معاذير الغياب بقلم زيد الطهراوي

معاذير الغياب بقلم زيد الطهراوي
معاذير الغياب بقلم زيد الطهراوي
 
شمس الوفاء على حياتك أشرقت 
و رنت إلى عمر يسح نوالا
 
و قد ارتحلت بقارب مستبسلا
و رأيت في أنحائه الأهوالا 
 
و قرأت أسفاراً ففزت بزهرة
و كتبت مع وقع العراك خيالا
 
ليكون هذا البوح صبحا عابقا
فيفتت الأوهام و الأغلالا 
 
إن الغياب و قد تعدد سرُّه
يلد الغموض و لا يجيب سؤالا 
 
ماتوا جميعا و انتهت آمالهم
و بقيت وحدك تنتقي الآمالا
 
و الآخرون تغيبوا في شغلهم
و وطئت بعد الأقحوان رمالا 
 
أعطيتهم إطلالة ذهبية 
و سكبت في أحضانهم شلالا
 
فإذا بهم كالسهم غادر قوسه
و السهم كان لقوسه قتَّالا
 
و مؤجل موت الفتى و معجل
و القبر يحمل في الدجى أثقالا
 
سبحان من جعل التراب خبيئة
قبل النشور ليقطف الأجيالا 
 
و تنيل من غابوا دعاء مودع
 مستأمن لا يرهب الترحالا
 
و الموت بين يديه يشحذ سيفه
ليفاجئ الآساد و الأشبالا 
 
أما الذين تفرقوا في سعيهم
و يُقطِّعون ببعدهم أوصالا
 
فارفق بهم و ارسم على هفواتهم
صور التسامح كي تنال وصالا
 
و اقبل معاذير الذين تزاحمت
طرقاتهم و تباعدوا أميالا
 
فلربما جاؤوا بِغَرفة مُقترٍ
فاقبل بها كرماً و كن سيَّالا