أحمد أبو رحاب يكتب: بيئة ثقافة الموبايل

أحمد أبو رحاب يكتب: بيئة ثقافة الموبايل
أحمد أبو رحاب يكتب: بيئة ثقافة الموبايل

تغلغل المحمول بما يشمله من  وسائل اتصال وتطبيقات  للانترانت  ليستحوذ على رقعة متسعة من نشاطاتنا اليومية ويصبح بديلا للحياة الإنسانية الواقعية .

فحلت الاتصالات اللاسلكية  أوعبر شبكة النت  محل الزيارات العائلية المنزلية .وأحيانا محل الوجود الشخصى نفسه .  فيكفى اتصال  مدته أقل من دقيقة واحده لمتابعة او لأنجاز  بعض الاعمال  عن بعد .

والانترانت  فى  المحمول أو الحاسوب  بما يشمله من برامج  للتواصل الاجتماعى وغيرها . لم يعد محض مصدر للمعلومات فى تشكيل الثقافة الرقمية  للفرد فحسب . بل  حولته إمكانات التفاعل والاتصال إلى وسيلة من وسائل الحياة المفعمة بالأنشطة الإنسانية من فنون وأعمال وتجارة وعلاقات فردية وجماعية .... 

حتى أصبح يطلق عليها  المجتمع الرقمى وهو يشبه   المجتمع الواقعى  فى كثيرا من الصفات.

فهو مجتمع متكامل يمكن  فيه دراسة الفرد وطبائعه وسلوكه الشخصى والعلاقات الاجتماعية  فيه وخصائصها . كما أن المجتمع الرقمى مجتمع منتج للفنون والآداب ومجتمع اقتصادى إذ  اصبحت المليارات من الدولارات تتدفق عبر هذا المجتمع بين البنوك الإلكترونية والمتاجر الرقمية ، مما أدى إلى نشوء نمط جديد من علاقات الإنتاج ..

تختلف الطبيعة الديموغرافية للمجتمع الرقمى كثيرا عن المجتمع الواقعى فالفرد فى المجتمع الرقمى يمتلك القدرة على خلق البيئة التى توفر له الراحة والفائدة .فبإمكانه أختيار الأشخاص الذين يتعامل معهم ويضعهم فى قائمة (chat) ليكون كالجيران فى المجتمع الواقعى يراقبهم من النافذة ويرى  متى يكونوا متواجدين .

كما أن المفضلة (favorites )تمثل وسيلة  أخرى لخلق البيئة المرغوبة من خلال تحديد المواقع التى يدخلها الفرد يوميا ويمكن القول إن المجتمع الرقمى يقع فى منطقة بين الحلم والواقع 

فهو حلم إرادي يتيح للفرد أن يكون ما يتمنى . 

فبإمكانه أن يختار لنفسه أسما جديدآ يتمناه وعمرآ مثاليا وصورة يرغب فيها.  وهذا يتيح للفرد شكلآ من العلاقات الاجتماعية لايمكن مقارنته أبدآ بالعلاقات فى المجتمع الواقعى 

يمكن أن نشبه المحمول اوالحاسوب الشخصى بالمنزل الشخصى أنه المكان الذى  فيه ممتلكاتك وأسرارك الشخصية .وهكذا يمكن أن ننظر إلى برامج المحادثات مثل ماسنجر كما لو كانت غرفة الضيوف  فى المنزل يمكنك أن تستقبل فيها الأصدقاء والشخصيات التى يربط بينك وبينهم عمل ما.

كما يمكن النظر إلى المستعرضات على أنها البيئة العامه التى تشمل الطرقات والأسواق والمدارس والمكتبات.

وليس بالضرورة أن تتطابق الشخصية الرقمية مع الشخصية الواقعية  للفرد فهناك الكثير من الافراد الذين استطاعوا أن يخلقوا شخصيات لهم أصبحت مشهورة على الشبكة .بينما هم مغمورين فى الواقع . وهناك الكثير من الاسوياء فى المجتمع الطبيعى يعيشون فى المجتمع الرقمى بشخصيات منحرفه .

أحمد محمد أبورحاب محمد .

باحث بوزارة الثقافة المصرية