حياة الفننين مليئة بالقصص والحكايات التى تغيب عنا ؛ لذا اختارنا لكم اليوم مجموعة من الحكايات المتعددة منها ما كان ميلاد البعض فنيا ومنها ما كان نقطة تحول قى حياة البعض ومنها ما كانت تنبأ بنهاية حياة البعض.. تقرير: هند محمد

حياة الفننين مليئة بالقصص والحكايات التى تغيب عنا ؛ لذا اختارنا لكم اليوم مجموعة من الحكايات المتعددة منها ما كان ميلاد البعض فنيا ومنها ما كان نقطة تحول قى حياة البعض ومنها ما كانت تنبأ بنهاية حياة البعض.. تقرير: هند محمد
حياة الفننين مليئة بالقصص والحكايات التى تغيب عنا ؛ لذا اختارنا لكم اليوم مجموعة من الحكايات المتعددة منها ما كان ميلاد البعض فنيا ومنها ما كان نقطة تحول قى حياة البعض ومنها ما كانت تنبأ بنهاية حياة البعض.. تقرير: هند محمد

 

 

اللحن الذي أجلس أم كلثوم على الأرض .. وتسبب فى شهرة بليغ

 

التقي بليغ حمدى كوكب الشرق في حفل بمنزل الدكتور زكي سويدان أحد أطباء أم كلثوم، وجلس بليغ على الأرض وبدأ في تلحين الكوبلية الأول من أغنية "حب إيه" وسط انبهار وذهول الحاضرين، فما كان من أم كلثوم إلا أن نزلت وجلست جواره على الأرض طالبة منه إكمال اللحن، لتغني أم كلثوم "حب إيه" بنغمات بليغ في ديسمبر 1960 وتحقق نجاحا ساحقا.

وتكررت القصة مرة ثانية بعد عام واحد فقط، عندما أرسلت أم كلثوم في ديسمبر1961 أغنية "أنساك" من كلمات مأمون الشناوي، لمحمد فوزي لتلحينها، وكان بليغ في زيارة لأستاذه وتركه بليغ مع كلمات الأغنية حتى الانتهاء من مقابلة أحد ضيوفه، فأعجب بليغ بكلمات الأغنية وأمسك بعوده وأخذ يدندن الكلمات، وعندما انتهى فوزي من لقاء ضيفه كان بليغ قد انتهى من تلحين الأغنية، واعتذر بليغ لفوزي عن تلحينه للأغنيه، فقام فوزي في لفتة إنسانية تعكس أخلاقه وروحه وعظمته بالاتصال بكوكب الشرق قائلا لها: (بليغ قام بتلحين الأغنية أفضل مني).

 

 

نرجسية "العندليب" التي هددت العلاقة بينه وبين بليغ

 

بدأ تعاون بليغ والعندليب عام 1957 بأغنية "تخونوه"، واستمر الثنائي في التعاون حتى منتصف السبعينيات، وقدما معا مجموعة من أروع ما غنى العندليب سواء من أغاني رومانسية أو وطنية، لكن عام 1965 كان مميزا، ويعود هذا التميز إلى تغير طرأ على الساحة الفنية، وهو ظهور المطرب الشاب محمد رشدي الي حقق نجاحا كبيرا بأغنياته الشعبية، بشكل هدد التفاف الجماهير حول العندليب، وهنا قرر عبد الحليم بذكاء الفنان أن يطور ويجدد مما يقدمه ، فقرر تقديم هذا اللون الذي يجمع بين الشعبي والرومانسي الذي اشتهر به، وهو ما حدث فعلا عام 1965 حيث قدم مع بليغ أغنيات كل منها قائم على جملة من الفلكلور المشهور، وهى: "أنا كل ما أقول التوبة" و"على حسب وداد قلبي"، و"إن لقاكم حبيبي سلمولي عليه"، و"سواح وماشي في البلاد سواح".

ومن جانبه قدر بليع حليم جيدا، واهتم بتقديم الجديد معه دائما، فاستخدم الموسيقى الإلكترونية لأول مرة في "موعود"، واستخدم آلة الساكس في "زي الهوا".

لكن قصصا وحكايات عديدة حولت تبرير ذلك الجفاء الذي دب في العلاقة بين المبدعين، منها من يتحدث عن غيرة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب من ألحان بليغ، وحثه عبد الحليم على تأجيل غناء لحن "هو اللي اختار" الذي أعده بليغ ليغنيه عبد الحليم في حفل شم النسيم والاكتفاء بأغنية "فاتت جمبنا" التي وضع ألحانها عبد الوهاب.

وهنا لم يستطع عبد الحليم أن يُغضب الأستاذ عبدالوهاب، وقال لبليغ هنأجل لحنك وهغني لحن عبدالوهاب، فضغب بليغ لدرجة ابتعاده عن العمل مع العندليب فترة طويلة، وذهب لحن "هو اللي اختار" للمطرب الشاب هاني شاكر، لكن هذه القطيعة التي شهدت مشاغبات من الطرفين انتهت، وعاد الصديقان، وكاد بليغ يخسر أم كلثوم بسبب إصراره على البقاء بجوار حليم في لندن في تعبه.

 

 

أغنية العيد التى تسببت  فى حبس وردة ل والدها بفرنسا بسبب أغنية العيد

 

حكت وردة الجزائرية فى حوار قديم لمجلة الكواكب عن ذكرى لا تنساها فى العيد عندما كانت تعيش مع أسرتها فى فرنسا، وتسببت هى فى حبس والدها وأصدقائه.

وقالت الفنانة الكبيرة: "أجمل أيام العيد قضيتها وأنا طفلة، وكانت أجمل عبارة يتبادلها الجزائريون المقيمون فى باريس بعد صلاة العيد فى جامع باريس هى: "السنة المقبلة نراك وبلدنا مستقلة"، حيث كانت وقتها فرنسا تحتل الجزائر .

وتابعت وردة الجزائرية: "فى أحد الأعياد أقام أبى حفلاً فى بيتنا دعا إليه أبناء الجزائر، وأردت أن أحيى المدعوين فألقيت أغنية فرانكو – آراب، كلماتها فرنسية وعربية واخترت لها لحناً فرنسياً مشهوراً، وتحمس المدعوون وأخذوا يرددون معى مقاطع الأغنية"

واستكملت الفنانة الكبيرة تفاصيل ما حدث، قائلة: "لم تمض ساعة حتى وصل البوليس الفرنسى وهاجم الحفل وألقى القبض على جميع الحضور، وقضى أبى وأصدقائه أيام عيد الفطر فى سجن باريس بسبب أغنية العيد التى غنيتها"

 

"انت عمري".. أغنية جمعت بين «أم كلثوم وعبدالوهاب» بأمر رئاسي

 

 

أغنية «إنت عمري» حققت نجاحًا كبيرًا في الوسط الفني والشارع المصري والعربي، خصوصًا وأنها جمعت بين أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب، والتي جاءت بناء على طلبي شخصي من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لقطبي الغناء «أم كلثوم وعبدالوهاب» وذلك خلال حفل فني في فترة الستينيات من القرن الماضي.

فقد نجح «عبدالناصر» في أن يجمع بين كوكب الشرق وموسيقار الأجيال، كما جاء في الكتابات الفنية على مدار السنوات الماضية، وحسب ما وثقه الكاتب محفوظ عبدالرحمن من خلال مسلسل السيرة الذاتية عن أم كلثوم، وقامت ببطولته صابرين، من إخراج إنعام محمد علي، والذي كشف عن فشل طلعت باشا حرب، في الجمع بين «أم كلثوم وعبدالوهاب» في ثلاثينيات القرن الماضي من خلال فيلم سينمائي يقومان ببطولته، وذلك لإصرار أم كلثوم، على أن تكون ألحان الفيلم مناصفة بين عدد من الموسيقيين، وألا ينفرد بها عبدالوهاب لوحده، وهو الأمر الذي رفضه الأخير، وتوقف هذا المشروع الفني بسبب «العند».

 

 

 

 

 

 

محمد فوزى يتنبأ بموته ويتمنى أن يدفن يوم الجمعة

تنبأ  الفنان محمد فوزى بقرب موته في رسالته، كما أبدى رضاه عن دوره تجاه بلده:"إن الموت علينا حق، إذا لم نمت اليوم سنموت غدًا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي، وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، لكن إرادة الله فوق كل إرادة، والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرًا في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة، تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرًا تحياتي لأولادي وأسرتي".

واختتم الرسالة: "لا أريد أن أُدفن اليوم، أريد أن تكون جنازتي غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة"، لكن الموت لم يمهله وقتًا آخر ليتوفى في اليوم نفسه الذي كتب فيه رسالته، وهو يوم الخميس الموافق 20 أكتوبر 1966، عن عمر ناهز الـ48 عامًا.

 

 

سيارة شكوكو الانجليزية التى اقترنت بقصة حب ربطت بينه وبين عائشة هانم

 

شكوكو هو أول فنان مصري يمتلك في أواخر الأربعينات السيارة الإنجليزية ماركة «بانتيللي» التي لا يركبها غير اللوردات والسفراء والأمراء ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية وأجبروه على بيعها.

اقترنت ملكية شكوكو لهذه السيارة بقصة حب ربطت بينه وبين سيدة المجتمع عائشة هانم فهمي صاحبة القصر المعروف باسمها في الزمالك، ويقال ان هذا الحب انتهى بالزواج بعد طلاق عائشة فهمي من زوجها الفنان يوسف وهبي الذي اشتاط غيظا وحقدا على محمود شكوكو وحرض عليه رجال القصر وأبناء العائلات الأرستقراطية في مصر ليحولوا بينه وبين الاستمرار زوجا لاحدى سيدات هوانم المجتمع، لأن يوسف وهبي يرى أن وكان زواج شكوكو من عائشة فهمي طعنة لبنات الأسر الأرستقراطية والأسر الكريمة والعائلة المالكة في مصر... وتحولت نقمة القصر وغضب يوسف وهبي على محمود شكوكو إلى حملة مسعورة ضده لم يستطع هو ولا عائشة الصمود أمامها... فابتعدا لكنه أبدا لم يتأثر حبها له وحبه لها حتى بعد زواجه من أم أولاده

تزوج عملاق المسرح يوسف وهبى ثلاث مرات فى حياته، الاولى هى المغنية الامريكية لويز لاند ثم عائشة هانم فهمى ، ثم سعيدة احمد منصور التى لازمته حتى وفاته

 

 

ماهى الصدمة التى جعلت عماد حمدى لا يبكى مطلقًا

 

فى حياة كل منا العديد من الصدمات التى يتعامل معها بطرق تختلف بين شخص وآخر، ولكن تبقى صدمة موت أقرب الناس من أقوى الصدمات التى يواجهها الإنسان فى حياته، وبالأخص أول مواجهة مباشرة للإنسان مع صدمة الموت، فتراه يتحول تحولاً كبيراً إذا تعرض لصدمة موت الأم أو الأب أو أحد الأخوة أو الأبناء..لا قدر الله وتختلف حياته قبل هذه الصدمة وبعدها.

وكان فى حياة الفنان الكبير عماد حمدى العديد من الصدمات والأحزان وخاصة فى نهاية حياته، ولكن كان أيضا هناك صدمة عنيفة تعرض لها الفنان الكبير فى بداية حياته أثرت عليه بشكل كبير، بل وأثرت على رد فعله أمام حوادث الموت، وهذه الصدمة حكى عنها عماد حمدى لمجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1953 تحت عنوان "صدمات فى حياة النجوم".

وقال الفنان الكبير إنه كان له عدد كبير من الاخوة والأخوات ولكن كانت أقربهم له شقيقة تصغره ببضع سنوات ارتبط بها ارتباطًا كبيرًا.

وتابع عماد حمدى قائلاً: "فوجئنا ذات يوم بمرض شقيقتى الذى ظهر فى شكل سعال مستمر، وجاء الطبيب وظهر عليه القلق وهو يفحصها ثم أمرنا أن نذهب بها غلى مستشفى الصدر بحلوان، وتم احتجازها بالمستشفى التى اكدت ضرورة بقاءها فترة".

وأشار الفنان الكبير إلى أن حالة شقيقته بدأت فى التحسن ورأت الأسرة أنه لا بأس من أن يتركوها فى المستشفى ويعودون للمنزل فى القاهرة على أن يزورونها باستمرار.

وحكى عماد حمدى تفاصيل الصدمة التى لم تكن تخطر بباله قائلاً: "ذات يوم كنت فى عملى وفوجئت باتصال من المستشفى يستدعونى للحضور، وأسرعت إلى هناك وأنا أظن أن شقيقتى تريد أن ترانى أو ترغب فى أن أحضر لها شيئاً، وبعدما وصلت وجدت حالة من الوجوم على وجه طببها المعالج ولم يتحدث معى ، بل قال لأحد التمرجية اصحبه ليرى شقيقته".

وأضاف الفنان الكبير: "دخلت إلى الغرفة التى توجد فيها شقيقتى وإذا بى أراها ممدة على السرير ووجهها مغطة بملاءة بيضاء، فرفعت الملاءة عن وجهها لأجدها جثة هامدة".

وعن رد فعله وقت هذه الصدمة قال عماد حمدى: "أصابنى شعور غريب وتجمدت الدموع فى عينى ولم تسقط منها دمعة واحدة من هول الصدمة ، وظللت لأيام بعدها بهذا الحال و لا أتحدث مع أحد ، ومن يومها وأنا لا أستطيع البكاء أمام صدمات الموت، بل تنتابنى حالة من الحزن الصامت وعدم القدرة على الكلام أو البكاء، وأصبحت أقابل كل خبر لوفاة أى عزيز بهذه الحالة لأن دموعى جفت قبل أن تسيل منذ وفاة شقيقتى".

 

شكرى سرحان سقط فى حفرة طين أول يوم العيد

قال شكرى سرحان إنه كان يعمل فى بداية مشواره الفنى بالفرقة المصرية، وسافرت الفرقة للعمل فى الإسكندرية فترة عيد الفطر، وكان هو مرتبط بالعمل فى فيلم بالقاهرة، فى الوقت الذى كان ملتزمًا فيه بعرض ماتينيه مع الفرقة فى الإسكندرية أول أيام العيد.

وأوضح الفنان الكبير أن منتج الفيلم كان حريصًا على الانتهاء من تصوير الفيلم فى أقرب وقت، واتفق مع الاستديو على استمرار التصوير أيام العيد ، لذلك قرر شكرى سرحان أن ينتهى من عرض الماتينيه فى الإسكندرية ثم يتجه مباشرة إلى القاهرة لتصوير مشاهد الفيلم، ولكن حدث ما لم يكن فى حسبانه، حيث كان أمام المسرح حفرة غمرتها المياه، وبينما يتجه الفنان الكبير مسرعًا حتى يسافر للقاهرة وقع فى هذه الحفرة واتسخت ثيابه.

وقال سرحان: "لم أستطع السفر بهذا المنظر خاصة أن بدلتى غمرها الطين، ولم يكن معى حقيبة ملابس أخرى فاضطررت للانتظار فى الإسكندرية حتى أتمكن من غسل ملابسى وتنظيفها، وهو ما تسبب فى تعطل العمل بالفيلم خلال هذا اليوم، وكان المنتج دفع إيجار الاستديو فشعر بالغضب الشديد، وثار وقرر رفع دعوى تعويض ضدى".

ولكن تدخل الوسطاء للصلح بين المنتج وشكرى سرحان الذى فسر له ما حدث واعتذر عن تأخره، وبعد عناء سامحه المنتج وتم استئناف العمل، وظل الفنان الكبير يذكر هذه الواقعة طوال حياته كلما مر عليه العيد.