أندرو جرجس يكتب: ٢٥ يناير من وجهةً نظر أخري

أندرو جرجس يكتب: ٢٥ يناير من وجهةً نظر أخري
أندرو جرجس يكتب: ٢٥ يناير من وجهةً نظر أخري

كشاب عشريني ينتمي الي تلك المرحله الزمنيه من تاريخ الوطن  والتي شاركت فيها في معظم احداثها ان لم يكن الكل و التي ساهمت بشكل كبير في تكوين جزء كبير من وعي الخاص و اثرت بشكل اكبر في كل ابناء جيلي من نظرتنا في حرية التعبير الي كسر حواجز كانت تصنف بالمستحيله من بعض المورثات الفكريه و الدينيه الخاطئه .

فنحن هنا لسنا بصدد تحليل و تقيم تلك المرحله من ناحيه ما اذا كانت مؤامره احيكت بدقه علي الوطن ام هو تحرك شعبي ضدد بعض سياسات مبارك فلكل طرف رؤيته الخاصه ولكننا سنستعرض بعض النتائج الي حدثت داخل مجتمعنا المصري  .

ففي ذكري ثورة ٢٥ يناير و بعد مرور سبع سنوات علي ذلك الحدث و ما تلاها من احداث أريد ان اتطرق الي الجوانب الأيجابيه و التي حصدناها علي مدار الفتره الماضيه مرورا بمستقبل ذلك الوطن العظيم .

من ضمن تلك الجوانب الايجابيه و التي نشهدها اليوم داخل مجتمعنا هو رفض و لفظ كل من هو متطرف فعلي مدار عقود طويله سيطر التيار الديني المتطرف متمثلا في جماعة الاخوان المسلميين علي عقول الكثير من البسطاء و اكتسب ساحات عريضه داخل المجتمع المصري كما سيطروا علي العديد من المنابر الاعلاميه و بعض المساجد مما ادي مع الوقت لنتائج تعد هي الاكبر في تاريخهم السياسي في الأنتخابات البرلمانيه عام ٢٠٠٥ حيث حصدوا ٨٨ مقعد من اصل ٤٤٤ وهو عدد المقاعد التي تتم عليها عمليه الانتخاب مستخدمين حينها شعارهم المشهور '' الأسلام هو الحل '' و لم يكن يجرم وقتها القانون و الدستور استخدام العبارات الدينيه في الحملات الانتخابيه الا انه تم تجريم ذلك لاحقا دستوريا في قانون رقم ١٨ لعام ٢٠٠٧ .

مررورا بانتخابات ٢٠١٠ و التي نافسوا عليها ايضا بشراسه و قرروا فيما بعد مقطعتها و اتهموا الحزب الوطني وقتها بالتزوير و تباعا بثورة ٢٥ يناير و التي اعلنوا عدم مشاركتهم لها الا انهم حينما ايقنوا ان هناك تغيير حقيقي اعلنوا انضمامهم للتظاهرات مما ادي فيما بعد الي السيطره التامه علي الثوره  حيث انهم كانوا هم اكثر فئه منظمه سياسيا داخل المجتمع انذاك بعد ثقوط الحزب الوطني و سيطر التيار الديني علي اكثر من ثلثي مقاعد مجلس الشعب وقتها و انتخاب محمد مرسي رئيسا لمصر و الذي لم يستمر حكمه المستبدر اكثر من عام واحد حتي قرر الشعب المصري الخروج ضد الوصايه الدينيه و الطرح الاوحد للحكم في ٣٠ يونيو و ما تلاها من جرائم الحرق العمد لمؤسسات الدوله و الكنائس .

و السؤال يطرح نفسه هنا بعد ذلك السرد لتاريخ تلك الجماعه

هل كان المجتمع المصري سيواجهه هؤلاء المتطرفين الا بعد خروجهم مسبقا  في ثوره يناير؟!

هل كان الشعب المصري سوف يدرك مدي أجرام هولاء دينيا و مجتمعيا الا بعد الحراك الفكري و المصرحه المجتمعيه التي حدثت اعقاب ثورة ٢٥ يناير ؟!

ما هو حجم تلك الجماعة اليوم داخل المجتمع ؟

في اعتقادي الشخصي لولا ثورة يناير ما كنا نقف اليوم لنرفض هؤلاء و نرفض هذا الفكر المتطرف و لكان استمر هولاء في حصد المزيد و المزيد من العقول و التوغل اكثر داخل مجتماعنا المصري

 

كلمة أخيرة : ثورة يناير كانت ثورة ضد الظلم و عدم الحريه و العداله الاجتماعيه و صاحبها ثوره اخري و هي الاشد من حرية التفكير و التحرر المجتمعي فاليوم نري علي شاشات التليفزيون المصري مفكرين و ساسه ينقدون و ينظرون بكل حرية لكل فكر ظلامي رسخه هؤلاء في عقول البسطاء علي مدار عقود و في أعتقادي فننا سوف نحصد المذيد و المذيد من الحريه  مع الوقت بعدما تري تلك العقول المظلمه لسنوات للنور .