يوميات الوقت الرماد بقلم البشير المشرقي

يوميات الوقت الرماد بقلم البشير المشرقي
يوميات الوقت الرماد بقلم البشير المشرقي
 
 
عقارب الساعة
تعدو
الوقت يمر
والمطر ينزل
رذاذا
في القلب
هشيم من
الذكريات
الروح ظمأى
والأشواق نار
والأحبة غائبون
والوطن ينأى
مقهى حزين
كيوم شتاء
وانا والنادل
وبعض الساهرين
سيجارة
وقهوة باردة
والراس يغلي
والذكريات
جحافل
انظر من النافذة
المطر مازال
يهطل
والرياح تهدر
والقلب حزين
لا قمر يزين
وجه الليل
لا نجوم
لا ندامى
ولا طير يهدهده
النوم في
الوكنات
اهفو لميناء
بعيد
لنخلة في
العراء
لصفصاف بلادي
لزنبقة
تغربت
في الوهاد
لطفولة ضاعت
لشباب تولى
لكهولة مضت
وزمهرير قادم
أهفو لعينيك
ارجوحة وملاذا
للبحر الثائر
لضفاف هاربه
لقوارب عائمة
في الضباب
لوجه امي
أضعته من زمان
لشجرة اللوز
الوارفة
في حينا القديم
لمنزل الطفولة
والشباب
لتجاعيد
في جبين أبي
لكل السهرات
الجميلة
تحت ضوء القمر
للصيف المبلل
بالشذا
قضيناه
طيورا
تغني على
أغصان الخميل
اهفو للعشايا
المائسة غب
الأصيل
للعطور الفواحة
هبت
قادمة من
مدن الشاق واق
فيا أيها الوقت
آنتظرنا
ولا تسرع خطاك
فلنا احباب طيبون
وأصدقاء قدامى
نلتقيهم على
غيمة من
حنين
الوقت الآن
سهد
وقوافل من
أشواق صاهلة
في الفؤاد
أين الروض
المتسربل
بالشذا
أين اسراب القطا
والحمام الساجع
اين مجالسنا
النابضة بالدفء
أين الدار القديمة
وبقايا من عطور
الشباب المنقضي
أين السنديانة
والدالية
وشجرة البلوط
كنا نستظل
بها وقت
الهجيرة ؟ 
ضاعت الفصول
والثنايا غامت
والعطور ما عادت
ناطقة بالذكريات
فات الصيف
فاتت دقائقه
والأغنيات
أين النسائم المائسة
والعطور العائدة
والحساسين الشادية
والمياه الهامسة
والأصائل المبللة بالشذا
أين المجالس العامرة
بالأشعار
أين القمر المتجلي
والنجم الساهر
أين بوح الموجة
للشطآن ؟
تغيم الثنايا الآن
تضيق الأرجاء
ألوذ بعينيك فاتحة
وآنتهاء
ادلج في عباب اللون
افتح بوابة للحنين
وأكتب القصائد المترعة
بالشوق
أهفو لصيف فات
بكل الأشذاء والذكريات
أتداعى على أعتاب ذكرى
عائدة
لا نجم معي يسهر
لا قمر
لا أحباب !