمناسبة والدى لم يأخذ حقه فى الإذاعة، فقد أتى إليه جواب الإذاعة يوم سفره للسعودية، وحينما عاد قدم مرة أخرى لكنه لم يتم قبوله، ولو كان ظل فى مصر كان سيبقى من المقرئين المشاهير.
لأى مدرسة فى التلاوة ينتمى محمود الشرقاوى؟
أنا متأثر بوالدى فى المرتل، وفى المجود متأثر بمدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل، لكن أخذ منه ما يناسب صوتى لأنه لا يقلد، كما تأثرت بالشيخ على محمود لأنى كنت أحب الاستماع لتواشيحه.
سافرت كثير من الدول للتلاوة أذكرها لنا؟
سافرت البرازيل عام 2009، ثم تركيا، النمسا، لبنان، جنوب إفريقيا، المغرب، الجزائر، العراق، كندا، السويد، سويسرا، لكن أول مرة كانت عام 2008 سافرت إلى إيران ممثلا لمصر فى مسابقة دولية للقرآن الكريم، ولأول مرة فى حياتى أذهب لأمريكا هذا العام، وهى دعوة خاصة من خلال الأوقاف.
قلت إنك بدأت السفر منذ عام 2008.. فى هذه الفترة كنت طالب كيف كنت توفق بين الدراسة والسفر والحفلات أيضا؟
بالفعل كانت الحفلات والسفر للخارج يأخذنى كثيرًا عن الدراسة، لكننى كنت أحاول التوفيق بين الدراسة والتلاوة.اختارتك الأوقاف أكثر من مرة لتكون قارئ الحفلات الرسمية.. هل تذكر أول حفل رسمى افتتحته؟
أول حفل رسمى قرأت أمام الرئيس مبارك فى ليلة القدر عام 2007، ووقتها كان يشجعنى ويدربنى قبل الحفل الشيخ أبو العينين شيعشع، ثم توالت الحفلات الرسمية، فقرأت فى عيد المعلم فى عام 2014، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، ثم عيد العلم، ويوم الشباب، والقمة العربية الـ26 بشرم الشيخ، وفى يوم المرأة العالمى، ومؤتمر الشباب بالإسماعيلية.
وهل تعمل فى مهنة أخرى غير التلاوة؟
أنا متفرغ لتلاوة القرآن الكريم، ولا أعمل أى مهنة أخرى غير أننى قارئ بالإذاعة والتليفزيون.أنت شاب فى مقتبل العمر.. وحققت من الشهرة ما لم يحققها شباب كثيرين فى سنك.. ماذا تحلم أن تحقق مستقبلا؟
فى الحقيقة أنا أكره الشهرة، لذلك أنا أتلو القرآن الكريم لوجه الله، وحبا فى التلاوة لأجل الشهرة، وأتمنى أن أحبب الناس فى القرآن الكريم.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع