إدوارد فيلبس جرجس يكتب: دمــية خــلـف الواجهة الـزجــاجية (قصة قصيرة)

إدوارد فيلبس جرجس يكتب: دمــية خــلـف الواجهة الـزجــاجية (قصة قصيرة)
إدوارد فيلبس جرجس يكتب: دمــية خــلـف الواجهة الـزجــاجية (قصة قصيرة)

لم يكن من اليسير على "مـايـا" أن تزحف بقدميها إلى داخل المتجر الكبير، الذي يشغل مساحة شاسعة على أحد جانبي الشارع الخـامس بمدينة منهاتن، وهي ممسكة بيد طفلها روجر الذي ارتفع صوت بكائه. رمقها مدير المتجر بنظرة رافضة مندهشة لجرأتها على اجتياز عتبة متجره الذي لا يؤمه سوى الموسرين والباحثين عن الجديد في عالم الأنتكيات.

 ثيابها البسيطة وحذاؤها البالي ، وطفلها الباكي وهو يضرب الأرض بقدميه، ينطقون بأن مكانها يبعد تماماً عن هذا المتجر. تقدمت المرأة وسألت بحياء وخجل كشف عنهما احمرار وجهها الرقيق، عن ثمن الدمية الكبيرة التي على شكل دب يقف على قدميه الخفليتين المعروضة خلف زجاج الواجهة. لم ينتظر مدير المتجر إجابة العامل، تقدم منها سريعاً، يعلنها كاذباً أن الدمية ليست للبيع بالرغم من ثمنها الموضوع بجانبها.

دخول السيدة الرقيقة الحال إلى داخل المتجر اعتبره المدير فضيحة أمام عدد لا بأس به من عملائه الموسرين ، أسرع لطردها بطريقة تبدو مهذبة أمامهم، مما زاد من تصاعد دماء الخجل إلى وجنتيها ولمعت عيناها بسحابة بللورية من الدموع. تراجعت منسحبة للخلف للهرب من المتجر ، وكأنها تخشى أن تستدير فتغتالها نظرات المدير التي أحست بها أحد من نصل الخنجر. لكن صيحات الطفل وصرخاته التي يلازمها إيقاع دبدبة قدماه فوق الأرض الخشبية المصقولة كالمرآة لفتت الأنظار ، رافضاً مغادرة المتجر إلا بعد أن يحصل على الدمية . 

بين الموسرين لا يُعدمَ أن تكون هناك قلوب رحيمة ، استوقفها أحدهم بإشارة من يده، انقلبت نظراته موبخة نحو مدير المتجر، سأله عن ثمن الدمية، أجابه المدير برقم مرتفع  لم يأبه له الموسرالكريم، ألف وخمسمائة دولار لا تعني شيئاً بالنسبة لثرائه. الدميه فاخرة الصناعة، لا ينقصها سوى أن تتحول إلى دب بالفعل، الفراء الذي يكسوها فراء دب حقيقي.

 أضاف المدير ثمنها ضمن قائمة مشتريات المحسن الكريم، وكأنه بضعة سنتات بجانب الرقم المهوول الذي يمثل جملة مشترواته. نظرت السيدة الرقيقة الحال إليه وكأنها تنظر إلى أسطورة، ابتسم وهو يرى النظرات الحائرة في عينيها، غير مصدقة أن هناك من يدفع مبلغاً كبيراً ثمناً لدمية، ويقدمها لها ببساطة كقطعة من الحلوى. توقفت صيحات الطفل ، فهم المضمون بصفة عامة وأن الحصول على الدمية أصبح وشيكاً. خرج الموسر الكريم من المتجر بعد أن داعبت يده رأس الطفل ، ورد له الطفل صنيعه بابتسامة طفولية رائعة.

أمرها مدير المتجر بأن تنتحي جانباً إلى أن يعد لها الدمية داخل صندوقها، تلقفت الصندوق منبهرة بالموقف كله وكادت أن تخرج من المتجر، لكن الطفل أصر أن يشاهد الدمية ويلمسها فوراً، لم تفلح  معه توسلات أمه للانتظار حتى العودة للمنزل. أمام إصراره انتحت ركناً من المتجر بعد أن انشغل المدير مع بعض العملاء . فجأة هبت ثانية صيحات الطفل وصرخاته تلازمها دبدبة قدماه فوق الأرض الخشبية المصقولة، ما كان بالصندوق دمية لا تمت بصلة للدمية التي دفع ثمنها الموسر الكريم، وقبل أن تمتد يد الفضيحة إلى مدير المتجر اللص، كان قد استدعى الشرطة متهماً إياها بإثارة الشغب داخل المتجر.

انتهت المأساة باتخاذها مكاناً هي وطفلها وصندوق الدمية المزورة داخل سيارة الشرطة، وجسدها يرتعش كورقة من أوراق الخريف أمام ريح عاتية، فالمشكلة أكبر من تهمة إثارة الشغب داخل المتجر.

********

منذ أحد عشر عاماً، كانت مايا تقيم في بلدها، تعيش حياة بسيطة جميلة مع أسرتها بعد أن حصلت على شهادة متوسطة، قررت خوض مجال العمل، ومن خلال مجتمع العمل إلتقت بشاب يقاربها سناً وشهادة، تحركت العواطف نحو بعضها، وتم الإتفاق على الزواج، تقدم لخطبتها، ومثل الكثيرين أيضاً وقف احتياجهما المادي يعلن رفضه لإتمام سعادتهما، وكان القرار أو المهرب الذي يلجأ إليه الكثيرون ممن تضيق بهم الأحوال في بلادهم الهجرة غير الشرعية متخذين خطواتهم دون تفكير أو روية، يظنون  بأنهم سيستقبلون بالطبل والمزمار في البلدان التي يهربون إليها. ولولا العناية الإلهية لإنتهت مغامرتهما بنهاية غير سعيدة، إذ يلاقي الكثيرون حتفهم بصور شتى أثناء مغامراتهم غير المحسوبة.

لكن القدر ترأف بهما وتمكنا من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، لكن للأسف لم يكن في انتظارهما طبول أو مزمار، بل استقبلهما الخوف من اكتشاف أمرهما، الهرب دائماً من أية مشكلة حتى ولو كانت تافهة، يمكن أن تضعهما في طريق الشرطة، واضطرهما هذا لأن يقبلا بأي عمل.

تلقفتهما الأيدي التي تبحث دائماً عن أمثالهما لتدفع بهم إلى الأعمال الدنيا مقابل أجور زهيدة، وتجني ثمار عرقهم. كان العمل الذي وُكل إليهما هو أعمال التنظيف في المنازل والمحلات التجارية، رضيا بهذا العمل بعد أن ارتبطا برباط الزوجية، وبالرغم من مشقة العيش ، شاء القدر أن يقتص هذا الطرف أيضاً، وفي الشتاء المثلج القارص البرودة سعل الزوج وازداد سعاله، لم يكن هناك مجالاً للراحة أو العلاج سوى بعض العقاقير التي لا تجدي نفعاً مع غول السعال الذي افترسه. ذات ليلة أغمض عينيه للأبد .

وبين يوم وليلة وجدت مايا نفسها تواجه الحياة في بلاد غريبة مع ثمرة زواجهما، طفلهما روجر الذي لم يتعدى العامين من عمره، خاضت غمار المشقة من أجل طفلها، قانعة تماماً وهي تراه ينمو ويكبر أمام عينيها، توفر له احتياجاته حتى لو كانت على حساب لقمة تنتزعها من فمها. تحملت العمل في أكثر من منزل ومكان في مدينة منهاتن ، والتحق روجر بإحدى مدارسها في المرحلة الأولى، تذهب لاصطحابه كل يوم من المدرسة، تسير به في طريق عودتها إلى غرفتهما الصغيرة التي استأجرتها في إحدى البنايات القديمة، يلتهم إيجارها معظم ما تتكسبه من عملها.

هي وطفلها يمثلان جانب الفقر الذي يبدو شيئاً غريبـاً وهو يجتاز الشارع الخـامس فـي منهاتن، حي الأغنياء والموسرين.

 كم سبب لها هذا من معاناة، عندما يجتذب نظر طفلها أي شيء في الطريق، لا يعلم أن ما تتقاضاه أمه طوال الشهر قد لا يصمد لمدة ثوان أمام أي شيء تعرضه الواجهات الزجاجية في هذا الشارع المتغطرس بأثريائه. ذات يوم تعلقت عيناه بالواجهة الزجاجية لمتجر التحف والأنتيكات،  والدمية الناطقة على شكل دب تنظر إليه، في أول مرة وقف أمامها مبتسماً، في المرة التاليه راودته فكرة اقتنائها، في المرات التالية أصبحت شغله الشاغل، يصر كل يوم أن تتوقف به لبعض الوقت أمامها. ثم تحول الأمر للمطالبة بها بكل ما يملك من دموع وصيحات، وانتهى الأمر بالموقف السعيد عندما تقدم الموسر الكريم ودفع ثمن الدمية. للأسف كانت أنياب الحزن مستعدة لإلتهام سعادة لم تدم سوى دقائق، استكثر مدير المتجر اللص عليهما هذه الدمية التي دفع ثمنها الباهظ الموسر الكريم، طلب من أحد عماله أن يستبدلها بدمية أخرى لا يتعدى ثمنها مئة دولار، وشاء القدر بدلاً من أن ترحل مايا مع طفلها في سعادة مع دميته التي خلبت لبه، أن ترحل في سيارة شرطة تهددها تهمة الإقامة غير الشرعية.

*********

هب "مايك" من نومه مذعوراً، للمرة الثالثة يأتيه هذا الكابوس المزعج، خلال ثلاث ليال متعاقبة ، يعدو من غرفة نومه ويتجه إلى غرفة نوم طفلته التي لم تتعد العامين، تهدأ أنفاسه عندما يشاهد وجهها الملائكي يرقد في هدوء، وبجوارها مربيتها. يعود إلى غرفة نومه، يعلم أن النعاس لن يداعب جفنيه لفترة طويلة، يشعل سيجارة، يسترجع أحداث الكابوس، الدب الشرس الذي يقف فوق قدميه الخلفيتين ، ويرفع الأماميتين في الهواء ، لينقض على طفلته ، ويفترسها في غمضة عين . عندما يفكر في هذا الكابوس لمجرد التفكير يشعر بأن أنفاسه تستعد لمغادرته للأبد ، طفلته الحبيبة وأحب شيء له في الحياة ، يجب أن تعيش ، يرى فيها أمها التي شاء القدر أن تغادر الحياة وهي تضعها ، أقسم بعدها أن يعيش من أجل طفلته فقط . بالرغم من المحاولات المستميتة من بعضهن للفوز به كزوج وبملايينه التي لا تحصى، هذا إلى جانب وسامته وكياسته التي تضعه في مرتبة الجنتلمان. رفض رفضاً باتاً لكل هذه المحاولات ، تزوج ممن اختارها قلبه وعششت بداخله ، ورفضت أن تغادره حتى بعد رحيلها عن الحياة ، تركت له العزاء والسلوى ، في الطفلة التي أنجبتها له  الكابوس الذي تكرر ، يكاد أن يذهب بعقله  غفا ثانية تكرر للمرة الرابعة . هذه المرة زاد عليه مشهد تذكره جيداً ، السيدة ذات الوجه الرقيق والعينين العائمتين في الدموع ، وهي تمسك بيدها طفلها الباكي ، وقعت عيناه عليهما للحظات فقط ، وهو يترجل من سيارته الليموزين الفاخرة أمام متجره الكبير في الشارع الخامس ، والشرطة تصطحبها .

وعندما دخل إلى متجره وسأل عن هذا المشهد ، تقدم مدير متجره وانتحى به وقص عليه روايته الكاذبة بأنها حاولت السرقة من المتجر فاستدعى لها الشرطة . وقتها لم يفكر كثيراً ، أكثر من مرة تحدث مثل هذه الحوادث. لكن عندما اقترن وجهها ومعها طفلها بالكابوس الذي هاجمه ،  قرر أن يستعلم عن هذه الواقعة من أحد عماله الذي يعرف فيه الأمانة والصدق ، والذي كثيراً ما حذره من المدير اللص . إستمع لقصة السيدة الرقيقة الملامح والحال وطفلها ، وما قام به الموسر الكريم ، والدور القذر الذي لعبه المدير اللص . هبط لأسفل ووقف أمام الواجهة الزجاجية لمتجره ، أثار عجبه منظر الدمية التي على شكل دب يقف على قدميه الخلفيتين ، نفس الدب الذي يراه من خلال الكابوس يهاجم طفلته الحبيبة ويفترسها ، واتخذ قراراً بدأ في تنفيذه على الفور .

 

********

كان فرحاً أسطورياً ، أمسك مايك بيد مايا وقال :

_ هل أنت مسرورة ؟

_ منذ أن جمعتني الحياة معك لم أعرف سوى السرور .

_ وغداً ستسرين أكثر بأولادهما .

_ أنظر أليهما يا مايك وكأنني زوجت إبني بإبنتي .

_ نعم يا مايا ، روجر ابنك وجاكلين ابنتي نتربيا وكأنهما إخوة ، يجمعهما حب كبير منذ طفولتهما ، وعندما كبرا قررا أن يمضيا بقية عمرهما معاًً ، وهذا ما يسعدني جداً ، فابنتي مع روجر ، ستكون في أمان طوال حياتها . كثيراً ما أذهب إلى غرفة روجر وأقف أمام الدمية وأشكرها لأنها كانت السبب في زواجي منك بعد أن كنت رافضاً للزواج بعد رحيل زوجتي أم جاكلين ، وهاهي تجمع أيضاً بين ابنك وابنتي .

_ على قدر ما قاسيت العذاب في ذلك الوقت بسبب هذه الدمية يا مايك ، إلا أنها إرادة الله التي تتخير الصالح دائماً ، نفس هذه الدمية أيضاً كانت السبب فيما أرفل فيه من سعادة الآن ، بل والسعادة التي لم أكن أحلم بها لإبني روجر ، بعد أن كنت أوشك على الموت عندما انتزعوه مني .

_ نعم إنها إرادة الله يا حبيبتي ، هي التي تختار الصالح دائماً ، والبشر دائماً يشكون في هذا ، يخورون أمام بعض المواقف المؤلمة ، وينسون أنها قد تكون سبباً في إسعادهم بعد ذلك ، كما حدث معي ومعك  .

_ هل تعلم أني ذهبت إلى مدير متجرك الذي كان سبباً لكل ما وقع لى من أحداث في ذلك الوقت وشكرته ، لأنه كان السبب في لقائي بك، واعتذر لي بدموع صادقة .

_ نعم ، هو الآن شخص آخر ، لقد ناديته في ذلك الوقت ووبخته على أفعاله ، لكني سامحته من أجل زوجته الفاضلة وأولاده ، ومنذ ذلك الحين تحول إلى شخص آخر ، فأصبح مثالاً للأمانة والشرف والفضيلة بشهادة جميع العاملين معه ، وها أنت ترين أن هذه الدمية لم يكن فضلها عليك وعلىَّ فقط ، لكن كان لها فضل أيضاً على مدير المتجر الذي تحولت حياته للخير.

_ بالفعل يا حبيبي مايك ، العفو عند المقدرة قد يكون سبباً في عودة الكثيرين لطريق الخير .

_ نعم .. نعم .. يا حبيبتي .. قالها مايك وقد عادت لرأسه أحداث مر عليها قرابة عشرون عاماً .

*********

عندما علم "مايك" من عامله الأمين بما وقع من ظلم على السيدة الرقيقة الملامح والحال وطفلها ، وعندما لمحهما والشرطة تقتادهما ، ثم تكررت رؤيته لهما في كابوسه المزعج، قرر أن ينصف السيدة وطفلها و يعوضهما على ما لحقهما جراء عدم أمانة مدير متجره .

كانت الخطوة الأولى التي فكر فيها هي الذهاب إلى قسم الشرطة القريب ، الذي اقتيدت إليه السيدة وطفلها ، كان من الشخصيات المعروفة للجميع ، وهناك علم بالقصة البائسة لهذه السيدة ، المشكلة لم تكن ما اتهمها به مدير المتجر من إثارة الشغب داخل المتجر ، لكنها تحولت إلى مشكلة أكبر بكثير عندما اكتشفت الشرطة أنها تقيم بصفة غير قانونية داخل أمريكا . وصدر القرار القاسي الذي شطر نفسها وروحها ، أن ترحل إلى بلدها ، والطفل يربى في دار للرعاية داخل أمريكا لأنه أمريكي الجنسية بحكم مولده  . أدرك مايك حجم الكارثة وسأل صديقه رئيس قسم الشرطة عن الحل لهذه الكارثة التي لحقت بهما ، وأجابه رئيس الشرطة ضاحكاً بأنه إذا كان يريد حلاً فعليه الزواج من مايا .. قالها رئيس الشرطة مازحاً . لكن المزحة تحولت إلى فكرة  في رأس مايك واتجهت سريعاً من المزاح للجد  . بهت رئيس الشرطة عندما علم بقرار مايك ، لكن كانت هناك عقبة أخرى وهي أنه من المفروض أن ترحل أولاً إلى بلدها ثم يتم الزواج هناك ، وبعدها يشرع في اتخاذ الخطوات القانونية لإحضارها. تحركت الفكرة ثانية داخل رأس مايك ، وسأل إن كان يمكنه أن يضم الطفل إليه من الآن ، وأجابه بأنه لا بد من موافقة أمه ، وعندما سأل عن أمه ، علم أنها إقتيدت في التو إلى المطار مع اثنين من الحراس لتلحق بأية طائرة ذاهبة لبلدها . في أسرع تحرك أصطحب معه محاميه وتوجه للمطار ، لحقها في الساعة الأخيرة ، ألجمتها المفاجأة ، ووافقت فوراً على ضم طفلها لمايك وكأنها في حلم ، وأمدته بكل بياناتها وعنوانها في بلدها ، وطارت بين الأمل واليأس .

كان أول ما فعله مايك بعد عودته من المطار ، هو ذهابه إلى المتجر ، وأمر بأن توضع الدمية داخل صندوق جميل وذهب بها للطفل ، كانت عربون الصداقة بينه وبين مايك وسبب ترحيبه بأن يقيم معه . والمفاجأة الثانية أنه بعد عدة أشهر وجد الطفل أمه أمامه ، بعد أن ذهب إليها مايك في بلادها وعقد زواجه عليها ، وعادت بطريقة قانونية . بعد أيام الحزن بعد رحيل زوجته ، ابتهج القصر الذي يقيم به بأسرة جميلة ، وأصبحت ابنته جاكلين تأنس لروجر وتلتصق به بعد عودته من المدرسة ، مرت الأيام ، يكبران معاً ، وكبر معها حب لم يرض سوى بارتباط أبدي بينهما .

عقب انتهاء حفلة الزواج ، قال مايك لزوج ابنته روجر :

_ هل تسمح لي ياروجر بأن أعيد الدمية خلف الواجهة الزجاجية للمتجر؟

اندهش روجر وأجاب :

_ لماذا وهي السبب في سعادتنا جميعاً ؟!

_ ولهذا السبب أنا أريد إعادتها إلى هناك ، فقد تكون سبباً في إسعاد آخرين .

انفجر روجر وجاكلين في ضحكة طويلة وقالا بلسان واحد :

_إذا كان هذا هو السبب ، فمرحباً بعودتها ، فنحن نتمنى أن تشمل الجميع سعادة مثل سعادتنا.

وقالت مايا ضاحكة :

_ إحذر أن تعيد الدمية مدير المتجر إلى لصوصيته .

قال مايك ضاحكاً :

_ لا تخشي شيئاً ، سأكتب على الدمية أنها ليست للبيع ، لكن لجلب السعادة فقط