وائل السمرى يكتب: اختلافهم لعنة.. معركة منظمة الصحة العالمية وجامعة هارفرد حول طرق انتشار كورونا تنشر الرعب بين الناس وتزعزع الثقة بالعلماء فى الوقت الذى نتعلق فيه بآرائهم وفتاويهم وتعيد سيناريوهات غموض المصير

وائل السمرى يكتب: اختلافهم لعنة.. معركة منظمة الصحة العالمية وجامعة هارفرد حول طرق انتشار كورونا تنشر الرعب بين الناس وتزعزع الثقة بالعلماء فى الوقت الذى نتعلق فيه بآرائهم وفتاويهم وتعيد سيناريوهات غموض المصير
وائل السمرى يكتب: اختلافهم لعنة.. معركة منظمة الصحة العالمية وجامعة هارفرد حول طرق انتشار كورونا تنشر الرعب بين الناس وتزعزع الثقة بالعلماء فى الوقت الذى نتعلق فيه بآرائهم وفتاويهم وتعيد سيناريوهات غموض المصير

فى كثير من الأحيان يكون الخلاف علامة صحية وضرورة حياة، فاختلاف الآراء يوحى غالبا بالحيوية والإيحابية والتفاعل المثمر حول العديد من القضايا، وفى أحيان أخرى كما فى حال آراء رجال الدين، يكون الاختلاف علامة على أعمال العقل، ولهذا اعتاد الناس على ترديد مقولة "اختلافهم رحمة" والضمير هنا عائد على العلماء الذين قد يكون لكل واحد منهم رأى فى مسألة ما، فيكون اتباع هذا مساو فى الحكم لاتباع هذا، وعلى الواحد أن يختار وفقا لظروفه ومصلحته وهو آمن مطمئن، لكن أن تختلف منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة مع جامعة هارفرد التى تعد أكبر جامعات العالم حول مدى انتشار فيروس كورونا فهذه هذه اللعنة بعينها.

منذ بداية الرعب العالمى من فيروس كورونا ولا يتوقف الجدل بين الناس ولا تتوقف الأخبار المعارضة والملغزة والمحيرة، وقد ظهرت أعراض المرض سياسيا فى كثير من الأوقات، كما ظهرت الاتهامات الدولية المتعددة بين أكبر دول العالم الآن بشكل استدعى أجواء الحرب الباردة وقرع أجراس الخطر من نشوب حرب حقيقية، وكان هذا طبيعيا فى ظل الدعاية العالمية الجبارة التى روجت لأخطار فيروس كورونا وجعلت الجميع يتعامل معه وكأنه أخطر الأمراض وأشدها فتكا، ثم التهبت الأجواء أكثر فأكثر حينما ترتب على هذا الرعب العالمى أضرارا اقتصادية قاسية هى الأشد تأثيرا والأكبر حيزا منذ الحرب العالمية الثانية، ومر كل هذا بسلام حتى الآن، لتأتى أنباء معركة "منظمة الصحة العالمية" وعلماء جامعة هارفرد ليكتمل العبث تماما، وتعم الفوضى، ويتجدد الرعب.

الدكتورة ماريا فان كيرخوف، رئيسة وحدة الأمراض والأمراض الحيوانية الناشئة فى منظمة الصحة العالمية قالت فى مؤتمر صحفي: أن البيانات المتوفرة لدينا تؤكد أنه من النادر أن ينتقل فيروس كورونا من شخص عديم الأعراض فعليًا إلى شخص، وهو أمر من شأنه أن يقلل الهلع من الفيروس ويقلل الخوف بين الناس، لأن الجميع الآن يتعامل مع كل فرد باعتباره حاملا للفيروس حتى لو لم تظهر عليه الأعرض، ولهذا يحافظ الجميع على مسافة التباعد الآمنة ويقلل الجميع من التلامس المباشر، ويستخدم الجميع جميع أنواع المطهرات، ويغلق الجميع ما يستطيع أن يغلقه من أماكن العمل والتعامل المباشر، وللأسف لم نكد نستمتع بهذا الاكتشاف حتى خرج علينا باحثو جامعة هارفارد ليقولوا أن العديد من الأدلة تشير إلى أن أولئك الذين ليس لديهم أعراض يمكن أن ينشروا الفيروس التاجى بسهولة، فأين هى الحقيقة؟ وماذا نفعل إزاء اختلاف أكبر جهتين علميتين فى العالم

لو كان الاختلاف بين طبيبين عاديين لقلنا إنه أمر جائز، ولو كان الاختلاف بين حاكم وآخر لقلنا إنه أمر معتاد، لكن هذا الخلاف بين جامعة هارفرد ومنظمة الصحة العالمية يزعزع الثقة فى العلماء فى الوقت الذى نتعلق فيه بآرائهم وفتاويهم، فبحسب جريدة الديلى ميل فإن معهد الصحة العالمية فى جامعة هارفارد قال أن الأبحاث تظهر أن الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض COVID-19 ينشرون المرض واتهم "منظمة الصحة العالمية بأنها تثير الارتباك من خلال اقتراح خلاف ذلك"، بل واتهمها بأنها تخفى أدلة زعمت المنظمة بوجودها وذلك ردا على تصريح من المنظمة قال فيه إنها اطلعت على بعض تجارب الدول حول مدى انتشار الفيروس عن طريق شخص مصاب به ولا تظهر عليه الأعراض ووجد أنه أمر نادر الحدوث.

المسألة هنا ليست خلاف علمى قد يقبله الواحد أن يتجاهله، فإذا صح وتبين أن الأشخاص المصابين الذين لا تظهر عليهم الأعراض لا ينقلون المرض فهذا معناه أنه أن الأوان لتخفيف الإجراءات الاحترازية التى أصبحت كابوسا فى كل بيت فى العالم، كما أصبحت كارثة اقتصادية تهدد دول العالم، أما إذا كان هذا الشخص يستطيع أن يتقل الفيروس حتى أن لم تظهر عليه الأعراض فمعناه أننا سنظل هكذا لأجل غير مسمى، والأهم من هذا كله أن تلك المعركة تؤكد أن الخفى حول هذا الفيروس أكثر بكثير من المعلن وأن هناك أياد خفية تعبث فى الظلام ليتخبط العالم كله فى التناقض.

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع