د.مريم المهدى تكتب: رسالة صادقة الى السيد الرئيس السيسي

د.مريم المهدى تكتب: رسالة صادقة الى السيد الرئيس السيسي
د.مريم المهدى تكتب: رسالة صادقة الى السيد الرئيس السيسي

 

"إضرب بيد من حديد فوق رأس الفساد"

سيدى الرئيس فى خطوة نحو مصر القادمة.. أعلنت سيادتكم حرباً على الفساد من خلال إستراتيجية مدتها أربعة أعوام تنص على عدة مبادئ.. من بينها إرساء الشفافية والنزاهة لدى:

-العاملين بالجهاز الإداري للدولة المصرية، وسن وتحديث تشريعات داعمة لمكافحة الفساد مع تطوير الإجراءات القضائية بما يحقق العدالة الناجزة وتضمنت مبادئ وأهداف:

*استراتيجية مكافحة الفساد، التأكيد على ضرورة الإرتقاء بالمستوى المعيشى للمواطنين، وتحقيق العدالة الإجتماعية مع رفع الوعي الجماهيري بخطورة الفساد وحتمية وكيفية مكافحته.

-وعلى هذا اكدت سيادتكم إننا نحتاج الى إرادة حقيقية للقضاء على الفساد الموروث منذ سنوات عجاف مرت بها مصر خلال العقود الماضيه.. هذا الفساد الذى إستشرى فى ربوع مصر وتغلغلت جذوره ضد مصلحة الوطن والشعب والخزانة العامة للدولة!!.. حتى باتت قضايا الفساد تسرى فى جميع المناحى بالبلاد..

لذا اعلنت سيادتكم أن ليس بالقوانين وحدها يتم القضاء الفساد، وإننا نحتاج ثورة تشريعية تشمل كافة أمور الحياة سواء بتفعيل القوانين الصالحة لهذا العصر، أو بإيجاد نصوص تشريعية جديدة تتواكب مع الواقع بدل النصوص القانونية التى عفا عليها الزمن، وباتت باليه لايصلح تفعيلها للواقع الجديد على الأرض.

وأن الأجدر أن القوانين التى تحتاجها البلاد فى ظل الأحداث التاريخية منذ 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو العظيم، باتت ضرورة ملحة وحاسمة..

*ولكن يبقى واقع نعيشه بالغ الأهمية وبدونه يكون مستحيل القضاء على هذا الفساد المستشرى فى البلاد؟! وهو أن الفساد والارهاب وجهان لعمله واحدة، ولايمكن الحرب على الإرهاب، دون الحرب على الفساد فهما جبهة حرب واحدة حتمية.

وكما تخوض مصر المعارك بدم الشهداء ضد الإرهابيين واتباعهم وتابعيهم كذلك لابد من خوض معارك شرسة ضد الفساد ورموزه الذين نهبوا وينهبوا ثروات البلاد وأوصلوها إلى درجة من التدنى والضعف يدفع ثمنها شعب مصر العظيم.

*سيدى الرئيس.. ويحكمتك وإلهامك أكدت سيادتكم أن بالإرادة القوية الصلبة وبأرادة هذا الشعب المصرى الذى أذهل العالم بثورتين عظيمتين، وبحرب ممتدة ضد الإرهاب تحقق هذا الهدف والمهمة، والحل بتضافر جميع الجهود متحدة لأن الدولة وحدها لايمكنها تحقيق هذا، والشعب المصرى هو أقوى الأسلحة فى هذا الأمر بتحقيق تكاتف جهود التوعية اللازمة والوقاية والردع الشامل وحصار الفساد بتغليظ العقوبات وبالتالى فأن من حق المواطن التعرف على نتائج الجهود المبذولة فى قضايا الفساد والرأى العام أول بأول دون أى مواربة أو تعتيم أو إخفاء. وأن مشاركة الشعب فى مكافحة الفساد واجب وطنى لتحقيق التنمية المرجوة والرفاهية للمصريين بالحصار والجهود والتنسيق مع جميع السلطات ومؤسسات الدولة من أجل الإصلاح الإدارى والإقتصادى كمدخلين اساسيين لهدم صرح الفساد الذى يعوق خطط التنمية ويهدر ماتم إنجازه منها.

مع مراعاة الأسباب الرئيسيه للفساد المستشرى وحصرها فى:

أولا: تحديد أسباب تفشى الفساد بوضوح فى صنع استراتيجية الإصلاح، وحتمية الفصل بين السلطات الثلاثة لأنه يؤدى الى التوغل السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية والقضائية ويتمثل ذلك فى شغل بعض الوزراء ورؤساء الجهات لعضوية مجلس النواب!!

ثانياً: تعيين بعض رؤساء الأجهزة الرقابية من قبل مسئولى السلطة التنفيذية، مما يقضى على مبدأ الرقابة المتبادلة بين السلطات!!

ثالثاً: ضعف الأجهزة الرقابية وعدم نشر التقارير الصادرة عنها.

رابعاً: تدنى رواتب العاملين بالحكومة وعدم تناسبها مع مستويات التضخم المطرد، مما يضطرهم أن يقبلوا الرشاوى أو المجاملة والمحسوبية وفوق كل هذا عدم عدالة التوزيع بين أجور كبار المسئولين وبين العاملين بنفس القطاعات!!

*سيدى الرئيس.. نخلص مما تقدم من خطواتكم الأولى العظيمه نحو مصر القادمة بأعلانكم الحرب على الفساد. ونصل منه لنتائج حتمية واجبة التنفيذ الفورى وهى:

-استقلالية الأجهزة الرقابية عن الأجهزة التنفيذية وزيادة وعى المواطن، ومنظمات المجتمع المدنى بضرورة وحتمية الإطاحة بدولة الفساد الموروثة منذ عقود طويلة مضت والتى تلتهم ثروات البلاد والعباد وتجريم الفساد كعمل اجرامى يرقى إلى مرتبة الخيانة العظمى للوطن، لما يترتب عليه من تدمير بنية المجتمع بجميع اركانها وإنهيار الإقتصاد وإعاقته عن النهوض والتقدم، وأن أى كلام عن مصر القادمة ومستقبل الأجيال سيكون خيال، إن لم نطيح بدولة الفساد كما أطحنا بحكم الأخوان بأرادة شعب مصر الذى فوضكم سيدى الرئيس وخرج فى أكبر حشد شعبى شهده التاريخ المعاصر سيقف وينحنى التاريخ أمامها فخراً وإنبهاراً.

-سيادة الرئيس.. من هذا المنطلق أكمل رسالتى الصادقة ونحن كلنا ثقة إنكم لن تقبلوا إلا مايمليه عليكم الواجب الوطنى ورضى الله بما يتمم جهودكم وتفانيكم من أجل مستقبل مصر فيما تجسدت فيه أهم وأخطر صور الفساد التى أضرت بالوطن ومنها على سبيل المثال عمليات توزيع الأراضى على أصحاب النفوذ والمقربين للسلطة، بالإضافة للإتفاقيات المشبوهة والملتوية والتى  مازالت للأسف تمارس تحت رعاية بعض الوزراء وكبار المسئولين القائمين على أمر البلاد حالياً.

وبما لايدعو مجال للشك، أن الفساد المالى والإدارى وإستغلال النفوذ مازلت جذوره تمتد وتزهر وتثمر بكل الأساليب بداية بالتورط ونهاية بالتجاهل والتغاضى والتجاوز المتعمد؟!

إن التراضى ومحاباة الفاسدين من أجل المصلحة الخاصة وتغليبها على المصلحة العامة لهو ترويح وازدهار للفساد.

-سيادة الرئيس.. ما أكثر الشكاوى التى تجوب حائرة بين ارجاء الوزارات من الشرفاء والمتضررين المصريين ضد بعض الوزراء من حنثوا اليمين المقدس عند تقلدهم منصب الوزير!!

إنه قسم جلل يوثق أمانة المسئولية الوطنيه. وانشره للتذكير "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري وأن احترم الدستور والقانون، وارعى مصالح الشعب رعاية كاملة واتوقف هنا عند هذه الجملة.. أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة"

هل كل وزير يرعى مصالح الشعب رعاية كاملة؟!

-لكن الحقيقة لايحدث فى كثير من الوزارات.. وهاهى شكوى تؤكد هذا كمثال لما يدور فى كواليس بعض الوزارات .. بشأن إهدار المال العام بوزارة التضامن الإجتماعى وضياع ممتلكات فرع هيئة التأمينات الإجتماعية (الصندوق الحكومي بمحافظة سوهاج) وللأسف الشديد السيدة الويرة المسئولة لم تؤدى واجبها المنوط بهذا الشأن حتى الآن برغم عشرات الشكاوى المقدمة والبلاغات؟! والنتيجة ضاعت أملاك الهيئة وضاعت أموال أصحاب المعاشات؟!!

-والمجال لن يسعنا كى نتناول بمثل أو مثلين فقط من تضرر المصريين وشكاواهم ضد بعض الوزراء.

-ونموذج آخر يؤكد إستمرار استغلال النفوذ والمنصب كمثال من منظومة فساد إداري متعدد التوجهات.. نجده بوزارة التربية والتعليم بما يدور فى دهاليز هذه الوزارة التى تأتى من أهميتها وخطورتها بعد وزارة الدفاع، فهى المسئولة عن صنع الأجيال والرجال من سيحملوا الراية ويدافعوا عن الوطن وينهضوا به ويكملوا المشوار؟! ولكن أصبح حالها يدعو للرثاء الآن تحت قيادة سيادة وزير التربية والتعليم الذى لم ينجح ولم يوفق فى مهمته التاريخيه، لأنه تقلد الوزارة فى توقيت حرج بعد إنهيار التعليم بمصر على مدار العقود الماضيه، وكانت فرصته ذهبيه له ليثبت جدارته ويضع بصمته التاريخيه فى إصلاح منظومة التربية والتعليم ولكن الرجل لايملك ملكة الإبتكار والتجديد حتى لو توفرت له الإمكانيات الماديه الداعمه.. فهو لم يتقدم بمبادرة واحدة لمحاربة الفساد الذي يرعى فى مفاصل وزارته بكل أشكاله بداية بالمحسوبية وإستغلال النفوذ وللأسف الشديد تحت إشراف سيادة وزير التربية والتعليم ودعمه لهذا المنهج والمبدأ المسيئ بتعيينه أفراد من أقاربه لمناصب قيادية بالوزارة ومرفق بيان بالأسماء.. وهذا المنهج للأسف متبع فى كثير من الوزارات!!

-إن الفساد كلمة جامعة شاملة لكل أنواع الفساد المستشرى بمؤسسات وقطاعات ووزارات مصر.. ولم يقتلع من جذوره حتى الآن لأن بتغليظ العقوبات وإعلان قضايا الفساد للرأى العام دون محاباه بداية من أى وزير ونهاية بأصغر موظف.

وإلا فلا أمل للإصلاح هكذا يجب أن يكون فكما تخوض مصر المعارك ضد الارهاب بدماء شباب الوطن. كذلك لابد من معارك ضاربه لمحاربة الفساد بيد من حديد..

*سيدى الرئيس.. كما عهدناك دائما الصادق الأمين نرجوك أن تضرب بيد من نار تحرق أى فاسد وتطيح بدولة الفساد التى لاناقة لك فيها ولاجمل فأنت كما أعلنتها سيدى الرئيس ليس عليك فاتورة تدفعها لأحد.

سيدى الرئيس..

شعب مصر هو قدرك، أرسلك الله لمصر وشعبها الذى خرج فى 30 يونيو فى أكبر حشد شعبى شهده التاريخ المعاصر على وجه الأرض.. يرفض حكم الأخوان.. وانت ضحيت ووضعت حياتك على كفك من أجل شعب مصر الذى فوضك فى مرحله مظلمة وكبوة عابرة عاشتها مصر ومازالت تعانى من آثارها.. ولكنك سيدى الرئيس إستطعت أن تغير خريطة السياسة العالمية!! ونحن واثقون إنك ستضرب بيد من حديد لأنك لاتخشى الا الله.. حفظك الله لمصر وجازاك عظيم الاجر وألهمك الصواب والقوة.. تحيا مصر