هل كان يمكن التفكير ....مجرد التفكير ...فى الشجار مع زوجى ؟! صديقاتى على وجه الخصوص لن يصدقن هذا الحديث ....لأنه فى نظرهن – كاتب العشق والحنين
انه يتعامل مع الجميع والحق يقال – باحترام وتوزان لم يخطئ مع واحدة ممن أعرفهن بكلمة أو نظرة أو..سلوك وهذا ما يزعجنى ايضا ...والمصيبة أننى أتأمل – دون وعى حقيقى السبب الاساسى للألم الذى أعيشه .....هل أواجه نفسى بصراحة وأقول الغيرة ؟..لا ... ولكن لمَ لا ...؟ ما سبب الجفوة بيننا ؟....وما سبب الجفوة التى تتسع بيننا كل يوم ؟...
...دفاتره ...أوراقه المختلفة الأشكال ..مكتبه العريض... مصباحه المنحنى ...ملاحظاته وهوامشه...آلته الكاتبة ...ذلك مرتع تنهداته !
كل الأشياء تشتاق له مثلي ....وبصراحة مطلقة - وينبغى أن أقولها دون تردد – أننى أحبه !... ..أعشق تفاصيل يومه ...الأفق المترامي... تعلو ه سحابة كثيفة ...مثل كآبتي...
ما هذا الجفاف في حلقي ! كان الشجار ينبت في بضع كلمات ...يعتبرها هو استجوابا ...أين كنت؟ مع من قضيت الوقت ؟ لماذا تأخرت ؟...هي أسئلة من حق أي زوجة أن تسألها ...ولكن لماذا يتحول الأمر بسرعة – إلى الحدة والعصبية !...
ما أحلى الرجوع إلى الماضي الآمن
كنت أعرفه قبل الخطوبة ..بمسافة بعيدة .. عصبي المزاج... عنيد... نعم عنيد ...!
وقبلت به لطيبة قلبه ...لكن هناك فرق بين أن يعرف المرء إنسانا ...ويعيش ويكابد معه رحلة المصير لماذا يبتعد عنى فترات طويلة...هل لأنه يشتغل بالفكر ويحتاج أعلى درجات التركيز ...ربما فلا شك أن مهنته تحتاج الدقة
تمر الدقائق ساعات ..المكان يتسع على....الشقة الضعيفة تتسع وتتباعد ...كنت كل يوم أقوم بتنظيفها بنفسي... وأجد عنكبوتا ينسج نفسه تحت الكراسي
أتذكر التفاصيل ...تأخر في أحدى الأمسيات ...دبت في قلبي الظنون ...حسبته في سهرة مع أحد الأصدقاء ..أو لعله في ندوة خاصة من ندواته المغلقة مع ندمائه وكثيرا كثيرا ما كان ينسى كل شيء فى غمرة حماسه ونقاشه ...فيسرقه الوقت فينساني مهملة وحيدة بين جدران صماء والحقيقة انه دعاني للذهاب معه عدة مرات لكنى رفضت
ولكن لماذا دب الشك في نفسي تلك الليلة ؟؟....وقلت لتقس لماذا لا يكون مع فلانة أو علانة ...وأسقط من يدي حين رن الهاتف وعلمت من المخابرة أن بضع خصومه دفع بمجرم لضربه بآلة حادة على رأسه ...وأن زوجي الحبيب نجا بأعجوبة من الموت...ذهبت إليه في المستشفى ...وكم شعرت ان الدنيا غاصت فى ظلام عميق ...كيف نسيت توتره الدائم ...وتجواله وراء الأفكار
وكم خشيت عليه من غربته واغترابه .... تماما. كما تخاف الأم وليدها وهو على مشارف الجنون
كان يؤكد لى أنه يجتر تجاربه ولا يكتبها حرفيا .....وربما يعمل ضد ذاته....كان يقول لي أنه يعاكس رغبة التقولب
وينهضم أمامى سؤال بحجم الفصول الأربعة : من أين يأتي بكل هذه الخيالات والأكاذيب عن الحب ؟....هل أقنع نفسي أن كل تصور من تصورات رواياته ...محض خيال ...كم أشك فى ذلك وإلا فأنت كقارئه لن أمد يدي لأي رواية من رواياته ...وربما أقبل كحل وسط – بفكرة مزج الواقع بالخيال - ولكن هذا الجزء من الواقع ألا ينبغي أن أعرفه كله ...بمعنى أمتلكه
انه يصف قلوب النساء بحس عجيب !...مدهش...يتوغل في شفافية ...ورهافة ودقة متناهية ...أنه يصل إلى أعماق المرأة ...لا أعرف كيف تسنى له كل ذلك ....لابد له من زاد كبير !.....
وظل السؤال ينقر في رأسي ,,هل في حياته قبل اقتراني به أو بعد ذلك – جانب خفي ؟....أكيد لديه مساحة غامضة...هل أدعى أنني تجولت في كل حقوله العاطفية ؟
ها هو الأرق يستبد بى ...يجعلني هذا الرجل أتلفت حولي باستمرار ...وأصبحت خواطري - أيضا متقلبة – كأنه يسخر منى ...ويتهمني بالغيرة من بعض الأوراق ....بل من نقطة حبر
من ظلال هامشية ....فى بعض الأحيان يدفعني للسؤال ...هل تغير ....أيحبني مثلما كان ...؟أمازلت أحبه منذ عرفته لأول مرة
الدروب مشغولة بالسنابل ...وصوت أغنية حزينة يصل الى أذنى ...نعم أحبه ...لازلت أحبه ....وكيف أنقلب على حلمي
هل أستدير حول نفسي نصف دائرة ...بين عشية وضحاها ...؟أهذا ممكن ؟...أهذا معقول !....يشتد بى الألم ...وتنطوي نفسي على موجات من النار ما السبب !....ربما روايته الأخيرة ...التي تحمل ملامح أكثر من صديقة لي ...أظنها بطلتها على علاقة وطيدة به ...اعرفها تلك الأفعى آه الظن ..... بمن نحب عذاب ....ولكن ماذا أعمل للقلب المجنون .....أتذكر حين قلت له مرة ....شخوصك تطاردني ....صرت لا أفرق بين الحلم والواقع....لقد ضاعت المسافة بين الخيال واليقين !... بين الظل والحقيقة الصلبة
فكان يردد بسخريته المعهودة : اعتقلهن ...وربما أقتلهن ....وحين تجرأت عليه ...وتجهمت فى وجهه قال فى بساطته المثيرة
أنت في حاجة الى راحة ....
ماذا تقصد ؟
اعني أجازة منى ...وراحة من شخوصي ...
- أتعنى
- ولم أستطع إكمال الجملة فرد وهو يكظم غيظه ) (كل عمل يحتاج فترة راحة ...وكل عامل يحتاج هذه الفترة لتنظيم ذهنه حتى يستمر فى المقدرة والجدارة .... ولهذا أقول نحن فى حاجة ماسة للراحة ...وربما عطلة طويلة ....سكت ...وشعرت أن كرامتي اغتيلت على يد هذا العطوف ...! المتقمص لدور الحكيم لكن هذا الموقف وغيره جعلني أعتقد أنه حديدي الإرادة عكس ما يتصور البعض...أنه عنيد إلى أقصى حد,, وحين لمح الهم يغزو ملامحي ...قال مشفقا على...ليبرر مقولته
- لا بأس...أصحاب الورش لم عطلة كل عمال العالم لهم راحة سنوية وأسبوعية ...والزواج أيضا – كشركة بين اثنين - يحتاج الى عطلة ...أسبوع كل سنة...انه مؤسسة هامة تستحق لصيانة
- ثم أدار ظهره ...وراح يرتب حقيبته وذهب ...كانت عيناي تتبعانه ...ترك خلفه فراغا ساحقا ...فهل ذهب الى فندق ؟...أم سافر إلى مدينة أخرى ...أيكون قد ذهب إلى الإسكندرية
*************
مدينته المفضلة ....لا أدرى ...لم يقل شيئا ...لمحته يأخذ بعض أصدقائه – من فوق الرف ....هنرى ميللر –دوسنويففسكى – كزانتزاكيس –بارون- شو- وحزمة من الأوراق البيضاء ,,,,وقبل أن يغادر المكان أطل على وترك لى أوراقا نقدية تكفى لمدة طويلة لو أنفقت باعتدال ..لكنه نسى ماكينة الحلاقة والشبشبة ...ونسى صورتي الصغيرة فوق مكتبه ....ونسى أن يقبلني ويقول باي ...هل أصبحت مقيتة الى هذا الحد ؟!
دق جرس الهاتف كانت أمي على الطرف الأخر
ألو كيف حالك يا أبنتي
الحمد الله كل شيء على ما يرام
تسألني عن زوجي ..لابد من الكذب أنه فى عمل خارج البيت هل لاحظت إنفعالاتى... تسألني ما بك أهناك شيء
كلا...كنت ساهرة أمس لم أشبع من النوم
سألتها عن صحة بابا ..قالت أبوك متعب قليلا ملازم الفراش بأمر الطبيب لا...لا تنزعجي ...إنها أنفلونزا ...وهو يتعاطى الدواء ...ويتجرع شراب الليمون ...لا تخافي عليه سوف يتعافى ليمارس ساد يته من جديد
سوف يأتى لرؤيته
أهلا بك ....بلغي تحيتي لزوجك العزيز
أتسع البيت فجأة ...وتوحش المكان ...الهاتف يؤنس المكان حين يرن ...وكنت قبل ذلك أنزعج منه
الغسق ينتشر برما ديته الخالية من الأشياء ...وبدأت الشوارع المراقة تحت النافذة فى الشحوب
أتذكر زوجي وهو يقول لى : المفكر يحتاج إلى العزلة بل كانت عقيدته ان الحياة عزلة تنوعها الصحبة
الرياح تضرب هامات الأشجار فتفوح الأغصان المرهفة تحت لطماتها ....دقائق مرت على مكالمة أمي .....العزلة قاسية مدمرة ...تلك العزلة التى يبحث عنها بعض الناس ....الا يعرفون أنهم فى الطريق الى عزلة أبدية
العزلة تزحف على قلبي ...هل أتصل بإحدى صديقاتي وأحكى لها كأبتى ...ربما أشعر بالراحة ...أنني أتردد كثيرا فى كشف أسراري فى كشف خلافاتي مع زوجى ...هل أقول لهم بصريح العبارة أننى أغار عليه من بضعة سطور
الفراغ يغزو كل شئ ...يحاصر كل شئ ...يبتلع كل شئ يبتلع آى هم أنسانى ...ويتعمق وحشا ضاربا ...فتحت التلفاز النشرة الإخبارية المصورة ...تظاهرات نسائية...اضطرابات في بولندا ...حرائق فى بلفاست ...مذابح فى لبنان ... كارثة فضائية مروعة ...ثم يهيل الملل ...الملل
رحت أهرب الى المطبخ ...أصنع لنفسي فنجان من القهوة
*****************
رحت أهرب الى المطبخ ...أصنع لنفسي فنجان من القهوة
وعدت استمع لبرنامج موسيقى فى الراديو العين تتجول فى المكان ...كأنني أراه لأول مرة ..كل شيء يذكرني به ...دخان سجائره لم يرحل بعد ...فوضى مكتبته ...أوراقه المشاغبة المجلات تتعارك فوق الطاولة ...وأنا أحملق في الأشياء ...عقلي كسطل مثقوب يتسرب منه الماء ...يتسرب منى وعيي
الأشياء غير متعاطفة معي ....بل تخرج لسانها وتتحداني ...يزداد الانفعال تصعيدا إلى حلقي مرارة ...الزئبقي يرتفع فى موجة عاتية ...زئبق فى عيني وعقلي موجة ثقيلة من الهم راحت تغمرني رحت أتصفح بعض كتبه ومقالاته كأنني ماز وكية تتسلى بتعذيب نفسها
أنه يتوغل فى وصف امرأة يعرفها ...نعم أعرفها أنا أيضا
يزحف على جسمها بكل حواسه الخمس أو العشر لينقض عليها فينقل تفريقة الثدي ...وراحة الإبط...وليونة البطن...صفحة الكتاب تتحول الى بشرة ناعمة ...الكلمات ترسم العيون الفاجرة ...وتطل على عيني وتحدق فى ...تلعق خدي وشفتي وتصدم أنامل وتهيج مشاعر ما هذا الوخز العجيب ...ما هذا التوقيع المرير
الريح تعوى في الخارج ....زوبعة بين البيوت ...وخواطري تزوبع فى عقلي وثمة سؤال يسيوط فؤادي ...أين ذهب طفلي الحبيب .؟ كم أنا نادمة لمشاجرته !
انسكبت القهوة الساخنة على فستاني الأبيض ...اذهب الى الحمام لأزيل البقعة وأغير الفستان ...هل أنا متوترة الى هذا الحد ......وعدت الى مسودة الكتاب ...من أين يأتي زوجي بهذه التصورات ؟...ان فى قدرته تصور العواطف الجياشة على الورق ..انه رجل الأوراق بلا منازع ...يجد سعادة غامرة في اقتناء كتاب جديد أو فكرة جديدة أو الذهاب الى المكتبات
ظللت أقرأ ..وصفه للعالم الوردي ... ورعشات الشاب وما أكثر ما يلجأ إلى الإثارة الرفيعة ...كنت أحسبه قد نسى الحب
لأنه كان يضاجع الأوراق والأحبار ....وينسى كل شيء ...ينسي أن له زوجة تعيش على بعد ذراع تتنهد تحت سقفه....كنت أشتاق إليه ....اشتياق الحبيبة الى حبيبها ...واحضر نفسي الماكياج والحرير والعطر ,,, لكن الأوراق تمسكه عني ...يكبله القلم ....تحاصره الكلمات ....فأجلس بالساعات كقطة أليفة الى جوار مكتبه وأجده يلتفت الى ....ويبتسم ابتسامة لا معنى لها ابتسامة ( رايوط) مشغول حتى أذنيه ...ثم يطلب قهوته ...وأحيانا يتذكرني كامرأة ....وليس كظل ....فيمتدح تسريحة شعري
كنت أعتبر تصرفاته اهانة لأنوثتي ...والغريب كل الغرابة أن أجد كتاباته مغرقة حتى العظم فى عالم الحب ...أيعنى ذلك أنه يحب على الورق فقط ..؟أم هو حب منافق جبان لا ينجب إلا الوهم وأقول بلا موارية كدت أمقت دنيا الروايات والأشعار من أجل الإيغال فى الوهم ...وتقديس الأدباء والأوهام...بل تقديس ذاتهم الضيقة الحقيرة
وذات مرة سألته – وكثيرا ما أفعل عن معنى الحب.... ولماذا لا يصوره كما يحدث فى واقعنا ...لماذا الرومانسية والأشجار البعيدة فى يوم صافى ....قال لى أنه لا يصور الواقع بل ينتحب منه لأن الأدب ليس صورة طبق الأصل من الواقع بل فوق الواقع وأجمل وأكمل منه ....لأن الأدب ليس صورة طبق الأصل من الواقع بل فوق الواقع وأجمل وأكمل منه ...وحين سألته عن أفكاره الغريبة التي يتكلم بها أبطاله قال ...أعتقد أن كل شخصية لها مطلق الحرية فى الخروج بنفسها وكيانها ضمن العمل وأنه ضد الكتابة الحرفية ....أو التي تنهض على الوعظ والإرشاد ....الأدب شيء آخر
البيت هادئ تماما ,,,,يغريني بالانتحار !... يبدو أن المشكلة كما تحددها أمي وهى عدم إنجابنا الأطفال ..أنها ترى ذلك كارثة حقيقية فى تكوين الأسرة وعمل معتمد ضد الطبيعة ...ولكنى لم أخذ برأي أمي وليس الطفل وحده هو الرباط المتين بين الزوجين !
فكم من بيوت عامرة بالأطفال دب فيها الخلاف والشقاق كثيرا ما سألت نفسي لماذا جاء البرود بيننا ؟...أن نظرة واحدة منى الى من فى الكازينو أو النادي تجعلني أفهم العلاقة بين اثنين
فالصمت هو العمود الفقرى على مائدة المتزوجين ....فالزوج يقرأ فى جريدة أو يطالع الأخريات (خلسة)
أما الزوجة فمتعلقة بالصغار ...تخشى أن يضيعوا...وإذا نبت حوار...فأنني أشم منه على الفور رائحة الثوم والبصل أو هموم الأسرة...ولكنى قلت أننا نختلف ...فزوجي كاتب فنان ...وأن أوار الحب لن تخمد
البرودة الآن تسرى فى جسدي ..النوافذ مفتوحة على الفراغ فى الأفق الرمادي المترامي يبدو أنه علمني العزلة فأنا أرفض الاستمرار فى شلة النادي وحين ذهبت معه فى الاتيليه , الخاص بالكتاب والفنانين كانوا مجموعة ظريفة ...لكن شد بصري الى فتاة فرنسية ...متميزة بلونها وجلستها ولكنها بين الأخريات ...ورأيتها تهمس فى أذن زوجي ...فاشتعلت النار في جوفي ...رحت أرقبها فى هدوء...أسنانها المنتظمة البيضاء....بشرتها الحمراء ...شبابها المتوقد بالذكاء ....تجيد النكتة ...ترتدي فستانا ربيعى الألوان وراح السؤال الخبيث ينسحب إلى عقلي ...آثمة علاقة بينهما ؟...لماذا تهمس له ....ربما تهمس ...هل هناك سيدة محترمة توشوش لرجل فى حضرة زوجته ...هذا استهتار بى كامرأة كزوجة تماسكت ... حتى أبعد الفكر عن بيتنا ....وسرعان ما قدمني زوجي لهم ...وصححت فكرتي فورا عن المرأة الطيبة وشعرت بتفاهة الغيرة ...بل رحبت بهم في بيتي وبدعوة منى
وكانت سهرة ممتعة ..ولكن كلمات أمي كالطارق فى أذني (الأمان للرجال ...كالماء فى الغربال ) الفراغ الملل ...الملل...الصمت جديلة تلتف حول رقبتي ...رحت أكافح الهبوط ....وقلبت فى أوراقه وجدته قد انتهى من كتابيه (شخصيات أدبية) شدتني مقالته عن ( جين أوستن ) وصفها بأسلوب عذب ...يرسمها فى عشق واشتعال ...كأنه كان يعرفها عن قرب وجدتني أسخر من نفسي – هل كان على علاقة بها.. .يالسخافاتى ....لم أرفع عيني عن السطور يصف عالم جين ومعاناتها وكيف ان معرفتها بالناس محدودة لا تزيد لا تزيد عن ثلاثة أو أربعة أسر فى ريف صغير محدود
وراح يفسر كل تجاوزت (جين) عالمها الى العالم الكبير يتكلم عن الصدق ,,وعلق فى نهاية المقال الرشيق (أن كل ما يحتاجه الأديب , العين الواعية والإذن المرهفة والذكاء وحب الناس وعشق الأدب نفسه ) واشتعلت روحي بالحماس فجلست إلى الآلة الكاتبة ورحت أضرب عليها ونسيت فى لحظة أنني سكرتيرة مخلصة ...و... ما كان أجدر بى ما تخليت عن مضايقته ...يكفى ما يضحى به من صحته وتضيع أسمى لحظاته فى تأملات لو بذل نصف مقدارها فى تجارة لأصبح صاحب ملايين ..أتذكره قال لى مرة: الأمل في فيلا أنيقة على البحر أو امتلاك ناطحة سحاب أشياء جديرة .بالخياطين وتجار الخردة والسماسرة من كل لون ... طحننى الإرهاق توقفت عن الكتابة خرجت إلى الشرفة ..لمسني البرد فنمت قليلا دق جرس الهاتف
ألووو
أنه زوجي فرحت ...ورقص قلبي ..قال لي في برود
هل ينقصك شيء ...قلت أكظم غيظي : ينقصني كل شيء ...تعال فورا ...لن أحاسبك أين كنت ...رد في هدوء ماذا حدث ؟
قلت له مجدة : لص قفز إلى الشقة ...جاء يسرق سعادتي تعال ألحقني ...هيا ...لا تتأخر كعادتك