الإنسان أيقونة الجمهورية الحديثة بقلم جاكلين جرجس

الإنسان أيقونة الجمهورية الحديثة بقلم جاكلين جرجس
الإنسان أيقونة الجمهورية الحديثة بقلم جاكلين جرجس
 
 
 معلوم أن المجتمعات تتشكل من خلال مجموعة أفراد منتظمة في إطار مؤسساتخاضعة للقوانين التي تنظم علاقات الأفراد والمؤسسات فيما بينها، فدراسة الظاهرة الإنسانية لابد أن تأخذ بعين الاعتبار البعد السوسيولوجي للفرد، الذي لا يكون إلا كما أرادت له التنشئة الاجتماعية أن يكون ، والمجتمعات الحديثةتهتم بصناعة الإنسان الحر الذي يصنع مجتمعًا مترابطًا متقدمًا؛ لكن على ما يبدو أن إنسان زمانناهذا تغير ازدادغطرسةً وقسوة تحول قلبه النابض من لحم و دم إلى مضخة كُرهٍ وحقد فبدأ يدمر ويحرق،ويشعل الفتن والحروب هنا وهناك،ويستقوي على الضعيف معطيًا لنفسه الحق بإصدارالأحكام منصبًا نفسه إلهاً ؛متناسيًا فى غفلة الزمن الهدف الأسمى من الحياة أن تكون أخلاقه نبتة صالحة،متعاونا خيراً،قوياً في الحق جسورًا فى مواجهة الشر ،و لأن التركيبة الإنسانية معقدة فقد سطر عنهاالفلاسفة فى الكتب و المجلدات خاصة أن الإنسان هومحورالارتقاء والنماء فى أى مجتمع وهو حجرالأساس لأي مشروع حضاري حتى وإن اختلفت رؤى الفلاسفة إلا أنها تتفق على مبدأواحد ألاوهو:أن بناءالإنسان هو نقطة الانطلاق في بناء أيّة حضارة وهوضمانها وطوق النجاة لأى مجتمع يسعى للتقدم و الحداثة ليكون فى مصاف الدول المتقدمة،من المؤكد أن المجتمعات تتغير و شخصيتها تختلف باختلاف البيئة و الثقافة و المنطقة الجغرافية و المراحل الاقتصادية و السياسية التى تمر بها البلاد و يتأثر بها العباد ؛لذلك يحدث التغيير الاجتماعى و يّعرف المفكرون النظرة العامة لماهية التغيرالاجتماعي أنه كل تغير يطرأ على البناء الاجتماعي في الوظائف والقيم والأدوارالاجتماعية خلال فترة محددة من الزمن،وقديكون هذا التغير إيجابياً أي تقدماً وقديكون سلبياً أي تخلفاً،وقديكون سريعاً ومفاجئاً أوبطيئاً وتدريجياً أوزيادة أونقصان ... أي ليس هناك من اتجاه أونمط محدد للتغير الاجتماعي .
و فى تأملنا واقع الشخصية و المجتمع المصري – على سبيل المثال – نجد أن العناصرالمشاركة فى بنيته تتميزبالتنوع،هذاالتنوع أنتج شخصية أكثرعمقاً وأكثرامتلاكاً بقدرة تكيفية عالية،خاصة مع وجود التنوع الجغرافي،وتعدد الدين والثقافة وطبقات التاريخ الحضارى الأمرالذى أدى إلى تنوع المخرجات فأصبحت الشخصية المصرية قادرة على تقديم مواقف وسلوكيات متنوعة؛ إذن فما طبيعة التغيرات التى اعترت بنية الثقافة المصرية و عليه حدث التغيير و التحول فى الشخصية المصرية ؟
    أن الشخصية المصرية لديها مخزون حضارى عريق،وبالتالى فإن البحث فى جوهر الشخصية القومية المصرية له أهمية من أجل استقراء السمات الأساسية لها وملامح التغييرالتى طرأت عليها ،يبدوجليًا أن تردى الأوضاع المجتمعية فى مصريعودإلى أسباب عديدة وملاحظ أنها تفقد تماسكها وقوتها،إلى جانب أنها تعاني من تآكل مناعتها الثقافية،وقد نتج عن ضعف الثقافة عدم القيام بدورها في ضبط التفاعل الإجتماعي،وتوجية سلوكيات البشرفي مختلف مجالات الواقع الاجتماعي، و بالعودة لأسباب هذا التغيير الحاد نجد أن تغيير النسق القيمى فى المجتمع المصرى منذ السبعينات و الثمانينيات ،أدى إلى بروز القيم الفردية حين اتجهت سياسة الدولة إلى الانفتاح،و ظهور الشركات والبنوك الخاصة الأجنبية فإزدادت مؤشـرات التميز الاجتماعي،و ازداد معه طموح الأفراد واتجهت الأنظار للعمل في القطاع الخاص والاجنبي،الذي يدر دخلاً أعلى ومكانة أرفع،مما ساعد على ظهور قـيم مثل إحلال الولاء محل الكفاءة في العمل، كما ساهمت الهجرات في زيادة دخول فئات كثيرة سعت إلى تغيير مراكـزها في السلـم الاجتماعي وزيادة حدة الطموح الاستهلاكي،وحرص هؤلاء على إثبات التميـزالاجتماعي،مما ساعدعلى ظهورالمُـباهاة الاجتماعية والنهم في اقتناء الغالي والثمين،والتعالي والأنانية،وهوماكان له دورفي ظهورالفساد بأشكاله المختلفة وبروز قيمة "الفهلوة" وانتهازالفرص.
و لا يخفى علينا أن التدين الشكلي داعم اساسى لتلك المظاهر والقيم  السلبية و هو يعد سمة أصيلة فى مجتمعنا،فضلاًعن الازدواجية بين التمسك المفرط بالعبادات دون أن ينعكس ذلك على المعاملات،ويبدوأنالسمة الأهم في هذاالسياق هى نزعة التشدد الديني،وانتشارمظاهره في الشارع المصري متمثلة في المبالغة في المظاهرالدينية على نحولم يألفه المصريون من قبل،مماأفضى إلى توترات عديدة شهدها المجتمع ، و ازدادت مع الهجرة إلى بعض دول النفط،مما أدى إلى حدوث تغيرات فى نمط الاستهلاك فى الأسرة سواءفى الريف أوالحضرمحاكاة لنمط الاستهلاك في هذه المجتمعات وبالتالى نتج عنها الكثير من أشكال الصراع والتفكك الأسري،و انتشرت بشكل قوى الثقافة الاستهلاكية حيث أصبحت القيمة المادية للسلع الاستهلاكية رمزاً للمكانة الاجتماعية التى يتسابق أفرادالمجتمع على اقتنائها،كماتراجع تقيم العمل المُنتج مقابل صعودالقيم المادية التي تحث على تحقيق الثراء السريع بأسهل الطرق،مما كان له بالغ الأثر على عادات الأسرة،مثل شيوع نمط الوجبات السريعة التى أصبحت،في كثيرمن الأحوال،البديل للطعام المنزلي،وافتقرت للمناخ الاجتماعي و التجمع العائلى المعهود وإشباع الحاجات النفسية والعاطفية والاجتماعية، فتحولت البيوت إلى ساحات عنف وغضب وإراقة للدماء،و حل محل الترابط و صلة الرحم و المحبة و العطاء جرائم القتل داخل الأسرة وتعددت أشكالها مابين قتل أحدالزوجين للآخر،أوأحد الأبناءأوجميعهم،أوأحدالوالدين،كمااختلفت الأسباب الدافعة لها،و مما زاد الأمور سوءا السعى المتواصل نحو الارتفاع بالمستوى المعيشى بسبب الضغوط الاقتصادية التى تتكبلها الأسرة فتراجعت السلطة الأبوية وآليات الضبط الأسري حيث انخرط الأباء فى مزاولة أكثر من عمل لتلبية احتياجات اسرتهم و تطلعات الأبناء المادية،ونتيجة لذلك زادت معدلات الانحراف والاضطراب بين الأبناء المفتقدين للرعاية الأبوية و وقعوا فى براثن الأدمان و ما يتبعه من سلوكيات العنف داخل الأسرة و المجتمع ككل،وبدا واضحاً عبرالسنوات الأخيرة تغيرأنماط ومعدلات الجرائم في المجتمع المصري،فإتخذت أشكالاً أكثرعنفاً،كما ظهرت أنماط مستحدثة من الجرائم المعلوماتية والجرائم المنظمة والإرهاب؛وهومايخالف سمة التسامح والاعتدال المعروفة عن الشخصية المصرية  إلا أن العامل المشترك فى كل الحوادث أدى إلى صدمة الشارع المصري .
- مع الأسف - لقد فرض واقعنا المعاصر سياقاً جديداً،فلم نجد أنفسنا أمام الصفات الإيجابية المعروفة عن المصريين الذين يتسمون بالشهامة والتسامح وغيرها،بل تم احلالها و استبدالها بسيل آخر من الصفات السلبية وعلى مايبدو أن الشخصية المصرية ستشهد تغيرات أخرى في المستقبل خاصة مع انتشار القنوات الفضائية وتنوع المحتوى الذي تقدمه،مع اتجاه العديد من الأسرلإقتناء أكثر من جهاز تليفزيون لاستقبال هذه القنوات بحيث تلبي الرغبات المتباينة لأعضاء الأسرة لمشاهدة المحتوى المفضل لكل منهم مما أدى إلى مزيد من الانعزال بينهم،وأصبح الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى شريكاً مباشراً للأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية،وقد يكون في بعض الأحيان شريكاً سلبياً،لأن التنشئة الاجتماعية التقليدية التي تقوم بها الأسرة تعمل وفق نظام اجتماعي مرتبط بالدين والعادات والتقاليد،أما التنشئة الاجتماعية الناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي فهى تنشئة هجينة من ثقافات متعددة لايمكن تقنينها أو وضع ضوابط لها أوالسيطرة عليها بسبب التأثيرات الفاعلة والمباشرة للإعلام الاجتماعي على الفرد في عالم افتراضي مفتوح على كل الاحتمالات.
نحن الأن أمام تحدى كبير يحتاج إلى تكاتف كل مؤسسات الدولة و القوة الناعمة فى مصر على رأسهم وزارة الثقافة وتليها المؤسسة الدينية ثم الإعلام،و كل اشكال القوة الناعمة،عليهم أن يعملوا بشكل متناغم و متوازن ليشكلوا مايسمى بـ"الوعي المجتمعي" لننجو بأولادنا و نصل بهم إلى بر الأمان قبل أن تنفجر فى وجوهنا تلك القنبلة الموقوتة المتمثلة فى جرائم القتل الأسرى و التى تُشكل من ربع إلى ثلث إجمالى جرائم القتل وهومعدل ضخم للغاية،لما له من مشكلات اجتماعية خطيرة وشهدت الفترة الأخيرة ازديادًا في عدد الجرائم الأسرية بشكل يدفعنا إلى دّق ناقوس الخطر.
و بالرغم من تواجد أجهزة التليفزيون فى كل البيوت يظل دور الدراما باهتًا و سلبيًا ، اللهم إلا عدد قليل من المسلسلات التى قدمت أعمالًا تاريخية و عسكرية جادة بخلطة درامية ملحمية تسمح دون مواعظ أودعايا بتنويرالرأى العام ؛ لكن أغلب المسلسلات و الأفلام باتت و كأنها تدعم مظاهر العنف و الجريمة داخل المجتمع فهى تعكس واقعًا سلبيا معاشًا فيه شكل من أشكال الجريمة والبلطجة والتعديات مما يعُد انتهاكًا لقيم المجتمع لأن كل تلك المشاهد تُشكل في وعي المواطن مشكلة خطيرة وهي" اللامبالاة "كأن مشاهد العنف و الدماء أمور عادية لا تقشعر لها الأبدان ؛ مماأحدث نوعاً من الخلل القيمي لدي الشباب إلى أن أصبحت معادلة عصية التحليل فكلما زادت النماذج الأخلاقية السلبية فى الاعمال الفنية زادت النماذج المادية السلبية فى المجتمع  ،لذلك علينا إحلال تلك المعادلة السلبية بأخرى إيجابية من خلال تزويد المشاهد بمعلومات حقيقية و تقديم نماذج إنسانية يحتذى بها فيصبح  للدراما دورايجابيًا في تكوين أراء الشباب و استراجاع القيم الجميلة التى نشأنا عليها .
    أما فى إشكالية التحول الرقمى و المعلوماتى و التكنولوجى القوى و المتسارع نجد أننا أمام سلاح ذو حدين سلاح العلم و المعرفة والانفتاح على الآخر مما جعل العالم كأنه قرية كونية رقمية تنتقل فيها المعلومات إلى جميع أنحاءالكرة الارضية في أجزاء من الثانية،واعتبر أن التكنولوجيا الحديثة غيرالمقننة أخلاقيًا هي المشكلة الأكبرلأن المجتمع لم يضع معاييرأخلاقية لوسائل التواصل الاجتماعي وهوالأمرالذي جعل المعاييرالمجتمعية للقيم والأخلاق تتناقص،فحدث تصدع فى بنيان المجتمع المصرى الحديث ؛فعلينا إتخاذ مسارات أمنة لمعايشة الطفرات التكنولوجيا الجبارة دون فقدان الهوية المصرية، علينا التمييزفى موروثنا بين " الثوابت والمتغيرات " ،ومن ثم يكون الانطلاق من تراث الأمة باعتباره طاقة تشحن أبنائهابـ " الكبرياءالمشروع " الذى يعينهاعلى مواجهة التحديات المعاصرة وإنجازمشروعها الحضارى الخاص بها ومن ثم النضال من أجل الحفاظ على نقاء الهوية الحضارية للأمة إنه طريق المحافظة على السمات التى تمثل البصمة الثابتة فى شخصية هذه الأمة وحضارتهاخاصة كل ما هومتعلقا بالقيم والعقيدة،وروح الحضارة،وثقافة الأمة ، مع المحافظة على فتح نوافذ العقل على مختلف الحضارات،مرتكزين على " المرجع القيمى والأخلاقى" كأساس لقيام هذه الحضارة علينا أن نستند إلى المداخل التالية: المواطنة والانتماء،وعلمية المنهج،وعالمية الوعى،وهذه المداخل فى جملتها تقوم على وعى أبناءالمجتمع بمسئوليات "الدور والمكانة " لمصرعلى المسرح الحضارى العالمى.
لذلك أصبح لزامًأ علينا تدارك تلك الأخطاء سريعًا ومحاولة التغيير الإيجابى لإستعادة الشخصية المصرية و مكانة و هوية مصر التى تم تشويهها من خلال :التغيرالاجتماعي والتطور، التغيرالاجتماعي والتغيرالثقافي،التغيرالاجتماعي والبناءالاجتماعي ؛ و لأن أى تغيير يمر بمراحل عدة فنحن الأن فى مرحلة التحدى و هى نقطة البداية في عملية التطور وتتم من قبل المجتمع التقليدي ويزداد التحدي كلما تمسك المجتمع بقيمه ، وبعدها تأتى مرحلة الانتقال: وهي مرحلة الانتقال من الافكار التقليدية لافكار اكثر حداثة و تقدمية و فى بعض الأحيان تكون أفكارالتقليدين مشاركة لأفكارالتقدميين، و المرحلةالثالثة : هى تطبيق الأفكارالجديدةالجديدة و اخيرًا مرحلةالتمويل: وهي مرحلة إعادةالتنظيم الجذري للبناء المتغير من جميع جوانبه مما يؤدى إلى تقدم العلم في مجالات واسعة.
وهو ما نفذه و أوصى به السيد الرئيس السيسى عندما أتخذ خطوات جادة ليرسو بنا إلى شط الحداثة و التقدم فى جمهوريتنا الجديدة معتبرًا أن بناء الإنسان المصرى أولوية عمل الحكومة و أنه كنـز الأمة الحقيقي وهو جوهر" الجمهورية الجديدة"ويجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافيا ليستجيب لمشكلات الحاضر وتحديات المستقبل .
   فكانت البداية منذ تدشين البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة،وإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب،إلى جانب استراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030 و ما تضمنته من محاورعمل فيما يتعلق بالصحة والتعليم وتحسين الدخول،ثم تم البدء فى مشروع حياة كريمة مرتكزًا على توفير تنمية تنمية شاملة ترفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لأهالينا في الريف المصري من خلال المشروعات الجديدة التي يتم تنفيذها في المناطق الصحراوية،أوعبرتطويرالمناطق القائمة،والتي كانت تعاني من الإهمال لعشرات السنين فجاءت أولوية البرنامج على العمل فى تلك المحاورالأساسية.
1- سكن كريم : ويتضمن رفع كفاءة المنازل،وبناء أسقف،وبناء مجمعات سكنية في القرى الأكثراحتياجًا،ومد وصلات مياه وصرف صحي وغاز وكهرباء داخل المنازل.
2- بنية تحتية: يشمل مشروعات متناهية الصغر وتفعيل دورالتعاونيات الإنتاجية في القرى.
3- خدمات طبية : يتمثل فى بناء مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها من معدات وتشغيلها بالكوادرطبية. إطلاق قوافل طبية وتقديم من خلالها خدمات صحية وأجهزة تعويضية.
4- خدمات تعليمية: بناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات وتجهيزها وتوفيرالكوادرالتعليمية و إنشاء فصول محوالأمية.
 5- تمكين اقتصادى : تدريب وتشغيل من خلال مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهيةالصغر مجمعات صناعية وحرفية وتوفيرفرص عمل.
 6- تدخلات اجتماعية وتنمية إنسانية و يتضمن هذا المحورتدخلات اجتماعية تشمل بناء وتأهيل الإنسان وتستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوي الهمم وكبارالسن ومبادرات توعوية،توفير سلات غذائية وتوزيعها مُدَّعمة،زواج اليتيمات بما يشمل تجهيزمنازل الزوجية وعقدأفراح جماعية،وتنمية الطفولة بإنشاءحضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات في الدورالإنتاجي وكسوة أطفال.
7- تدخلات بيئية : كجمع مخلفات القمامة مع بحث سبل تدويرها.. 
وكما ذكرنا فى بداية حديثنا أهمية دراسة الظاهرة الإنسانية و أخذ الاعتبار والبعد السوسيولوجي للفرد بعين الاعتبار للمساعدة فى تقويم و إصلاح المجتمع و مما يسهل الأمرأن احتياجات الإنسان ثابتة فى جميع الثقافات البشرية ولم تتغيرعبر فترات الزمن بينما الذى يتغير هي الاستراتيجيات التي من خلالها تُشبَع هذه الاحتياجات كما أوضحها عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو:  الحاجات الفسيولوجية ، حاجات الأمان ،حاجات الحب والانتماء،حاجات التقديرهذا النوع من الحاجات له جانبانجانب متعلق باحترام النفس.. أو الإحساس الداخلي بالقيمة الذاتية ،والآخر متعلق بالحاجة إلى اكتساب الاحترام والتقدير من الخارج ثم حاجات تحقيق الذاتو الحاجات العليالا يصل إليها الإنسان إلّا بعد تحقيق إشباعٍ كافٍ لما يسبقها من الحاجات الأدنى. وتحقيق الذات هنا يشير إلى حاجة الإنسان إلى استخدام كلّ قدراته ومواهبه، وتحقيق كلّ إمكاناته الكامنة وتنميتها إلى أقصى مدى يمكن أن تصل إليه ، وهذا التحقيق للذات يتضمن السعي نحو قيم وغاياتٍ عليا؛ مثل: الكشف عن الحقيقة.. والإبداع.. وتحقيق النِّظام.. وتأكيد العدل... مثلها في ذلك مثل الحاجات الأدنى إلى الطعام.. والأمان.. والحب.. والتقدير.. بعد تحقيق الذات يتبقى نوعان من الحاجات أو الدوافع، هما: الحاجات المعرفية، والحاجات الجمالية تشمل عدم احتمال الاضطراب.. والفوضى.. والقبح. والميل إلى النظام.. والتناسق.. أما الحاجات المعرفية وتشمل الحاجة إلى الاستكشاف والمعرفة والفهم .
لذلك يحتاج الإنسان إلى العلم و الثقافة فالعقل هو ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات و هو ما يجب تغذيته بشكل مستمر و من هنا يأتى الدور المحورى للمؤسسات التربوية و الثقافية وهو ما أنتبهت له حكوماتنا مؤخرافعملت على تحسين الخدمات التنموية بداية من التعليم كعمود أساسى فى بناء الإنسان،فأولت اهتماما خاصاً بالتعليم الفنى والتكنولوجى،و بدأت تفعيل مراكزالشباب وإعادة هيكلتها من الناحية الفكرية، العمل على الإكثارمن الندوات العلمية والبرامج التعليمية الهادفة، وجاءت رسائل التنوير هادفة و فى توقيتها السليم لتنمية الوعى من خلال تخصيص عدد ساعات يومية لبث المواد الإبداعية التي تنتجها وزارة الثقافة بمختلف قطاعاتها،و شملت حفلات موسيقية وغنائية،وأوبرات وباليهات عالمية،واحتفالات بالمناسبات قومية ودينية،وصالونات ثقافية،وأمسيات شعرية،ومعارض فنية،ومتاحف،وأفلام تسجيلية،وغيرها من المواد الإبداعية من خلال شبكة قنوات التليفزيون الوطني بمايجسد ويؤكد على التوجهات العامة للدولة بهدف الحفاظ على منظومة القيم والأخلاق والارتقاء بالذوق العام،ونشرالوعي بين جموع المواطنين،عن طريق المحتوى الذي يتميزبالتنوع والتعددالثقافي والفكري وبناءالشخصية المنتجة وإعادة الاعتبار لقيمة العمل الجاد والمتقن.
تلك المشروعات الثقافية التى شهدها قطاع الثقافة خلال 7 سنوات الماضية لم تكن هى الإنجازات الوحيدة بل تم الانتهاء من 96 مشروعًا إنشائيًا بخلاف الأنشطة والبرامج والمهرجانات والفعاليات بإجمالي تكلفة تخطت 1.9 مليون جنيه،إضافة إلى افتتاح 61 موقعًا ثقافيًا خلال الفترة بين عامي 2018 و2020 على مسارح محافظات الجمهورية،بخلاف 85 ألف نشاط ثقافي لتعزيزالقيم الإيجابية داخل المجتمع ومواجهة التطرف و110 آلاف نشاط ثقافي لتنمية المواهب ودعم المبدعين و28 ألف نشاط ثقافي لتحقيق العدالة الثقافية. وتم إعادةهيكلة الجهاز الإداري ومشروع التحول الرقمي وشبكة البنية المعلوماتية وافتتاح 20 موقع ثقافي على مستوى الجمهورية خلال الفترة بين عامي 2018 و2020 ، و كان لوزارة الثقافة دورًا ايجابيًا و فعالًا خلال جائحة كورونا التي ألزمت العالم بإجراءات صارمة،فأطلقت مبادرة"خليك في البيت ..الثقافة بين ايديك"،وذلك على قناتهاعبر يوتيوب،وسجلت 38.5 مليون زائر،تفاعل منهم وشاهد العروض 2.6 مليون مواطن بإجمالي عدد ساعات مشاهدة تخطى حاجزالـ190 ساعة ؛ كما أنضمت وزارة الأوقاف لرحلة التنوير بإصدارها سلسلة "رؤية"، التي تهدف لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة في ضوء الكتاب والسنة، واجماع العلماء، بعيداً عن الغلو والتطرف.
ولإن التغيير الايجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، فهي تشغل دور أساسي في بناء أسرتها ورعايتها لهم، من خلال ما يقع على عاتقها كأم من مسؤولية تربية الأجيال، باعتبارها شريك أساسى فى نجاح المنظومة المجتمعية و مشاركتها فى رحلة نضالها الكبرى سنوات تحكي تاريخ المرأة المصرية بدون تزييف أومزايدة،بداية من ثورة 1919 الشرارة الأولى التي تحررت بها المرأة وساعدتهاعلى اقتحام الحياة السياسية والكفاح م نأجل الوطن و حتى الأن فشهدت السنوات الماضية تقدما هائلا في ملف دعم المرأة وخاصة بعد إعلان "عام 2017 عاما للمرأة"،وإطلاق إستراتيجية تمكين المرأة 2030،اتساقا مع إعلان الأمم المتحدة أولإستراتيجية لتمكين المرأة منبثقة من إستراتيجية التنميةالمستدامة 2030،وكذلك تولي المرأة المناصب القيادية،فضلاعن التعديلاتالدستورية المقترحة لصالح المرأة،على المادة 102 من الدستور،والتي تستهدف ترسيخ تمثيل المرأة في مقاعد البرلمان،وأن يكون لها حصة لاتقل عن الربع ، وصولا للاهتمام بالأطفال والمُسنين،كما وجَّهت الدولة استثمارات ضخمه لتحسين منظومة الصحة،تجلَّت ثمارها فى مواجهه تفشى فيروس كورونا،إلى جانب تنفيذ مبادرة 100 مليون صحة،والقضاءعلى فيروس سى،والقضاءعلى قوائم الانتظار،وبدء تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل ،و من خلال تلك الرؤى و الجهود المبذولة  يظهر جليًا تضافر وترابط جميع أجهزةالدولة مع خبرة مؤسسات المجتمع المدنى ودعم المجتمعات المحلية في إحداث التحسن النوعي في معيشة المواطنين المستهدفين ومجتمعاتهم على حدالسواء تعزيزًا للحماية الاجتماعية لجميع المواطنين و توزيع مكاسب التنمية بشكل عادل توفير فرص عمل وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية فيتحول الشعب من ناقم على الحياة متشبعًا بقيم و عادات و ثقافات مغايرة عن ثقافة مجتمعنا إلى مدافع عن مشروع الدولة التنموي المطروح من قبل الإدارة السياسية و شريك أساسى و فعال فى عودة الهوية الغائبة و القيم المفقودة و نبذ القيم الدخيلة على مجتمعنا فى محاولة جادة لبناء إنسان جمهوريتنا الحديثة . 
المراجع : 
* " الشخصية المصرية فى مجتمع المعرفة " د . عبد الودود مكروم ،مركز دراسات القيم و الانتماء الوطنى. 2007
* "أثر استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة على أنماط الاتصال الأسرى فى مصر: دراسة مسحية مقارنة ، د. نرمين سيد حنفى ،جامعة القاهرة: كليةالإعلام, 2003
*الشخصية المصرية فى عالم متغير – العدد رقم 51 منفصلية "أحوالمصرية"  2006
* سوسيولوجيا التغير – في ماهية التغيرواتجاهاته الفكرية د.يوسف عناد زامل مجلة كلية التربية/جامعة واسط 2010
*التغيرات الاجتماعية والثقافية في المجتمع المصري د . ايمان مرعى، مركز الاهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية 
الوصف 
صحفية لا يوجد عضوية لنقابة الصحفيين ، نائب مدير تحرير جريدة صوت بلادى ، مدير مركز الثقافى القبطى بجمعية جامعة المحبة 
من انشطة المركز اقامة الندوات الثقافية و قررنا نبدأ بداية قوية و طبعا محضرتك شخصية رائعة و متكلمة و ملم بالاحداث الاقتصادية و الديموقراطية التى ففكرت اطل ممكن يكون فى دعوة للقنوات الدينية و صحفيين او لو حضرتك تحب تدعو اى قناة او صحفيين من اى جريدة سواء الاهرام و غيرها من الجرائد القومية 
و طبعا عند حضرتك حرية اختيار الموضوع و نقاطه الرئيسية و يفضل ان يكون بعيدا عن السياسة .