بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: تشخيص

بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: تشخيص
بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: تشخيص

اطلق كلمه تشخيص فى الماضى القريب على فن التمثيل فكان الممثل يطلق عليه مشخصاتى وعلى الرغم  من قدم التسميه الا انها اقرب الى الدقه فى تقمص الحاله الفنيه فمثلا المشخصاتى هوالشخص الذى يتقمص الشخصيه التى يقدمها فى داخل الاطار الدرامى بمعنى المشخصاتى هو الممثل الذى يقوم بتشخيص الشخصيه بجميع ابعادها  النفسيه والمزاجيه وعلاقتها بالشخوص الاخرى داخل الخط والتطور الدرامى للعمل الفنى .

لقد فضلت اليوم بالابتعاد عن الاحداث السياسيه لنتحدث عن الفن المراى المصرى فى الانتاج التلفزيونى والسينمأئى ولماذا تقهقرت الاعمال الفنيه المصريه وغزت الدراما الاجنبيه شاشات التلفزيونات العربيه والمصريه .

مع اقتراب رمضان  نجد ان هناك ما يقرب من 25 مسلسل يجرى العمل فيه على قدم وساق للعرض مع بدايه شهر الصيام هذا الكم الهائل من المسلاسلات يعطى المؤشر ان الفن التلفزيونى المصرى يعتمد على الكم وليس الكيف .تعالوا نشخص لماذا تراجعت الاعمال الفنيه المصريه فى الوقت الذى  انتشرت مسلسلات تركيه وهنديه على الشاشات العربيه.

لقد اصبح المنتج المصرى هو المتحكم فى العمل الفنى ككل من اختيار القصه او يطلق عليه الورق مرورا بكل الخطوات  الفنيه لذلك فقد المخرج والكاتب حريه  الحركه الابداعيه وانا لا انكر ان الانتاج هى عمليه تجاريه الهدف منها الربح ولكن فى نفس الوقت هى عمليه فنيه فى المقام الاول ولكن بعض المنتجين اصبحوا هم الكاتب والمخرج فى الوقت الذى يفرض فيه الممثل الاوحد حتى وان كان سنه لا يسمح بالقيام بهذة الادوار مثلا عادل امام لا احد ينكر مكانته الفنيه ولكن الاعمال التلفزيونيه التى قدمت فى رمضان الفائت جعلتى اشفق عليه  فاذا تغاضينا السن للشخصيه التى يؤديها فنان مثل عادل امام يستطيع ان يتغلب عليها بالكرزما الفنيه التى حباة الله اياها ولكن لا يستطيع التغلب على مظاهر السن فى نطقه ومخارج الفاظه وحركته ولكنه لا  يستطيع مقاومه الملايين المعروضه عليه لان اسمه يبيع العمل الفنى  ولكن سوف يتوقف سريعا بعدما يفقد بريقه بفعل الزمن.

وايضا المنتج يحاول ان يقلص نفقات الانتاج  فى ذات الوقت نجد الانتاج تركى االسورى وخصوصا فى الاعمال التاريخيه ثرى ثراء فاحش وذلك بمساعدة الدوله التى توفر اماكن التصوير باسعار زهيدة فى الوقت الذى تجد فيها الحكومه المصريه الرشيدة تجلد المنتج وتتقاضى  مبالغ خرافيه للتصوير فى الاماكن التاريخيه على الرغم ان هذة الاماكن التاريخيه  تعمل على زيادة السياحه وهذا ماحدث مع المسلسلات التركيه فقد زاد التدفق السياحى بنسبه 25% الى تركيا بعدما انتشرت المسلسلات التركيه على الفضائيات العربيه .

وبما اننا نتكلم على دور الدوله فهناك مليارات الجنيهات تهدر نتيجه الغباء البيروقراطى فى مصر المحروسه الا وهو تصوير الافلام الاجنبيه فى الاماكن الطبيعيه والاثريه المصريه لقد اصبح تصوير الافلام الاجنبيه فى مصرنوع من انواع العقاب لاى شركه انتاج تسول لها ان تقوم بتصوير اى عمل فنى فى مصر على الرغم ان اى بعثه لاى عمل فنى تفتح الباب  لتشغيل العديد من المصريين ولكن عذوف شركات الانتاج عن التصوير فى مصر والذهاب الى المغرب الذى يقدم جميع التسهيلات الفنيه لاى بعثه  تصويراجنبيه اومحليه  على الرغم من التصوير فى المغرب مكلف لاى شركه انتاج تنشد التصوير فى الاماكن الاثريه وذلك لبناء ديكورات مكلفه لمحاكاة البيئه والاثار المصريه التى لاتكلفه شئ اذا قام بالتصوير فى الاماكن الطبيعيه ولكن هذا هو الذكاء البيروقراطى المصرى الذى يقوم وبحرفيه نادرة فى اهدار مليارات الجنيهات .

لقد ذكر لى صديق يعمل فى شركه انتاج امريكيه عن مغامرة  التصوير فى الاماكن الطبيعيه المصريه بداء من الجمارك وما ادراك ما الجمارك وموافقه الامن ووزارة السياحه والاثار والازهر والماليه والجيش وغيرها وما انتهى من كل ذلك حتى جاء دور المواطن المصرى الفهلوى فى تقليب الزبون فى جميع اماكن التصوير على الرغم من الموافقات المسبقه الا ان هناك اتاوات لابد من دفعها حتى يتركوهم للعمل فى سلام .

علاوة على الاسعار اى سلعه ثمنها ثلاث اضعاف ..تاجير السيارت ثلاث اضعاف  كما لو كان هناك اتفاق بين الجميع لتلويث سمعه مصر فى مجال الانتاج الفنى.

السؤال الان اين الدوله من كل هذا ودعونى اعيد هذا السؤال بطريقه مختلفه

مع الثورة الفكريه وطريقه الرئيس السيسى فى تناول المشاريع الاقتصاديه والتفكير خارج الصندوق  اليس من المفروض انشاء هيئه حكوميه مصريه  لااستقطاب شركات الانتاج العالميه لتصوير الاعمال الفنيه فى مصر هذة الهيئه لها مطلق الحريه فى تقديم التسهيلات الفنيه والاداريه لشركات الانتاج والحصول على الموافقات الامنيه والاداريه ومتابعه اى شركه انتاج تقوم بالتصوير فى مصر عن طريق مندوب متواجد طوال الوقت من لحظه دخول بعثه التصوير من المطار حتى السفر يقوم بهذا العمل شباب واعد محب لبلدة يريد الخير لمصر وكان بالاحرى ان يقوم بهذا العمل الملحق السياحى فى السفارت المصريه بالخارج بدلا من الخمول ولا مبالاة كما لو كانت مصر لا تهمهم.

هذة هى البدايه فقط ..هناك  صناعات مغزيه ومكمله سوف تفتح مجال العمل للعديد من الشباب والفنيين المصريين وايضا  التنشيط السياحى بما يعود مردودة على زيادة التدفق السياحى والعملات الاجنبيه للبلد .

اتمنى ان تجد هذة الصرخه صدى لدى المسؤليين ولكنى اشك لانهم فى انتظار توجيهات سيادة الرئيس.

وللحديث بقيه.

بسرعه

المسرحيه الهزليه التى قامت بها امريكا بالاتفاق مع روسيا لضرب سوريا تمثليه  سخيفه واضحه للجميع تبين السياسه القذرة لكلا الدول التى اشتركت فى هذة الضربه.