نجح فريق بحثى يضم أساتذة وباحثين من كليتي الهندسة والطب بجامعة طنطا فى تصنيع جهاز مصرى للتنفس الصناعى من مكونات محلية لدعم المستشفيات الجامعية فى مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأكد الدكتور محمود زكي عميد كلية الهندسة جامعة طنطا ورئيس الفريق البحثي لـ"اليوم السابع"، أن أزمة انتشار فيروس كورونا كان دافعا لفريق بحثي بالكلية لاستثمار الجانب الإيجابي وابتكار جهازا جديدة لخدمة مرضي فيروس كورونا، خاصة فى مع الحاجة الشديدة والملحه لاجهزة التنفس الصناعي والتي جعلت الدول ومنها الدول العظمى فى التفكير فى ذلك بسبب الاحتياج الشديد للاجهزة التنفس الصناعي بسبب تفشى الوباء.
وأشار أن لجامعة طنطا دورا هاما فى خدمة المجتمع، وتخرج منها أساتذه على مستوى عالى من الكفاءة والخبرة، ولهم ابتكارات واختراعات هامة، مشيرا أن الدكتور مجدي سبع رئيس جامعة طنطا عقد عدة اجتماعات مع عمداء الكليات العملية وخاصة كلية الهندسة وكلف بضرورة تشكيل فرق بحثية سريعا، والتنفيذ العملي على أرض الواقع والوصول لتصميم أجهزة متطورة للتنفس الصناعى.
وأكد أنه تم تشكيل فريقين بحثيين منذ اليوم الأول لفرض حظر التجول الاول كانت مهمته إصلاح الأجهزة الطبية المعطلة داخل مستشفيات الجامعة، ويعمل على مدار اليوم وتمكن الفريق من إصلاح 90% من الأجهزة المعطلة داخل المسشتفيات، والفريق الثاني نجح فى تصنيع جهاز تنفس صناعي من خلال بحث علمي من خلال عدة افكار وتوصلنا من خلالها تطبيقها على أرض الواقع بتصنيع أول جهاز تنفس صناعي من منتجات محلية وبتكلفة بسيطة، يضم امكانيات تفوق اجهزة التنفس الصناعي المستوردة والموجودة حاليا.
وأكد "زكي" أن الفريق البحثي ضم باحثين من كلية الهندسية وكلية الطب، واستطاعنا إبتكار جهاز تنفس صناعي يستطيع أن يخدم عدد كبير من المرضى فى وقت واحد، مؤكدا أن الجامعة وفرت جميع الامكانيات للفريق البحثي لتنفيذ الابتكار، من أسطوانات الاكجسين، والقطع المستخدمة فى التصنيع.
وأضاف عميد كلية الهندسة أنه تم الانتهاء من تصميم الجهاز فى شكله المبدئي، ويتكون من توربين لضغط الهواء وتزويد الاكسجين ومازج الهواء / الاكسجين والفلاتر واجهزة الاستشعار ومجموعة من الأنابيب والصمامات حيث تدفع التوربينات الهواء من خلال صمام تدفق بظبط الضغط بناءً علي المعاملات الخاصة بالمريض وكذلك يتم متابعة حالة تسرب الهواء وانخفاض التعبئة في خزانات الأكسجين، بالإضافة إلى ذلك يتم التحكم في جهاز التنفس الصناعي من خلال نظام مدمج للتكيف الدقيق للتدفق والضغط بناءا علي المعاملات الخاصة بالمرضي.
وأكد أنه تم انهاء اعمال البرمجيات الخاصة بالتحكم فى الجهاز، وخلال ساعات قليلة سيتم تركيب الجهاز فى شكله النهائى وتطبيق التجارب العملية عليه.
ويضيف الدكتور أحمد نصر وكيل كلية الهندسة للبحث العلمى والدراسات العليا وأحد اعضاء فريق البحث، أنه فور انتشار فيروس كورونا فى مصر، بدأت كلية الهندسة فى تكوين فريق بحثي داخل الكلية، لدوره الهام والرئيس وخاصة وقت الأزمات، وتطوع عدد من الباحثين بالكلية فى تكوين فريق بحثي، وبدأنا فى التفكير فى تصنيع جهاز تنفس صناعي لخدمة مرضي فيروس كورونا، وبعد التوصل للفكرة تم عرضها على رئيس الجامعة، وحصلنا على الموافقات وبدأنا فى التنفيذ فورا، وقامت الجامعة بتوفير الدعم الكامل للفريق البحثي من حيث الموارد والمعدات.
وأوضح أن هناك فريق بحثي من كلية الطب انضم إلى الفريق البحثي لكلية الهندسة وتكاتفت كل الجهود ونجحنا فى إبتكار جهاز تنفس صناعي بتكلفة بسيطة ويستطيع أن يخدم أكثر من مريض فى وقت واحد على عكس اجهزة التنفس الموجوده حاليا فى المستشفيات.
وأكد" نصر" أن كلية الهندسة من أكثر الكليات نشرا للأبحاث العلمية دوليا، ويهدف قطاع البحث العلمي فى الكلية إلى تسخير كل الجهود فى خدمة المجتمع، ومن أهم انجازات البحث العلمي ابتكار جهاز التنفس الصناعي، مؤكدا أننا لن نتوقف عن خدمة مصر وسنبذل قصار جهدنا لتنفيذ ابتكارات جديدة لخدمة المصريين خلال الفترة القادمة.
أما الدكتور أميرة عاشور رئيس قسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات بكلية الهندسة وأحد الاعضاء المشاركين فى ابتكار الجهاز، فأكدت أن قسم هندسة الاتصالات والإلكترونيات كان له دورا أساسيا فى تصميم جهاز تنفس صناعي، يساعد المرضي الغير قادرين على التنفس فى التنفس، وتم الوصول للتصميم النهائي لشكل الجهاز، وساعد قسم هندسة الاليكترونيات فى تصميم برمجه الجهاز والحساسات والتي يتلخص دورها فى التحكم فى خروج نسبة الاكسجين المناسبة لكل مريض، والتي تختلف من مريض لأخر.
وأشارت أن عدد من مهندسي قسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات كان لهم دورا أساسيا فى تصميم نظام تحكم للجهاز وبرمجته للتحكم فيه إلكترونيا والتحكم فى نسب الاكسجين المسموح بها لكل مريض.
وأشارت أنه تم الانتهاء من نظام البرمجه وتركيب اجزاء الجهاز، وخلال الساعات القليلة القادمة سيتم إجراء التجارب العملية على الطبيعة بعد أن وضع اللمسات النهائية لاعمال البرمجيات والتحكم.
وبدورها أكدت الدكتورة ولاء موافي الاستاذ بقسم الصدر بكلية الطب واحد أعضاء فريق البحث، أن التفكير فى ابتكار جهاز التنفس الصناعي باتت ملحة بعد زيادة الاحتياج لأجهزة التنفس الصناعي، عقب انتشار وباء كورونا وظهور عدد كبير من الحالات الإيجابية، والذي يتسبب فى حدوث مضاعفات للمرضي منها التهاب رئوي حاد وفشل فى التنفس، وقد يفقد المريض حياته، مشيرة أن الفريق البحثي بدأ فى التفكير فى ابتكار جهاز تنفس صناعي بمكونات محلية بتكاليف بسيطة.
وأوضحت أن التكلفة المبدئية للابتكار لم تتعدي 3 ألاف جنيه وجاري حساب التكلفة النهائية، ونحن بصدد تنفيذ تجارب عملية على " المانيكان" ورئة الاختبار الصناعية، وإجراء التعديلات على الجهاز إن وجدت.
وأكدت أنه بعد نجاح التجربة العملية سيتم اسناد الفكرة لإحدى شركات التصنيع لتصنيع أعداد اكبر من الجهاز وبامكانيات بسيطة.
من جانبه أكد الدكتور مجدى سبع رئيس جامعة طنطا، أن الجامعة وضعت خطة لتصنيع الجهاز محليا لمواجهة فيروس كورونا ومخاطره، حيث أن الفيروس يسبب التهابات بالجهاز التنفسي والتي توثر على الرئتين، فيعاني المرضي المصابون به من ضيق التنفس الشديد، وقد يسبب الفيروس تلف الرئتين، ما يؤدي إلي تسرب السوائل من الأوعية الدموية الصغيرة في الرئتين وتتجمع في الأكياس الهوائية للرئتين أو الحويصلات الهوائية فتعيق نقل الأكسجين من الهواء إلى الدم، وتجعل من الصعب علي الرئتين اداء وظيفتها لذلك يجب دعم المرضي المصابين بفيروس كورونا بجهاز تنفس صناعي لتوفير التهوية ميكانيكا عن طريق نقل هواء التنفس الي الرئتين مما يوفر التنفس للمريض الذي يعانى من عدم القدرة على التنفس بشكل كافي أو الغير قادر جسديا علي التنفس حيث يعد جهاز التنفس الصناعي بمثابة رئة صناعية عن طريق دفع الهواء برفق الي داخل الرئتين مشيرا إلى ان فيروس كورونا هو متلازمة الضائقة التنافسية الحادة التي تتميز بنقص الأكسجين بالدم فينتج عن ذلك فشل الجهاز التنفسي الطبيعي بالجسم الامر الذي يتطلب تنفس صناعي ميكانيكي .
وأوضح رئيس جامعة طنطا، أنه في ظل ارتفاع سعر الجهاز المستورد واحتياج المستشفيات إلى توافر أعداد كبيرة منه لمواجهة اى حالات محتملة لزيادة الإصابات بالفيروس اتجهت الجامعة الي انتاجه بمكونات محلية، موضحا أن الفريق البحثي يضم 8 من علماء الجامعة من كليتي الطب والهندسة يترأسه الدكتور محمود زكى عميد كلية الهندسة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع