محيى الدين إبراهيم يكتب: "فانتازيا"

محيى الدين إبراهيم يكتب: "فانتازيا"
محيى الدين إبراهيم يكتب: "فانتازيا"

مستوحاة من حدث إعدام القائد الشجاعي المملوكي عام 689هـ، 1290 م في عهد السلطان خليل بن قلاوون المملوكي.

 

قبل أن يتركني ويذهب !

سألته: ماهو الوحش الذي إذا خرج على الناس .. أكلهم ؟ قال: الجوع ! .. والسهم الذي لم يصب أمم إلا أبادها ؟ قال: الفساد ! .. والدجال الذي إن حضر نزع الإيمان؟ قال: الظلم ! .. وإن جادلك أهل الباطل ؟ قال: كن معهم من أهل الحقيقة .. وإن قتلوني؟ قال: ستموت ميتة الأنبياء !! .. وحين سألته عن طمع الناس .. بكى ألف عام قبل أن يتركني ويذهب !

 

إرادة التعلق

سيداتي آنساتي سادتي .. ها أنذا هنا .. بلا مقاومة .. أؤمن أن هناك .. أفق .. روح .. قلب ينبض .. هي تنبض .. أؤمن أنها أنتِ .. وحين تصبح المسافة صفراً .. حين يصبح الصفر بلا سرعة .. بلا زمن .. بلا فناء .. سيعانق النور وجه حضوري .. في حضرة عينيك .. ففي حضرة عينيك أكون .. في حضرة عينيك أنا .. في خلود فكرة أنك أنت التي أعرفها اتساع وجودي .. إرادة التعلق .. العشق المعقول بالمعنى .. والمعنى المعقول بالعبارة .. والعبارة التي تتبع الإلهام .. والإلهام الذي في حضوره نجاه .. فأتحول من ضحية الحزن لصانع الفرح .. صانع البهجة .. صانع السعادة .. لا بظاهر الصنعة .. إنما بانعكاس جمال وجهك على وجهي .. حيث لا حد للحب .. لا حجاب .. لا ظمأ .. لا .. ضلال !!

 

فراغ الروح

إلى إمرأة .. أنصحها بعدم قراءة ماكتبه العاشقون بعشقهم .. وإنما لتصنع هي روايتها .. لتكون بطلة روايتها .. وستكتب هي كل يوم بخطوط الانثى التي تملكها وتمتلكها عبارات وجودها الأزلي .. الخالد .. الحقيقي .. والذي يجب أن يكون .. يشبهها .. بما يجب عليه هي أن تكون .. فيتسع فراغ الروح ليمتلئ بعشق ( كونها ) لا ( كونه ) .. هي لا هو .. تكون هي صفر المحيط الذي يدور في فلكه لا محيط الصفر الذي تدور هي في فلكه فيتعلق المحبوب بخيط محبته فيها لا يبرحه .. ولا يزهده .. ولا يخفيه .. المرأة إذا ( أدركت ) قيمة ماتحمله من أنثى .. من كبرياء .. من طفولة مهما تخطت حاجز النضج لأصبح الجمال عندها مجرد فكرة تتحقق كلما لمعت عينيها بصدق كونها أمرأة تستحق أن تكون.

 

دفن النسور

قرر العصفور حين يطارده النسر أن يحلق على إرتفاعات أعلى مما وصلها النسر .. أراد أن يثأر بمقاومته من النسر .. أخذ يطير مرتفعاً حتى فقد النسر الأمل في إفتراسه متعجباً من مقاومته وطموحه بينما يشاهده وهو يرتفع .. يرتفع .. يرتفع .. ينظر للنسر من أعلى ويرتفع .. حتى توقف قلبه من فرط المقاومة ومات .. حين أخذ جسده في التساقط  .. ألتقفه النسر ودفنه دفن .. النسور !!

 

هذا ما قاله نبي

استطاع أن يحمل قلبه بين كفيه ويهرب راكضاً عارياً إلا من عشقه ليلحق بالطيف الأخير قبل تلاشي الوجود .. مازال قلبه .. ما تبقى من قلبه .. يحمل ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير .. لن يسلبوه آخر ماتبقى له منها .. لن يسلبوه .. ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، هذا ما قاله نبي في زمن قديم مجهول !!

 

البداية من جديد

حين جاء ( الباطل ) يعزيني في موت ( الحقيقة ) وجدت في عينيه لمعان النصر .. كان مازال في القلب حنين قديم .. وجه متبقي من حقيقة كانت .. فأغلقت باب القصيدة وقررت مواجهة نفسي .. قررت البداية من جديد .. سينبت ( حتماً ) من (  العشق ) .. حقيقة جديدة في وجه الباطل !!

 

النور والعبارة

في قرارة نفسك ( وجه ) مجهول تحبه .. تعشقه .. يكتويك .. وجه في ( نخاع ) قلبك تبحث عنه منذ ( نُضج ) مشاعرك لكن ( لا تلتقيه أبداً ) من بين ملايين الوجوه التي تحيط بك .. وجه صنعته ( ضرورة ) في مشاعرك تشتهي معنى كامل ( حي ) وسط فوضى ( أنصاف ) المعاني .. نقص بحاجة للإمتلاء .. ضياع يرغب في السكن .. جدب يبتهل للمطر .. عدم يرجو الوجود .. لاشئ يطمح في أن يكون .. روح تبتغي السمو .. في قرارة نفسك ( كلمة ) تفتقد ( عبارة ) تفسرها .. وفي زمن شاهت فيه الوجوه وتاهت فيه العبارة .. إن أدركت ( النور ) أو أدركك ( النور ) .. كان الوجه وكانت العبارة !!

 

إمرأة

سألته عما يبحث ؟

أجاب: عن إمرأة في فتنة حواء إختفت منذ ( ألف عام ) وكانت تمتلك الحقيقة !!

 

آخر نعرفه

كل منا يحتاج للعثور على شخص يملك ماخفي عنه من ( جنون روحه ) .. إن عثر عليه .. سيكون هو هدية عيد الميلاد الأبدية التي ستحول العمر كله وكأنك تولد في كل لحظة من جديد .. نحن لا نحتاج لشخص كالمرآه نرى فيه أنفسنا ووجوهنا المتحفظة من الخارج .. إنما نحتاج لشخص .. شخص واحد كشعلة نار تستفز جنون الروح في أعماقنا .. جنون العمق الذي كان يخشى قبل لقاء ذلك الشخص أن يخرج للعلن .. أن تعرفه الناس .. أن يشعروا بضجيجة بعدما عانى من الصمت .. هذا هو ( العشق ) .. العشق الذي تتغير فيه موسيقى الحياه ليصبح كل شئ فيها متجدد .. رشيق .. ساطع .. نهر من نور وفوق سطح نوره تسبح لغة الوجود في عبارات غير كل العبارات التي عرفناها من قبل.

 

شاطئ الوجود

بعض الأرواح .. براح .. وبعض الأرواح سجون .. بعض الأرواح .. جراح .. وبعض الأرواح جنون .. ومن جنون الروح تنبت سماء .. وثمرة من قمر .. وهالة من نور .. وعند شاطئ الوجود تربت أنامل الأمل على كتف الغريب .. فيري عند أفق الفرح .. وطن !!

 

معناك

هناك .. المعرفة .. وهيئة المعرفة .. وإرادة المعرفة .. وعلم المعرفة ..وفعل المعرفة .. وإدراك المعرفة .. وفي إدراك المعرفة .. ( معناك ) .. الذي لا يحده فعل .. ولا يحيطه علم .. ولا تسلبه إرادة ولا تحتويه هيئة .. ودال على عرفانك

 

مع سبق الاصرار

لا أخجل من ضياعي ولا أسأم من غربتي ولا أعبأ بهروبي .. أنا ضال ملقى على قارعة الطريق لا عنوان له .. أنا أيقونة السحر في زمن الدجل .. أنا لذة الخطيئة .. دناءة الفكرة .. كبرياء الوجع .. وهناك .. على شطآن الجوع .. الكل يعرفني .. أنا الكل الذي يعرفني رغم ضياعي .. أنا الماثل أمامي رغم غربتي .. أنا مع سبق الإصرار والترصد رغم الهروب !