مع طلائع عام ٢٠١٨ وبينما مصر تتابع سير المشاريع القومية العملاقة، وتضيف آلافا من فرص العمل الجديدة من خلال بناء المدن المستحدثة وتحتفل بالأعياد المسيحية مع افتتاح الكاتدرائية فى العاصمة الإدارية الجديدة، وتبدأ فى الظهور أرقام مؤسسات التقييم الدولية مثل ستاندرد & بورز والتى تشير إلى تحسن حالة الاقتصاد المصرى دلالة على النتائج الإيجابية لإجراءات الإصلاحات الاقتصادى التى أشادت بنجاحها كريستين لاجارد مدير صندوق النقد الدولى، مشيدة باحتمال الشعب المصرى لهذه التجربة الصعبة والتى تخطو بمصر خطوات هامة نحو مزيد من النمو الاقتصادى المرتقب، بينما يحدث كل ذلك كانت مصر تترقب إجراء الانتخابات الرئاسية ٢٠١٨.
وذات صباح مشرق أعلنت الرئاسة المصرية بدء العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ تنفيذا لوعد السيد الرئيس باتخاذ ما يلزم من إجراءات صارمة من جانب الجيش والشرطة وقوات إنفاذ القانون لتنفيذ عمليات التطهير الشامل لسيناء من البؤر والجيوب الإرهابية، لوضع حد نهائى لكل ما يهدد أمن وسلام المصريين فى أى مكان على أرض مصر، وتقدم أبناء مصر من الجنود الأبطال المخلصين بكل جسارة وشجاعة للقيام بالمهمة الوطنية المقدسة لحماية كل حبة رمل على أرض سيناء الطاهرة من أن يلوثها الإرهابيون بوجودهم الإجرامى المرفوض على أرضها وبين سكانها الطيبين وفى قيامهم البطولى بذلك حملوا أرواحهم على أيديهم فداء لمصر والمصريين.
وبينما يقف المصريون صفا واحدا متماسكا خلف أبنائهم المقاتلين الذين لا يخشون الشهادة فى سبيل الوطن، فإنهم واصلوا أداء أعمالهم وسير حياتهم اليومية مستبشرين بعام جديد يحمل آمالا وتحديات جديدة تحتاج صلابة وجلد الشعب المصرى وسط أخطار داخلية وخارجية على حد سواء اعتاد المواطن تحملها خلال السنوات السبع الماضية..
وفى خلال أسابيع قليلة منذ بداية العام الجديد تم تحديد أيام الانتخابات الرئاسية ٢٠١٨ فى الخارج والداخل، وبدأت الشائعات المغرضة الرامية إلى خلق مناخ سلبى حول قضية الذهاب لصناديق الاقتراع بدعوى أن الأمر محسوم ولا داعى لتكلف مشقة الذهاب لمراكز الإدلاء بالأصوات وتضييع جزء من النهار دون داع، خصوصا أن صوت واحد مثلا لن يشكل فارقا ملحوظا فى النتيجة بينما الناخبون وراءهم مسؤوليات أخرى يسعون لإنجازها فى يومهم، بينما يقول البعض الآخر إنهم غير راضين عن سياسات الدولة ولا يرون ما تتحدث عنه من إنجازات لم تنعكس على حياتهم اليومية.
وبطبيعة الحال فكل مصرى ومصرية لهما الحق فى التعبير عما يرون ولكن هناك بعض الردود عليها حيث كلا الفريقين يتبنيان موقفا سلبيا فالفريق الأول يؤيد السياسات ويرى الإنجازات ولكنه يعتقد أن صوته لن يحدث فارقا، وهذا بالقطع غير صحيح فكل صوت يضاف إلى الأعداد المشاركة أيا كان تصويتها يدل على مدى اهتمام المواطن المصرى بالمشاركة فى اتخاذ القرار بشأن مستقبل أولاده وأحفاده، كما أن مشاركته تؤكد للمقاتلين على جبهة محاربة الإرهاب أننا معكم نقوم بواجبنا فى الصناديق كما تفعلون أنتم على خط النار، أما الفريق الثانى فلا يرى إلا ما هو سلبى فى مصر وهذا قطعا يجافى المنطق فهناك الإيجابى وهناك السلبى فى كافة السياسات، ولكن واجبنا أن ندعم ما ينعكس على حياتنا إيجابا ونحارب الجوانب السلبية ويصبح سؤالى لهم هنا هو: إذا لم تذهب وتعرب عن رأيك بحرية وتقم بدورك الانتخابى فكيف ستحاسب رئيس الجمهورية القادم على أدائه فى السنوات الأربع القادمة، بينما ابتعدت عن الملعب ولم تشارك فى اللعبة الديمقراطية كما يحدث فى العالم أجمع؟.