د . محمد عطا الله نائب رئيس جامعة نيويورك و رئيس رابطة العلماء المصريين بكندا وامريكا لـ " صوت بلادى " العلم هو قاطرة النجاح و المستقبل... على مصر زيادة ميزانية البحث العلمى كجزء من الموازنة العامة للدولة

د . محمد عطا الله نائب رئيس جامعة نيويورك و رئيس رابطة العلماء المصريين بكندا وامريكا لـ " صوت بلادى " العلم هو قاطرة النجاح و المستقبل... على مصر زيادة ميزانية البحث العلمى كجزء من الموازنة العامة للدولة
د . محمد عطا الله نائب رئيس جامعة نيويورك و رئيس رابطة العلماء المصريين بكندا وامريكا لـ " صوت بلادى " العلم هو قاطرة النجاح و المستقبل... على مصر زيادة ميزانية البحث العلمى كجزء من الموازنة العامة للدولة

 

 

حوار : جاكلين جرجس

 

أصبحت الحاجة لزيادة البحوث العلمية تزداد يومًا بعد يوم لدعم الاقتصاد المعرفي الذى يسهل التعلم و يدفع بعجلة التطويرويزيد الوعي، إما عن طريق تصحيح المفاهيم أو بإثبات النظريات أو بتقديم الإكتشافات الجديدة في شّتى المجالات العلمية توفيرًالظروف أفضل لحياة الإنسان ،لذلك نجد أن الحكومة المصرية وضعت خطط جديدة للارتقاء بالبحث العلمى، فحصلت 19 جامعة مصرية  فى عام 2018 على مراكز متقدمة ضمن تصنيف التايمز البريطانى من بين أفضل 1200 جامعة ، بعد أن كان عددها 9 جامعات فقط ، مما يؤكد على حرص الدولة على إطلاقالمبادراتالتيمنشأنهاتطويرالمنظومةالبحثية،لدعمالصناعةالمصريةوتطويرها،وتنميتهابمايعودبالنفععلىالاقتصادالوطنيوالمجتمعككل؛لتحقيقأهدافالتنميةالمُستدامةورؤيةمصر 2030

و عليه احتفلت رابطة العلماء المصريين بأمريكا و كندا باليوبيل الذهبى على إنشاء الرابطة ، و اهتمت " صوت بلادى " بالتعرف على أهدافها و احلامها ما تحقق منها بما يخدم مصر.. و للإجابة على تساؤل ماذا نحتاج لنلحق بركب التقدم البحثى و العلمى العالمى ؟ و كيفية الربط بين علماؤنا بالخارج و وطنهم الأم للدفع بعجلة التنمية و الاستثمار و وضع مصر فى مكانتها العلمية الأصلية، كان لنا هذا الحوار مع د . محمد عطا الله نائبرئيسجامعةنيويورك و رئيس رابطةالعلماءالمصريينبكنداوامريكا .

 

و إليكم درر الحوار :

 

 

• مصر لديها مساعى قوية و جادة فى مجال الطاقة الشمسية و لم يتم استثمارها بشكل كامل حتى الأن 

• مهم جدًا لمصر أن يكون أسماء باحثينا و علماؤنا على قاعدة بيانات  " Scopus "

• خلال الخمسون سنة الماضية أنتجنا مشاريع بحثية مشتركة استفادت منها مصر بشكل فعال 

• على الدولة تشجيع المؤسسات الصناعية الكبرى لدعم و تمويل البحث العلمى  

• التصنيع سيدفع عجلة الاستثمار إلى الأمام بقوة 

• لدينا تعاون وثيق بين الرابطة و المؤسسات فى مصر 

• نطالب أن يكون لنا مظلة أو كيان يتبع رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء 

 

 

 

• سيادتك متخصص فى الهندسة المدنية والتنمية المستدامة والمبانى الخضراء والطاقة المتجددة و هى من أهم الموضوعات التى تتناولها خطة مصر للتنمية الشاملة 2030 ... فما هى مقترحاتكم للفترة القادمة لزيادة التنمية و الاستفادة من الطاقة الخضراء و ما هو تقييمكم للمساعى المصرية فى هذا الملف ؟ 

بالطبع مصر لديها مساعى حديثة فى هذا الإتجاه لكن لازال لدينا فرصة فى المزيد خصوصًا فى مجال الطاقة الشمسية و هو مجال متميز جدًا لم يتم استثماره بشكل كامل ؛ فمثلا لدينا المجتمعات العمرانية الجديدة و المبانى الموجودة فى الساحل الشمالى نستطيع استخدامها فى عمل سخانات شمسية للمياه و هذه الفكرة لم تتطور بعد فى مصر ، و أجد أننا نستطيع أن نقوم بتصنيع هذه السخانات محليا بحيث تكون تكلفتها أقل و تزيد المردود بالنسبة لسخانات المياه و أيضًا الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء فبالرغم من إنشاء مزرعة توليد شمسى فى جنوب مصر و هى الأكبر فى العالم ؛لكن مع هذا لازال فرصة كبيرة جدا لاستغلال المساحات الكبيرة لدينا و تصنيع الخلايا فى مصر بدلًا من استيرادها من الخارج مما يزيد من تكلفتها ، لذلك علينا البدء فى إتخاذ خطوات جادة نحو التصنيع سواء للخلايا الشمسية أو سخانات المياه و هو ما يتجه نحوه العالم كله .

 

 

• لمزيد من التوضيح كيف يتم الدمج بين الطاقة الشمسة و صناعات أخرى و ما هى أوجه الاستفادة ؟

لدينا أمثلة كثيرة نستطيع الدمج فيها بين توليد الخلايا الشمسية و صناعات أخرى ، فمثلا : فى المزارع نستطيع الاستفادة من الخلايا الشمسية فى توليد الكهرباء و فى نفس الوقت نستطيع الاستفادة من المخلفات فى توليد غاز الميثان الذى نحتاجه فيحدث تكامل بين الاثنين مع بعضهما فتصبحالمزرعة مكتفية ذاتيًا من الكهرباء .

و أيضًا فى الجراجات نحتاج إلى التوسع فى استخدام السيارات الكهربائية ببطاريات الليثيوم التى تستخدم الشواحن و يمكن أن يتم شحنه باستخدام الطاقة الشمسية فتصبح منظومة متكاملة نستفيد من خلالها بتقليل عادم السيارات و التلوث و الاحتباس الحرارى داخل مصر ،لذلك يتطلب الأخذ فى الاعتبار أهمية الاتجاه نحو تصنيع الخلايا الشمسية و بطاريات الليثيوم و هو ما يتجه نحوه العالم كله و علينا أن نبدأ من حيث ينتهى العالم .

 

 

• بصفتكم رئيس رابطة العلماء المصريين للمرة الثانية نود تعريف القراء بالرابطة و تاريخها و من هو صاحب فكرة إنشاءها ؟

الهدف الرئيسى للرابطة هو خلق نوع من الألية التى تسمح باستمرار تبادل الخبرات العلمية و التنمية بين العلماء و تم تأسيسها منذ عام 1973 بمبادرة من الرئيس السادات وهو أول من نظم مؤتمر للمغتربين بالخارج و كانت سعادة غامرة للكيانات فى اوروبا و فى امريكا الشمالية ،و كان اسمها رابطة العلماء المصريين لأمريكا و كندا ، و التى اسسها الاستاذ د . محمد الوكيل رحمة الله عليه استاذ الهندسة النووية بجامعة ويسكانسن ، و هو الرئيس الأول للرابطة و منذ هذا التاريخ تعقد المؤسسة مؤتمر سنوى فى الولايات المتحدة و كندا أو فى مصر و من خلال هذه المنظومة يتم تبادل الآراء و الافكار الهندسية و العلمية بين علماء المصريين بالداخل و زملائهم بامريكا و كندا .

 

 

• ما هى سبل التعاون و المشاركة بين الحكومة المصرية ورابطة العلماء المصريين بالخارج للاستفادة من خبراتهم و ربطهم بوطنهم الأم ؟

بخلاف الخمسون مؤتمر الماضيين هناك تعاون وثيق بين العلماء و الحكومة وهو أحد أهم أهدافنا أن يكون هناك نوع من التعاون و الاستمرارية من خلال المؤسسات المختلفة،و عليه لدينا تعاون خلال العام بين الرابطة و بعض المؤسسات فى مصر منها مكتب المستشار الثقافى لمصر و الولايات المتحدة فى واشنطن و مكتب المستشار الثقافى لمصر فى كندا فى مونتريال و وزارة التعليم العالى و اجهزتها و وزارة الكهرباء و الصحة و وزارة الانتاج الحربى و بالطبع وزارة الهجرة كانت شريك قوى فى تنظيم اللقاءات و على مر السنوات كان التعاون الأكبر مع وزارة التعليم العالى ، كذلك التعاون القوى مع اكاديمية البحث العلمى و المركز القومى للبحوث والجامعات الحكومية و الأهلية و الخاصة ، وهناك برامج كثيرة للمشاركة مثل برنامج جسور .

 

 

• و نحن نحتفل باليوبيل الذهبى للرابطة ماذا كانت احلامكم فى البداية و ما تحقق منها ، و ما هى أهدافكم فى المرحلة المقبلة ؟

احلامنا فى البداية كانت متمثلة فى خلق آلية لدوام التعاون بين علماء المصريين فى امريكا و كندا و علماء الداخل فى المجالات المختلفة و أكبر قوة تعاون بيننا كانت فى الابحاث الهندسية و الطبية و العلوم و الاقتصاد و الزراعة و التغذية 

فما تحقق خلال هذه السنوات أدى إلى انتاج مشاريع بحثية مشتركة استفادت مصر منها مثل أبحاث الفيروسات و الطاقة المتجددة و الطب و الهندسة و الأمراض الكبدية و البنية التحتية ، و تم استقدام الالاف من طلاب الدراسات العليا و الماجستير و الدكتوراه من مصر وحصلوا على منح للدراسة فى امريكا و كندا خلال الخمسين عاما الماضية و هذه المنح تكون منح شخصية لاستاذ فى امريكا و كندا فى الجامعة بيقدم على منح للجهات المانحة فى الجامعات بأمريكا و كندا و عندما تتوافر لديه الإمكانية المادية يستطيع أن يقدم هذه المنح لطالب يأتى للدراسة من مصر فطبعا عدد كبير جدًا استطاع الدراسة بهذه الطريقة و هذا العدد أصبح الأن أعضاء الرابطة فهم الرعيل الثانى و الثالث الذى سمح باستكمال الفكرة و استمرارها لهذا الكيان و تسليم الراية لبعضهم البعض ، أما بالنسبة لأحدث تعاون كان هناك درجات علمية مشتركة تم إشاءها فى جامعة العلمين و الجلالة و التى شارك فيها أستاذة مصريين من أمريكا و كندا 

بخصوص أمالنا و طموحاتنا ، نتمنى و نطالب أن يكون لنا مظلة أو كيان يتبع رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء بحيث يكون هذا الكيان مستمرا بشكل دائم و قوى فبالرغم من كل هذه النجاحات إلا أن الأداء و الإنجاز متغير أحيانًا يكون قوى و أحيانًا أقل قوة على حسب الظروف ، و نأمل أيضا أن تؤخذ فى فكرة التصنيع مأخذ الجد و نستفيد من افكار الأبحاث و تصنيعها فى مصر مثل البطاريات و الواح الطاقة الشمسية وغيرها و نتمكن من تصنيعها أو تصنيع مكوناتها أو حتى تصنيع أجزاء منها بحيث نستطيع استكمال المشاريع ، كما نحتاج إلى أن يتم زيادة ميزانية البحث العلمى كجزء من الموازنة العامة للدولة بحيث يتم إتاحة فرص أكبر للزملاء لزيارة امريكا وكندا و يتعلموا و يستفادوا من المشاريع التى نعمل عليها هناك .

 

 

• ما هو مؤشر  “SCOPUS ” الدولى ، و ما هى معايير إنضمام العلماء له ،و كم عالم مصرى منضم إليه حتى الأن؟ 

 " Scopus "هى قاعدة بيانات لأفراد الباحثين و للمجلات العلمية بحيث يكون لها مستوى معين معترف بيه و هو ما يفيد الحالة العلمية و يكون لكل باحث رقم و يكون معروف نشاط و عمل كل باحث و كذلك الابحاث العلمية ، بالطبع مهم جدا لمصر أن يكون باحثينا و علماؤنا موجودين على قاعدة البيانات حتى وإن كان العدد الأن ليس كثيرًالكننا نأخذ خطوات جادة فى هذا الإتجاه بمساعدة أعضاء الرابطة و مشاركتهم الفعالة .

 

 

• فى رأيكم أيهما أسهل نبوغ المصريين بالخارج أم الداخل ، و ما ينقصنا لخلق جيل جديد من العلماء ؟

يعتمد فى ذلك على ما تم تأسيس الباحث أو الطالب المصرى عليه منذ البداية ، فالمصرى الذى ينبغ بالخارج يكون من الأساس و هو فى الداخل معتاد على العمل الجاد والالتزام أكثر من الطالب فى الخارج فطلاب الدراسات العليا فى امريكا و كندا يكون معظمهم من المهاجرين و خاصة المصريين بسبب قدرتهم على البذل و العطاء كما أن الإمكانيات عليها عامل مهم ففكرة تمويل البحث العلمى فى امريكا و كندا بالتحديد يتم صرف مبالغ كبيرة جدا عليها مما يسمح بتوفر المعدات و الإقامة للباحثين فتساعد على مخرجات علمية قوية ، لذلك من الهام أن نتمكن من تمويل جيد للبحث العلمى .

 

 

• حدثنا عن دور المؤسسات الصناعية و القطاع الخاص فى تمويل البحث العلمى ؟ 

البحث العلمى فى الخارج يقوم جزء كبير منه على التمويل من خلال الصناعة  و المقصود بها الهيئات الكبرى و شركات المقاولات و الشركات الاستثمارية كل هذا يندرج تحت كلمة الصناعة و هى تستطيع أن تمول البحث العلمى بشكل كبير جدا  لذلك علينا أن نشجع على الدمج الصناعة فى مشاريع الأبحاث العلمية .

 

 

• من خلال خبراتكم كيف ترون مصر إذا استفادت من كل ذى علم بالخارج ؟ 

ستكون مصر فى مكان أفضل بكثير و نحن نأمل ذلك خاصة و أنها تعتمد فى خطتها الحالية و المستقبلية على العلم و هو قاطرة النجاح و المستقبل فإذا استرجعنا كل الخبرات من الخارج فذلك سيساهم من تطوير الاقتصاد المصرى و البنية التحية بشكل كبير جدًا .

كذلك أعتمادنا على التصنيع بدلا من الاستيراد و الاعتماد على المنتجات المحلية و تطوير بعض المنتجات و لدينا بالفعل العديد من الابحاث و الأفكار التى تدعو إلى ذلك و يمكننا أن نستفيد من خبرات العلماء لتقوية التصنيع لدينا كل ذلك سيضع مصر على الخريطة العالمية و سيكون لدينا عائد اقتصادى أفضل فعندما يكون هناك تطور فى جهة أو مجالات معينة يؤدى إلى جلب شراكات مع دول أخرى فلو مثلًا أصبحت مصر مركز علاجى فبالطبع سيدفع بعجلة الاستثمار بقوة إلى الأمام .

 

 

• هل ترون أن الإعلام المصرى مقصر فى التعريف بنوابغ المصريين بالخارج ؟

للأسف – الأعلام لا يقوم بتغطية أبحاث و مشاريع العلماء بالخارج بشكل كافٍ ، إلا من الصحفيين المختصين ببعض الوزارات مثل وزارة الهجرة أو وزارة التعليم العالى يقومون بتغطية المؤتمرات ، لكن ما نحتاج إليه على أرض الواقع تغطية إعلامية قوية على العلماؤنا أثناء تواجدهم فى مصر ، فأحيانًا مؤتمر علماء المصريين بالخارج لا يحظى بتغطية إعلامية كافية إلا من خلال دعوتنا لبعض الصحفيين لحضوره و تغطيته ، صحيح هناك برنامج أو اثنين على الفضائيات مختصين عن العلماء بالخارج ، لكن بالطبع نحتاج أن يكون للإعلام دور أقوى من ذلك بكثير لتسليط الضوء على العلماء فهناك عد كبير من الزملاء يحضر إلى مصر لمقابلة المتعاونين معهممن الباحثين فى مصر و يتم التعاون معه بالفعل و تكون مشاركة فعالة جدًا و هادفة .... لكن أين الإعلام من ذلك ؟ 

فالغاية المثلى ليست تغطية الخبر بل أن يحدث تشجيع للعالم و الباحث للخروج بنتائج و مخرجات قوية و من ثم يتحول إلى فكرة بحثية اعمق و حتى نتمكن من تطوير الأفكار البحثية داخل مصر مما يساهم فى عملية التصنيع فيما بعد . 

 

 

• نصيحة توجهها لشباب الدارسين و الباحثين بالخارج ؟

نصيحتى لشباب الدارسين تقوية الصلة بينهم و بين مصرو التركيز على الدراسة بشكل قوى و على النشر العلمى أى أن يقوم الخريج أو الباحث بنشر  على الاقل 4 أوراق بحثية  مما يضعه على الخريطة و أهم شىء أن يحافظ على الصلة القوية بينه و بين مصر بلده الأم ، فسواء قرر الباحث  أن يعود إليها و يساهم بعلمه فى الداخل أو يستمر فى البحث عن فرصة عمل فى الخارج عليهأن يحافظ على هذه الصلة ليفيد بلده بعلمه ، و أيضًا أن يفيد جامعته فى أمريكا أو كندا فهذه الجامعات تحافظ و تفضل هذا النوع من التعاون فخطتها الاستراتيجية  هى الحفاظ  على التدوير أى أن تكون جامعة دولية و أن يكون هناك تعاون دولى و أن يكون هناك درجات علمية و أبحاث مشتركة بينهم و بين دول العالم سواء فى الشرق الأوسط و الشرق الأقصى أو أوروبا و الصين و الهند و باكستان وايران و بالتاكيد مصر .