مشاهد مأساوية فى المستشفيات الإسبانية.. مصابو "كورونا" ملقون بالممرات والطرقات.. مصاب بالفيروس يلقى نفسه من نافذة مستشفى بالدور السابع بغرناطة.. ونفاد الأدوية ونقص أجهزة التنفس يتسبب فى كارثة

تعانى إسبانيا من كارثة حقيقة بعد تفشى فيروس كورونا، حيث أصبحت المستشفيات مكتظة بأعداد كبيرة من المصابين بكوفيد 19، لدرجة أن الوضع أصبح مأساوى بعد دخول المستشفيات ورؤية المصابيين ملقون فى الممرات مع أنابيب الأكسجين.

مستشفى اسبانية
مستشفى اسبانية

 

وتمتلئ مستشفى Severo Ochoa de Leganés بأعداد كبيرة من مصابي فيروس كورونا.

 

وانهارت غرف المستشفى لدرجة أنه تم وضع المصابين فى الممرات، وأدت صور تلك المستشفى إلى حالة من الصدمة لمستخدمى الانترنت، حيث بث المشهد المأساوى للمصابين الرعب فى نفوس الكثيرون.

ارتفاع المصابين بمستشفى إسبانية
ارتفاع المصابين بمستشفى إسبانية

 

وفى مستشفى بغرناطة ، قام رجل إسبانى مصاب بفيروس كورونا بإلقاء نفسه من النافذة من الدور السابع فى مستشفى فيرجن لاس نيفيس ، وكان يبلغ من العمر 77 عاما، حسبما قالت صحيفة "الانتبنتدينتى دى غرناطة" الإسبانية.

وأكدت مصادر بالشرطة أن الحادث وقع صباح أمس السبت ، وخلال ساعات قليلة انتقلت الشرطة العلمية إلى مركز المستشفى للمضى قدما فى إزالة الجثة، وتستعد دوريات للشرطة فى شوارع غرناطة للحفاظ على تطبيق القواعد المفروضة حول الالتزام فى المنازل لعدم انتشار فيروس كورونا.

 ويعمل الأطباء بتفان فى المستشفيات الإسبانية لإنقاذ حياة الالاف من المرضى المصابين بكوفيد 19 ، لكنهم أيضا أصبحوا يخشون نقل الفيروس معهم إلى منازلهم وإصابة أسرهم، ولذلك فقد أختار منهم وقف الحصول على أيام راحة بسبب نقص الأطباء ووجود زملاء مصابين فى نفس المستشفى.

مستشفى بمدريد
مستشفى بمدريد

 

وقال خورخى ريفيرا المتحدث باسم إحدى المستشفيات الجامعية، الواقع على بعد أكثر من عشر كيلومترات من العاصمة الإسبانية: "إنه الخراب وليست نهاية العالم، سنتغلب عليه"، مضيفا أن "ما أراه هنا، هو قوة العاملين. بين الحين والآخر، لا يمكن أن نحبس دموعنا، لأننا في "خندق المعركة ضد هذا الفيروس، لكن لدينا أيضا خبراء نفسيين يساعدوننا فى تحمل هذا العبء العاطفى بين الضحك والبكاء.

وتضم ليجانيس، أكبر عدد من المتقاعدين 21% من السكان البالغ عددهم 200 الف نسمة، تتجاوز أعمارهم 65 عاما، ويشير خورخى ريفيرا إلى أنه "ربما هذا أحد أسباب هذه الأعداد من المصابين المسنّين"، من دون التمكن من إعطاء عدد الوفيات المسجّل في المستشفى.

أما فانيسيا جيلن، وهى ممرضة بالمستشفى، تبلغ 41 عاما، فقالت إنها ترتدى سترة واقية للدخول إلى قسم المصابين بفيروس كورونا، مضيفة "عندما يموت المرضى وحدهم فى العزل، يؤلمنا ذلك كثيرا كممرضين، إذا إننا معتادون على دمج العائلة فى الرعاية"، وتضيف "نحاول مثلاً أن نقرأ للمرضى رسائل تلقوها. أحياناً، عندما يكون المريض قد أمضى وقتاً طويلاً من دون رؤية أقربائه، نسمح له برؤية أحدهم، حسب معدات الوقاية المتاحة التي عليهم أن يرتدوها أيضاً".

وتتابع: "مقابل هذا التوتر الجسدي والعاطفي الكبير، نتبادل التشجيع والدعم أثناء تبديل الفرق. نضحك قليلاً لدى سماع نبأ جديد. لكن لدي زملاء يحتاجون بعد الخروج من المستشفى، للبكاء لوقت قصير في سيارتهم أو أثناء الاستحمام".

وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "الكونفدينثيال" الإسبانية إن المستشفيات الإسبانية فضلا عن معاناتها من ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، إلا أنها تعانى أيضا من نقص فى الأدوية وفى اجهزة التنفس، والسرائر الموجودة بغرف العناية المركزة، مشيرة إلى أن أجهزة التنفس ضرورية للغاية لإنقاذ مرضى كورونا ولذلك فإنه يوجد العديد من الحالات المصابة تدهور حالتها بسبب عدم توفر الأجهزة لمعالجتها.

كما أن هناك نقص فى عقار توسيليزوماب ، وهو الذى يستخدم بشكل رئيسى لمكافحة التعاب المفاصل الروماتويدى، إلا أن إسبانيا تعانى من نقص فى هذا العقار، رغم إدراجه فى البروتوكولات الطبية فى جميع أنحاء النظام الصحى الوطنى.

وتعانى إسبانيا من انتشار كبير فى فيروس كورونا بسبب تأخرها فى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع تفشى الفيروس.

وأعلنت إسبانيا اليوم، الأحد، تسجيل حصيلة يومية قياسية جديدة جراء فيروس كورونا الجديد، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغت 838 حالة وفاة، وقالت وزارة الصحة الإسبانية إن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد في البلاد زادت 838 حالة أثناء الليل، وهو أعلى معدل وفيات يومي، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي من الوفيات في إسبانيا إلى 6528.

ولا يتفوق على عدد الوفيات في إسبانيا جراء فيروس كورونا الجديد، إلا إيطاليا، التي بلغ عدد الوفيات فيها أكثر من 10 آلاف حالة وفاة.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع