سداح مداح الفيس بوك بقلم: د/سهام عبد الباقي

سداح مداح الفيس بوك بقلم: د/سهام عبد الباقي
سداح مداح الفيس بوك بقلم: د/سهام عبد الباقي
 
آثرت استفتاح مقالي بهذه العبارة الشهيرة السائدة في العامية المصرية للتعبير عن تلك الحالة التي وضعتنا بها مواقع التواصل الاجتماعي بشتى مٌسمياتها وهي حالة " اللا خصوصية " و " اللا نظامية     " عبر العالم الافتراضي، حيث أصبح الغالبية العظمى منا يٌعبرّ عن حالته الشعورية ويشاركها مع الجميع ويشاركهم مشكلاته مناسباته، موائده، جلساته الأسرية والعائلية، حتى سادت حالة من الترقب والمراقبة بين جٌلّ رواد تلك المواقع فمن أراد أن يعرف أخبار الآخر كل ما علية أن يٌطالع صفحته الشخصية ليعرف عنه كل ما يتوق إلى معرفته. ومن خاصم شخص مدون بقائمة أصدقائه لا يتوانى عن نشر منشورات ردح وقدح، وأصبح عدم حديث البعض عن شؤونهم الخاصة لؤم، والاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان خٌبث، أصبح الشخص الذي لا يتواصل عبر الخاص مع أصدقائه ولا يضع بين أياديهم سيرته الذاتية، ولا يفتح أحاديث جانبية وحوارات لا جدوى ولا طائل وفق تلك الصداقة المزعومة شخص مٌتكبر، لا يٌقدرّ الأخرين.  وانشغل البعض الأخر في ظل اتصاله الدائم بأصدقائه عن الأهل والصاحبة والولد، وساد الصمت الأسرى فكل فرد في الأسرة مشغول بجواله، وأصدقائه. لذا علينا الانتباه الى تلك الثقافة التي أفرزها الفيس بوك، وإلى تلك العزلة التي فرضها علينا، بالتعامل الحذر وبالاعتدال في استخدامها دون افراط أو تفريط وبما يلائم ظروفنا. ويناسب ترتيب أولوياتنا، ويتماشى مع قيمنا. فمن الجيد ان نكون مواكبين لمقتضيات العصر وتقنياته وأن نٌجيد توظيفها واستخدامها فيما يخدم البشرية، ويٌحقق الرفاه للأفراد والجماعات، ويٌقدم العلم النافع، ويؤصل القيم الأصيلة ويٌراعى الآداب العامة والضوابط الأخلاقية والقيم والأعراف السائدة بمجتمعاتنا ويعزز هويتنا العربية ويساعدنا على الإبداع لتحقيق الاستفادة القصوى ولنجعل ثقافة الفيس بوك ثقافة إيجابية خلاّقة .