مقالات صحف الخليج.. أمير طاهري يكتب: حلقات «توم وجيري» جديدة للمرشد خامنئي.. على أبو الريش يسلط الضوء على ظهور عادات جديدة بسبب كورونا.. وملحة عبدالله تخصص مقالها عن فلاسفة عرب أضاءوا أوروبا والعالم

تناول كُتاب الخليج اليوم الجمعة عددا كبيرا من القضايا في مقالاتهم، وتنوعت آراؤهم حول الأحداث العربية والعالمية، وخصصت الدكتورة ملحة عبد الله زاويتها عن فلاسفة ومفكرين عرب أضاءوا بأفكارهم الثمينة دول أوروبا والعالم كله.   

«توم وجيري» جديدة للمرشد خامنئي

أمير طاهري
أمير طاهري

 

وفى صحيفة الشرق الأوسط كتب "أمير طاهري" عن الأحداث الدائرة بين "واشنطن وطهران" قائلا :"هل الصدام العسكري بين الولايات المتحدة وإيران أمر حتمي؟

منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما اغتال الأميركيون الجنرال قاسم سليماني، تصدت الدوائر السياسية في العواصم الكبرى لهذا السؤال من دون التوصل إلى توافق في الآراء.

في وقت كتابة هذه السطور، كان السؤال يرتد مرة أخرى، حيث تخاطر الناقلات الإيرانية التي تنقل النفط إلى فنزويلا بالالتفاف على طوق أميركي مصمم لإبعادها.

هدد الملالي «بعواقب وخيمة» إذا حاولت الولايات المتحدة إيقاف الناقلات. وبما أن الجمهورية الإسلامية تفتقر إلى القوة البحرية لمرافقة الناقلات وصولاً إلى الموانئ الفنزويلية، فإن «العواقب الوخيمة» لن تأتي في شكل معركة بحرية في منطقة البحر الكاريبي. وبدلاً من ذلك، بحسب صحيفة «كيهان» اليومية التي تعبر عن آراء المرشد علي خامنئي، فقد ذكرت في افتتاحية الاثنين، أن الانتقام قد يأتي في شكل مصادرة واحدة أو أكثر من ناقلات النفط الأميركية في مضيق هرمز. خيار آخر هو استهداف جميع ناقلات النفط في المجرى المائي لفترة محددة كما فعلت إيران في عام 1988.

وقد جادل حشمت الله فلاحات بيشة، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في المجلس الإسلامي، بأن الصدام أمر لا مفر منه؛ لأن الصراع بين طهران وواشنطن «فريد في نوعه» ولا يترك أي مجال للتراجع من قبل أي من الجانبين أو محاولة وساطة من قبل طرف ثالث. وهكذا عندما يصل التوتر إلى نقطة معينة، فإن الطريقة الوحيدة لتخفيفه هي تفجير الجزء العلوي من الغلاية.

ويعرض عالم الاجتماع الإيراني سعيد مؤيدفر حجة من زاوية مختلفة، حيث يدعي أن النظام الخميني يدرك أنه يقترب من يوم البيع، وأنه سيفعل أي شيء لتأخير ما لا مفر منه لفترة أطول ولو قليلاً، وأن كلمة «أي شيء» يمكن أن تشمل صداماً عسكرياً قصيراً وحاداً مع الولايات المتحدة قد يثير مشاعر وطنية إيرانية، لكنه يترك النظام في مكانه بقشرة جديدة من الشرعية.

كثيراً ما صدر عن وسائل الإعلام في طهران تلميحات حول «مفاجأة أكتوبر» لتعطيل ترمب عن ترشحه لانتخابات الولاية الثانية.

على الرغم من كل ذلك، فمن الوراد التخمين بعدم حدوث اشتباك عسكري، لكن علينا أيضاً ألا ننسى أن جيش طهران عرضة لارتكاب زلات مثل إسقاط طائرة ركاب أوكرانية بثلاثة صواريخ ومأساة «النيران الصديقة» الأخيرة في خليج عُمان والتي حدثت كلها عن طريق الخطأ.

هناك ثلاثة أسباب لذلك:

السبب الأول هو أن الشاغل الأكبر للنظام الخميني، شأن أي أنظمة آيديولوجية أخرى، هو الحفاظ على الذات.

سمع العديد من العقائديين الذين قد لا يكونون على دراية بقصته نصيحة لينين لفريقه في أبريل (نيسان) 1918 حول «الصمود لمدة 100 يوم أخرى مهما كانت».

السبب الثاني الذي يجعل الملالي يتجنبون الاشتباك العسكري هو أن نظامهم الآن في أضعف حالاته منذ أربعة عقود.

قد يتغلبون على العاصفة الاقتصادية الناجمة عن إعادة فرض العقوبات عن طريق تجميد جميع المشاريع التنموية، ورفع أسعار المرافق المملوكة للدولة، وبيع الفضة العائلية بأسعار زهيدة. وما لا يستطيعون مواجهته هو خسارة الشرعية وتآكل مستمر لقاعدة دعمهم.

السبب الثالث أنه على الرغم من الجدل الأخير، فقد يلعب الملالي ببطاقتهم الرابحة، لا أقصد الإهانة، ليثبتوا مرة أخرى أن «المرشد الأعلى» آية الله علي خامنئي يمسك الآن بجميع مفاصل السلطة كما لم يحدث من قبل.

الأسبوع الماضي، دعا المرشد خامنئي إلى تشكيل «حكومة حزب الله» الصغيرة، ويلاحظ أن الرئيس حسن روحاني و«أولاد نيويورك» باتوا من كبار السن ولم يعودوا يحاكون «حزب الله» بما فيه الكفاية، ويتجهون نحو الخروج.

قارن خامنئي صراعه مع «الشيطان الأكبر» الأميركي بصراعات توم وجيري في عالم كرتون هوليوود. في الكثير من المناسبات، يعتقد المشاهدون أن الفأر المرح قد صنع له خصيصاً لكي يتفادى القط ويرتد بحيلة جديدة.

مرت أربعة عقود من صراع القط والفأر على الطراز الإيراني بسبب السذاجة ونفاد صبر الأميركيين الذين أرادوا دائماً نتائج سريعة وأخذوا ما تمنوه في الواقع، وسمحوا للفأر المؤذي اللعوب بالعيش ليوم آخر من أجل مغامرة أخرى. فهل سيعيد التاريخ نفسه؟

عادات جديدة

على أبو الريش
على أبو الريش

 

أما في صحيفة الاتحاد الإماراتية كتب علي أبو الريش عن ظهور عادات جديدة بسبب فيروس كورونا، قائلا :" لا بد أننا لمسنا تغيرات مباغتة، هاجمت مشاعر الكثير من الأزواج، وبخاصة أولئك الذين ما اعتادوا المكوث في المنازل لفترات طويلة، ووباء كورونا، أبى إلا أن يفرض قوانينه، ويحكم قبضة على «طوال الشنب»، ويقول لهم: إذا كُنْتُمْ لم ترتدعوا، ولم يستطع أحد أن يوقفكم عند حدود السواء، فتعالوا إذاً، فهذا هو قراري، بأن تبقوا في البيوت إلى إشعار آخر.

ولكن الخنوع لأمر الوباء، والقبول بالأمر الواقع، كانت له تبعات نفسية تبعتها لغة جديدة، أصبحت تتفجر في بعض البيوت، وتثير غباراً، وسعاراً، ونيراناً في أغلب الأحيان، لأن الصدور أصبحت مثل القدور الكاتمة، لا تتحمل كلمة، ولا حتى همسة حتى يرتفع الغطاء، ويطفر الدخان الساخن، لتحترق الوجوه من شديد الحرارة.

القليل من الأزواج يستطيع أن يتكيف مع الظرف الراهن، ويحافظ على وعيه، بحيث إن حدث ما يستفزه، يقوم العقل على الفور بمقاومته، وطرد الهواء الساخن، والالتفات إلى المنطقة الباردة في الوعي، وبهذا يستطيع أن يهزم الغضب، بشكمه، وتبريد سعراته، ومن ثم كنسه خارج القلب، واستعادة المشاعر الزوجية الدفيئة، والاقتراب من الزوجة، بروح رياضية عالية، وبأخلاق تسمو بالروح إلى مراتب النجوم.

عندما يعي الزوج أن الضيق الذي يلازمه هو نتيجة القيد الذي فرضته الجائحة، وليس للزوجة والأبناء ضلع في ما يحدث، وعندما يميز بين ما يحدث في المحيط الخارجي، وما يطرأ في علاقته بالأسرة، يستطيع أن يخرج من شرنقة الإسقاطات، ويستطيع أن ينفذ من بؤرة العصاب القهري، الذي وقع فيه الكثيرون من دون أن يعوا، وحدث ما حدث لهم من شقاق وفراق أسري، مزق النسيج، ودمّر المشاعر، وجعل العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة، كالعلاقة بين الأمواج المتلاطمة.

صحيح أن الجائحة أحدثت ورماً خطيراً في الجسم الإنساني، ولكن الأخطر منها، هو ضآلة الوعي لدى البعض، مما يجعلهم ضعفاء جداً أمام أي موقف صعب، فعندما نكون على وعي بما يحدث، نستطيع أن نتجاوز الشعاب والهضاب، ونستطيع أن نعبر من دون خسائر فادحة، تكلفنا ترابطنا الأسري.

عندما نكون على وعي بما يجري من حولنا، نستطيع أن نصعد الجبل من دون أن نصاب بجروح مثخنة، وعندما نتمتع بالوعي، نستطيع أن نحوّل العتمة إلى نور وضّاء، ونعيش حياة طبيعية في أقسى الظروف.

الإشارات والتحولات
 

ملحة عبد الله
ملحة عبد الله

 

أما في صحيفة الرياض السعودية، رصدت دكتورة ملحة عبدالله فى مقالها  فلاسفة عرب أضاءوا أوروبا والعالم، قائلة :"نحن كعرب يشهد لنا التاريخ أننا قد سدنا العالم في حقبة ذروته، ليس بالقتل والسلب والنهب بقدر ما كان بيننا علماء وفلاسفة ومفكرون أضاءوا جنبات أوروبا والعالم أجمع حينها بالعلم والمعرفة والفكر والحوار والبناء المعماري للعقل البشري..

 

نتعجب كل العجب مما يتناثر على أرضنا العربية من أقوال وأفعال تنشب الواحدة أظفارها في جسد الأخرى، وقد يوافقني الرأي أحبتي من القراء. هذا العجب يتمحور حول تحرك الوعي بشكل يبشر بعصر جديد من التنوير والذي سبقتنا له أوروبا بنحو ثلاثة قرون ونيف، وهو ما أطلقوا عليه عصر النهضة (Renaissance) هذا العصر الذي تحرك فيه العقل، وهو منهج قد سبت لدينا حقبة ليست باليسيرة.

 

إن تحريك العقل ليس بمعنى إغفال الوجدان، ذلك أنه يتنافى مع قيمنا وتاريخنا وهذا هو الفارق الكبير، حتى يتسنى لنا ذلك الأمر الذي ليس باليسير بين حفظ التراث والعادات والتقاليد والقيم والمعتقدات، وبين ما هو مستحدث يوجب فيه تحريك العقل؛ وهي معركة حقة سبق وأن خاضها الإنسان الأوروبي إبان عصر النهضة فواجه جاهلية العصور الوسطى وتطلع للعصر الحديث الذي كان يموج بالعلماء والمنظرين وكانوا يقتلون ويصلبون ويحرقون، لأنهم كانوا يقعون في إطار الخارجين عن القانون الطبيعي، يقول الأديب الكبير شوقي جلال: "كان صراع –آنذاك- طاحناً ومعارك وانقسامات واتهامات بالكفر والزندقة وأحكاماً بالقتل والتعذيب والحرمان.. ظناً أن التاريخ قد توقف عندهم مثلما يحلو للكثيرين بأن التاريخ قد قال كلمته"..

 

لذلك انتشر حينها التمرد والإرهاب والقتل واستباحة الدماء! وهذه حتمية تاريخية لا بد أن تطفو على السطح، حينما تحدث التحولات الإجتماعية، وحينما يطفو العقل على سطح الفكر وينتصر النور على الظلمات ويتحرك العلماء وتوقد شعلة المعرفة.

 

إن ما دعانا لهذا العجب هو قراءة التاريخ واستنباط منه ما يواجه الإنسان عبر مراحله الحتمية، التي لا تلبث أن تهبط حتى تعود مرة أخرى تجدد ذاتها فيما يسمى بـ (الحتمية التاريخية) وإن تعددت الأمكنة والأزمنة! فالإنسان هو الإنسان أينما وجد وإلا لما قص علينا القرآن الكريم القصص التي هي لكل زمان ولكل مكان، فالتاريخ لم يكن سوى نابض يدق في ناقوس العقل البشري حتى يقرأه لأنه يعيد نفسه!

 

من منا لم ينم وتزعجه مشاهد الدماء السيالة في كل أرض الله حتى توجسنا خيفة بأن علامات الساعة قد اقتربت؟! ولذلك كان يجب علينا التأمل فيما يحدث في عالمنا العربي من تمرد وقتل وإرهاب واتهامات بالكفر وبالزندقة وبالخروج عن طاعة الله! ولماذا كل هذا القتل وكل هذه الانقسامات! وهو أمر جد غير مخيف، إذا ما قرأنا التاريخ! وكيف أن الأمم السابقة قد ذاقت مرارة هذه التحولات، ولكنها كانت ومضات التنوير التي شقت سماءهم حتى وصلوا ما حصدوه من تقدم علمي نحن نلهث لكي نصل إلى ما حصدت أكفهم من ثمار تلك المعاناة ومن نور المعرفة.

 

إنها تقلبات ثنيات التاريخ، وميلاد الحضارات التي تصنع أمماً جديدة وتاريخاً جديداً مهما حاولت بعض الأفواه النفخ في الأبواق لإطفاء شعلتها العصية على الجهل والتبعية!

 

نحن كعرب يشهد لنا التاريخ أننا قد سدنا العالم في حقبة ذروته، ليس بالقتل والسلب والنهب بقدر ما كان بيننا علماء وفلاسفة ومفكرون أضاؤوا جنبات أوروبا والعالم أجمع حينها بالعلم والمعرفة والفكر والحوار والبناء المعماري للعقل البشري، ولكن كما أسلفنا فالتاريخ له حتميته التي يعيد تدوير نفسه من جديد إلى ما وصل إلى الخط الفاصل دون ذروته.

 

ولذلك نستطيع القول إن النور العربي بتاريخه سوف يعود حسبما تؤكده حتميته، وأن ما يحدث على أرضنا العربية، هو ما كان يحدث إبان خروج التنوير وهزيمة ظلام العصور الوسطى في أوروبا آنذاك وخروجهم إلى النور وإلى زمن الاختراعات التي نحيا عليها حتى يومنا هذا، فالتاريخ هو التاريخ وله ضوابطه التي تحكم الأزمنة عبر تغيير الأمكنة!

 

إن من يقرأ التاريخ الأوروبي إبان عصر النهضة والخروج من عصور الظلام يستطيع أن يقول في قرارة نفسه: ما أشبه اليوم بالبارحة. ولكن كل ما يهمنا في هذا الأمر هو النتائج التي تستند إلى مقدمات.

 

إن تاريخنا اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين حفظهما الله وحكومتنا الرشيدة وكثير من القادة العرب الغيورين على تاريخهم ليس سوى إحياء جديد لتاريخنا المجيد، وبحركة إصلاحية سيشهد بها التاريخ، وهي الاعتماد الكامل على (تحريك العقل وعلى مفهوم الإنسان). هذان الأمران إذا ما تحركا بشكل متقاطع –وهو بالفعل قد حدث- فليس لذلك مفهوم سوى استعادة التاريخ العربي الذي يبدأ حقبته الجديدة بحسب نظرية (الحتمية التاريخية).

 

إن ما نراه من تمردات ورصاص واستهجان وعنف وكل ما لا يتسع له هذا المقال، فهو إلى هاوية التاريخ، لأن التنوير قد بدأ ولن يوقفه شيء مهما ظنت الظنون. وأستعين بمثل جدتي رحمها الله حينما كانت تقول لي: (لا يمكث العسل إلا في فم آكله) وهو مثل ينطبق على أن شعلة النور في يد حاملها، وأما غيرها فهو زائف وزائل! وسنستعيد جميعاً التاريخ الذي لا يصدأ، فقد بدأت الحتمية التاريخية تعيد ذاتها مهما كانت العقبات.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع