إدوارد فيلبس جرجس يكتب: بيض الراجل المسيحي ؟؟؟!!!

إدوارد فيلبس جرجس يكتب: بيض الراجل المسيحي ؟؟؟!!!
إدوارد فيلبس جرجس يكتب: بيض الراجل المسيحي ؟؟؟!!!

 

هل أكتب عن السياسة ؟ ، والأجواء تدعو إلى ذلك ، لا أعتقد ، فلقد أصبحت السياسة في فم من لا يفرق بينها وبين كلمات العيب ، وطالتها أقلام كل من حشر نفسه حشراً بنفس إسلوب الكتابة عن رقصات الاستربتيز . قررت أن اتجه بقلمي إلى لعنة من لعنات المجتمع واخترت لها عنوان " أصحاب فتاوى النصف السفلي واللعب مع السياسة " والمقصود بالسياسة هنا ، سياسة النفاق التي تأبى أن ترفع يدها لتحيي علم الوطن لكنها بدافع " التقية " تتلون لتبايع الرئيس الذي يعلم جيداً أنها مبايعة الفأر للقط . تراجعت عن هذا العنوان لكن الحديث لم يتغير ويسير في نفس الاتجاه تحت العنوان المثير أعلاه بعد أن وبالصدفة وكأن الظروف تخدمني فسلمتني ما أستطيع أن أثبت به بالفعل أن لعنة في المجتمع بالفعل تسمى بالسلفية وأصحابها " السلفيون " الذين تحولت عقولهم إلى هلاميات ملوثة ويسعون لتحويل عقول الآخرين . سأبدأ  بهذه الكلمات التي نشرتها " عبير علي " والمرفقة مع المقال ، والتي كشفت بصورة واضحة جداً كيف يمكن أن يتحول العقل إلى الشذوذ الفكري الذي غالبا يؤدي إلى التطرف ومنه إلى الباب الرحب للعنف وقد يهوي إلى الإرهاب . المُدرسة أو الأستاذة  " وأضغط على لقب مُدرسة كمربية للنشأ  ، أقول المُدرسة زميلة " عبير علي " ، رفضت أن تشتري البيض لأن البائع مسيحي ، كلمات عبير تسخر سخرية العقل العاقل من اللاعقل أو العقلية التي قفز ما في القدم ليحتل محلها فسمحت له عن طيب خاطر ، وللأسف هذا الحذاء العقلي المفروض أنه يعلم التلاميذ فياترى ماذا سيعلمهم ؟! ، لقد ابدع العقل العاقل ل " عبير علي " المسلمة المتفهمة لصحيح الدين في تهكمه من اللاعقل الذي مسحت كل معالمه السلفية الوهابية والتي تُركت حتى الآن في المجتمع كجراد لا يُبقي على أخضر أو يابس في عقول من يسلم رأسه لهم . من الواجب أن أعيد كلمات عبير المرفقة بخط واضح فقد لا يستطيع البعض قراءة المهزلة العقلية المرفقة مع المقال لعقليات نبُغت في الجهل كتلميذ فاق معلمه ، عقلية فاقت أساتذة التداوي ببول البعير أو وطء الزوجة المتوفية ، أو عدم وجوبية نزول المرأة في البحر لأن البحر مذكر  ، أو ذكورية الرجل في الجنة هل هي لفترة محددة خلال اليوم أو طوال ال 24 ساعة  ، وغيرها الكثير التي تُقرر وبدون مستندات أن العقليات المتآكلة في المجتمع أصبحت كالبغاء أو فردة الحذاء .  قالت عبير في منشورها وأكتبه بالنص كما جاء  (( بمناسبة عرق النسيج الواحد والصليب حاضن الهلال إللي ناقح في البلد كلها اليومين دول.. ، زميلتي في المدرسة عرفت إن في راجل فلاح بيجيبلي بيض بلدي فطلبت مني أخليه يجبلها ، بعد ما قلتلها بكام يوم بتسألني جاب ؟ ، قلتلها استني أكلمه ، ألو أيوه يالمعي ج .. ، ولسه هأكمل لاقيت الولية برقت وشاورتلي بذعر " لأ خلاص " ، سألت الراجل عادي وقفلت معاه ، فبقولها مالك ياست ؟ ، قالتلي معقوله يا عبير .. مسيحي .. بتأكلي عيالك بيض من عند راجل مسيحي !!!! ، قلتلها : تصدقي انت لفتي نظري ، الراجل فعلاً مسيحي وفراخه أكيد مسيحية وبتاكل علف مسيحي وبتبيض بيض مسيحي ، ثم أن الفراخ دي ممكن تكون بتروح تسهر في الكنيسة وتطفي النور وتعمل قلة أدب ، يعني ممكن البيض دا يكون جاي من غير جواز ، بيض غير شرعي أصلاً )) . انتهت كلمات عبير الساخرة المتهكمة بمرارة يعجز أي كاتب ساخر أن ينافسها ، وكأن سخريتها تريد أن تقول إلى أين سيأخذنا تخلفكم ؟!، إلى أين تدفعون إسلامنا  ، وتضعونه أمام الشكوك أو الشكوك أمامه التي يستغلها البعض أسوأ استغلال ؟! ، إلى متى يكون بين المسلمين هذه العقول التي فاقت عقول قريش التي كانت تحارب الإسلام بضرواة وأنتم زدتم عنها بغباوة ؟! ، إلى متى تسلمون عقولكم لمن انتقلت عقولهم إلى أسفل سراويلهم وأصبح الحديث عن النصف السفلي للمرأة هي غاية الوصول إلى الله ؟!! . سمحت لقلمي أن يعلق بهذه العبارات على حدث قد يراه البعض أنه يصلح لنكتة فقط ولا يتعداها ، لكنه في الحقيقة  ليس حدثاً يضاف إلى الفكاهة بل عنواناً عريضاً لفكر انحدر إلى موطئ الأقدام  ووباء أصاب المجتمع وفيروس معدي من مرضى استفحل فيهم المرض فانتقلت العدوى إلى عقول ليس لديها مناعة بل لديها الاستعداد للإصابة ، وهذا يأخذنا إلى بيت القصيد ، وسؤال الإجابة عنه بكل وضوح هو الانقاذ لمجتمع انحرف كثيراً عن طريق ما يسمى بالمجتمعات الواعية الراقية فكرياً وحضارياً ، السؤال يقول : من هو المسئول عن استفحال هذا المرض ؟!، هل هو الأزهر ومناهجه ؟!، أم المستورد من الفكر السلفي الوهابي الذي تأصل في جذور المجتمع وأصبح هو المُصدر له ، أي كما قلت التلميذ الذي تفوق على أستاذه ، وما ساعد على تعمق هذه الجذور هو الاستعداد الطبيعي ، لن أقلل من شأن الموضوع واختصره على قولي البعض ، لا بد أن نعيش الواقع ونقول أن الكثيرين ساعدوا على هذا التعمق نتيجة انكماش الفكر إلى حد الفقر الاختياري أو الإجباري بعد أن وُضِعت الثقافة تحت بند الحرام !!! ، وقد يكون نتيجة بديهية لتعاون بعض شيوخ الأزهر ومناهجه مع السلفية ليضعا المانشيت العريض للتعصب والتطرف وكره الآخر وإدانة الوسطية والاعتدال بالرغم من أن كلمة الوسطية والاعتدال أصبحت تُردد من الأزهر كثيراً ويلزم من ينبههم بكلمتين فقط " الكذب حرام " ، لست مبالغا في هذا الاتهام وتعضدني مقولة الرئيس السيسي لشيخ الأزهر التي فاه بها كرثاء وليس كعتاب وأضعها بين قوسين " تعبتنا يا شيخ " ، بعد أن طلب منه بل ألح على تحديث الخطاب الديني والخروج به من التحريض ضد الآخر إلى الوسطية والاعتدال ، وتحديث المناهج التعليمية سواء في الأزهر أو المدارس العامة ،  لكن للأسف لا حياة لمن تنادي وكأن التمسك بخطاب الزوايا المُحرض المُتطرف وشيوخها إذا حق أن نطلق عليهم كلمة شيوخ هو من ثوابت العقيدة . أما إذا قفزنا قفزة الاستنكار بل الإدانة التي لا تقبل استئناف أو نقض إلى ما يسمى بالسلفية واتباعها فيمكن أن نحول كلماتنا إلى علامات استفهام ودهشة متراصة خلف بعضها كطابور من المتخلفين يقفون حيارى أمام باب دورة المياه هل يدخلون بالقدم اليمنى أم القدم اليسرى ؟؟؟؟!!!! . إنني عدما أتحدث عن السلفية وأتباعها في الوطن ، لا أتحدث عن مواطنين ، نعم قد يحملون الجنسية المصرية ، ونعم قد يكون مكتوبا لهم في هوياتهم أنهم يدينون بالإسلام ، لكنهم حادوا عن الإولى وخرجوا عن الثانية ، بل أنا لست مزوراً للتاريخ إذا قلت أن هذه الفئة ليس لها ولاء للوطن وخرجت بالإسلام عن منبره الصحيح ، بكافة كيانتهم التي أكثرها شهرة الدعوة السلفية وحزبها السياسي " النور " وجمعيتها المشهرة باسم " الدعوة " كما تمثل جمعية أنصار السنة المحمدية أحد فروع التيار السلفي ، إضافة إلى الجمعية الشرعية . بالتأكيد لن أترك الموضوع دون توضيح ، فإذا ذكرت بأنهم حادوا عن الانتماء للوطن بالرغم من حملهم للجنسية المصرية فالكلمات لا تحمل أي مبالغة ، والأمثلة كثيرة على هذه النوعية ، الإرهابي يحمل الجنسية المصرية لكنه  يرتكب أشد أنواع الجرائم ضد الوطن ، وهذا على سبيل المثال وليس الاتهام  ، ما أتهمهم به هو مواقفهم الوطنية التي تنعر بعدم وطنيتهم ،  تفاهات تدين العقول وسلبيات على الوطن ، تظهر جلية وواضحة في إسلوبهم وأفكارهم فيما يمس اقتصاد الدولة . ولقد أوضحت الواقعة التي حدثت في أبريل 2016 بعض ملامح هذا العوج حين أفتى أحد مشايخهم " مصطفى العدوي " بعدم جواز دفع المواطنين للضرائب وأن فرضها ظلم ، مما دعا مدير عام التفتيش والمتابعة بالأوقاف للمطالبة بضرورة التحفظ على جميع أموال دعاة السلفية ، ومنع أي سلفي من الافتاء في أمور الدين ، وسرعة إغلاق جميع القنوات الفضائية الدينية متهما إياهم بمحاولة جلب المزيد من التبرعات والأموال للجماعة السلفية على حساب الدولة ونظامها ( كتعليق كل هذه التهديدات لم ينفذ منها أي شئ !!!!! ) . أما ما صرح به  الدكتور " هشام إبراهيم "  أستاذ التمويل والبنوك بجامعة القاهرة وقد وضع يده على نقاط أساسية تكشف سر ارتباط السلفيين بالعمل التجارى السريع وليس الصناعة أو الزراعة، قال : فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن أول تلك النقاط ترتبط بأن المستوى التعليمى للسلفيين والمنتمين للتيارات الإسلامية بشكل عام يناسب التجارة والبيع والشراء أكثر من المشروعات الصناعية العملاقة التى تحتاج خبرات ومؤهلات صعب توفرها ،  كما أن لديهم الإحساس الدائم بعدم الأمان وهو ما ينعكس على مشروعاتهم  السريعة التى ليس لها أصول ولا منشآت ضخمة ، وأضاف أن هناك جزء آخر مرتبط بالبعد عن رقابة وأعين أجهزة الدول فى النشاطات التجارية التى يسهل فيها عملية المراوغة فى الأوراق والمستندات ، أما المشروعات الصناعية فيسهل مراقبتها ومتابعتها من أجهزة الدولة ، موضحًا أن الشق الأخير هو أن التجارة لاتحتاج لعدد كبير من العمالة ولا جهد ، مما يوفر لأصحابه مساحة أكبر لنشاطات أخرى يقوم بها، ولايضطرهم لتوظيف أعداد كبيرة ، وأكد على أن هذا    النوع من المشروعات لايبنى الدول ، ولا يحقق الاستقرار، ولا يساعد فى التنمية، وإن كانت النشاطات التجارية مهمة إلا أنها ليست الأساس ، مشيرًا إلى أن التنمية تبدأ بالصناعة والزراعة وليس التجارة، موضحًا أن ذلك كان سبباً في أن الإسلاميين فشلوا فى حكم مصر، لأنهم لايتمتعون بخبرة بناء وإدارة المؤسسات الكبرى والضخمة .                                 

   وفي نفس السياق  قال الداعية والباحث في شئون الجماعات  " محمد الأباصيري " أن الهدف دائما هو مصلحتهم وليس دعم الاقتصاد أو إقامة مشروعات عملاقة ، خاصة أنهم من الأصل يحرمون أموال البنوك وبالتالى يخفون أموالهم السائلة فى صفقات تجارية.                

 وفى لقاء تليفزيونى فى أكتوبر الماضى اتهم الدكتور   " أحمد كريمة " الأستاذ بجامعة الأزهر الجماعة السلفية بأن أموالهم وتمويلهم الذى يستقبلوه من الخارج ساهم فى غزو أفكارهم المتشددة للمجتمع المصرى ، متسائلا عن مصادر تمويل السلفيين وطريقة مراقبتهم  وقد يكون من المضحك تلك المقالات البحثية التي نشرها موقع الشعب المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في 2014 تحت عنوان " من يدفع للدعوة السلفية ثمن الخيانة "  . كما كشف بحث منشور على موقع " الإسلاميون " أحد المواقع المتخصصة في متابعة أخبار الجماعات الإسلامية ، عن أن مؤسسة بيت الأعمال تعمل كستار لإخفاء أموال " الدعوة السلفية " ومحاولة للهروب من السؤال حول مصادر التمويل ، وأنه جرى خلال فترة حكم الإخوان بمبالغ مالية كبيرة داخل هذه المؤسسة وأعيد تدويرها مرة أخرى في عملية أشبه ب " غسيل الأموال " واتهام آخر من نفس المصدر بأن كل نشاطاتهم تبتعد تماما عن خدمة المجتمع وتسعى فقط لنشر فكر الجماعات السلفية . أما عن الحديث عن " أكل العيش " بل أكل البسكويت والجاتوه الذي يتربحونه نجوم الدعوة السلفية من وراء ما يسمى " الدعوة " فهذه قصة أخرى ، فقط اندهش لكلمة الدعوة ، وأسأل من يدعون ؟! ، هل  مسلمي مصر يدينون بديانة أخرى فشمرت السلفية أكمامها لدعوتهم للإسلام !!!!! .  أما الحديث عن أفكارهم فحدث ولا حرج التي تستشري كالنار في الهشيم وسط عقول لا أثر للعقل بها ، فتاوى التكفير وكره الآخر التي تتكرر كأغاني أم كلثوم ولا أحد يتصدى لها بطريقة جدية وتَعبر من أمام قانون ازدراء الأديان كحصانة لا يجب الاقتراب منها ، سؤال حائر أود أن يطير إلى كل مسئول في الدولة يتحدث عن المواطنة بالفم المليان ، من الذي أوصل فكر هذه المُدرسة إلى أن البيض المُشترى من المسيحي محرم  .. هل تستطيع " كيرياليسون " في كتاب الإعلامي الجميل " حمدي رزق "  أن تجيبها وأن تدفع حتى ولو بصيص نور إلى هذه العقول التي ركعت لفتاوى قادمة من الخيالات المريضة ، ومرضى الجنس وخيانة الوطن ، لا أعتقد ، هؤلاء لا يردعهم سوى القانون والعقاب ، وهذا ما تتطلبه المرحلة القادمة من الرئيس السيسي ليقف أمام العالم كله ويتحدث بملأ الفم عن " مواطنة حقيقية " وهذا ما نتوقعه بإذن الله ، لكي يبيض الدجاج كله بيض المواطنة ؟ !!!!!!                                                          


معقولة يا عبير..مسيحى.. بتأكلى عيالك بيض من عند راجل مسيحى

 

 

إدوارد فيلبس جرجس

edwardgirges@yahoo.com