عادة قصاقيص بداية العام تجمع بين نهاية العام السابق وبداية العام الجديد؛ العام لا يرحل ببساطة ولا يأتي العام الجديد بسهوله؛ عام يحمل 365 يوما أو 366 يوما مثل هذا العام؛ كل يوم، بل كل ساعة تحملأحداثها؛ مفاجآت الأيام لا تنتهي.
تابع: خواطر في عيد الميلاد المجيد.
***************************
عودة ثانية إلى عيد الميلاد المجيد؛ بالنسبة لنا أي طائفة الأرثوذكس يأتي في السابع من يناير؛ أتابع خواطري عن عيد الميلاد المجيد التي كتبت بعضها العدد الماضي لمن يحتفل به في الخامس والعشرين من ديسمبر وأكملها في هذا العدد أيضا ونحن لا زلنا في شهر يناير وهو شهر الأفراح بالميلاد المجيد؛ ميلاد السيد المسيح.قدمت تهنئة في العدد الماضي للجميع بمناسبة عيد الميلاد المجيد ؛ أعيدها ثانية للجميع عامة ولمن احتفل بهذه المناسبة في السابع من يناير خاصة ومن باب الحسابات كان عيد الميلاد هذا العام في السابع والثامن من شهر يناير لأن العام الميلاديهذا العام ازداد يوما ؛ أكرر ثانية وثالثة وكلما كتبت عن مناسباتنا الدينية أنه يجب أن نفكر ولو بقليل من العقل لنعلم أنه لا معنى ولا شرط متعلق بأساسيات العقيدة يمنع توحيد العيد في جميع الطوائف لأن المعنى سيكون أكبر وأجمل؛ في عيد ميلاد السيد المسيح لا يجب أن تكون هناك العصبيات أو التحكمات ؛ المعنى ليس في تحديد اليوم بالضبط لكل طائفة حسب توقيتات أو حسابات أعتقد أنها غير ملزمة من الناحية العقائدية ؛ لكن المعنى في المناسبة نفسها التي هي أساس العقيدة المسيحية نفسها وهي ميلاد يسوع المسيح الذي أتى ليضع أساسيات العقيدة التي لا تخرج عن جوهرين لو سارت عليهما البشرية كلها لأصبحت الأرض جنة أرضية ؛ ليس عليها أو فيها القاتل أو المقتول الظالم أوالمظلوم الجائع أو المحروم؛ لا حروب ولا قتال ولا دماء ولا إرهاب دموي. جوهران أتي بهما السيد المسيح ؛ المحبة والسلام ؛ كعنوان كبير لما يجب أن يكون عليه الإنسان في فترة حياته ؛ يضمنان له حياة سعيدة على الأرض والطريق المفتوح نحو السماء في الآخرة ؛ كل كلمات وتعاليم وأعمال السيد المسيح في الفترة التي قضاها على الأرض لم تخرج عن المحبة والسلام ؛ ثلاث سنوات قد تزيد قليلا قضاها على الأرض يجول يصنع خيرا وما هو لب الخير سوى المحبة والسلام ؛ المحبة والسلام أشبع بهما تلاميذه وكل من استمع إليه وعرف معناهما ليكونا عنوانا للكرازة بعد ذلك ؛ يا ترى ماذا تبقى في العالم من محبة وسلام ؛ أعتقد أنه أقل القليل ؛ الحروب والمعارك وضعت البشرية بين شقى الرحى ؛ قلت المحبة فهرب السلام . نتطلع ونطلب من ملك السلام أن يرسل السلام والمحبة ثانية كما وضع أسسها وهو على الأرض وبددها من تصادقوا مع إبليس وفتح أمامهم أبواب الشر على مصراعيها ليخرج البشرية كلها عن رحمة الله. نرجو ونطلب من ملك السلام أن يرأف بالبشرية العاصيةويعيدها سريعا للسلامقبل أن تتفتت كل القيم والمبادئ تماما ويصعب لملمتها وتندمج القلوب والعقول في أقوى صداقة مع إبليس وأعماله وتصطبغخريطةالعالم كله بصبغة الدماء. أعتذر عن هذه الكلمات ونحن في عيد الميلاد المجيد لملك السلام؛ لكن عذري هو الأمل أن يأتي عيد الميلاد القادم والعالم يكون قد عرف المعنى الحقيقي لهذا الميلاد؛ ميلاد المحبة والسلام.
ثلاث لاءات يجب أن يُفَعِلها الرئيس.
***************************
لم أكن سأكتب عنها لولا أنها ممتدة من العام الماضي ولحقت بالعام الجديد؛ونأمل أن يُفعلها الرئيس بمعنى أن يجعلها العنوان الرئيسي لبدايةولاية جديدة له في الحكم نأمل أن تكون كلها مسيرة خير بالنسبة للشعب الصبور دائما وتنتقل به إلى مرحلة جديدة من الرضا المفقود الذي يبحث عنه منذ عام 1952 ولم يجده في أي فترة من فترات الحكم السابقة؛ أرجو أن يتحقق في هذه الفترة بعد اتضحت الرؤية تماما لكل الأسباب التي تعوق الرضا من الوصول إلى عامة الشعب وهم الأغلبية.
لا لغلاء الأسعار:بالتأكيد لا أقصد ارتفاعها أكثر مما وصلت إليه الآن؛ لأنها بلغت الذروة بالنسبة لشعب يبحث عن أساسيات المعيشة المعقولة؛ لكن الأمل كل الأمل أن تهبط ولو قليلا عن قمة برجها العالي الذي صعدت إليه بسرعة الصاروخ ومن الغريب أن القاعدة الاقتصادية وهي العرض والطلب لم يصبح لهما أي ذكر في بلادنا؛ السلعة التي تقفز قفزة حمقاء تتشبث بمكانها وتسخر من هذه القاعدة، حتى لو نادت السلعة بدموعها لا أجد من يشتريني! وقد يكون أهم أسبابها حماقة التجاروتزايد جشعهم؛ لايتنازلون،حتى لو فسدت السلعة من أجل الاحتفاظبسعرها؛ سلوك أقل ما يوصف أنه غير آدمي.حقيقة يجب أن نخرج من دائرة إلقاء التبعة على ارتفاع الأسعار العالمي لأن هناك الكثير من السلع في بلادنا لا علاقة لها بهذا الارتفاع وتفاجئنا بقفزاتها الجنونية؛ وهذا يستدعي أن ننتقل إلى اللاء الثانية التي يجب أن تكون من أولويات الرئيس في هذه الفترة.
لا لبلادة الأجهزة الرقابية: استخدمت تعبير بلادة لأنه يعطي المعنى أكثر من كلمة النوم في العسل أو الاسترخاء الكاملأو بأي شكل أو مفهوم ؛ لأن الأجهزة الرقابية في بلادنا إما بليدة جدا ؛ أو نشطةجدا من أجل أن تمد يدها للرِشوة والثانية أضل سبيلا من الأولى؛ فمن ناحية البلادة فهي كذلك بالفعل ؛ تستمتع بالاسترخاء على الكرسي وفنجان القهوة وإن لم توجد الصحف تستبدل بالحديث في التليفون لتمضية الوقت البليد ؛ لأن الوقت أيضا بدون عمل يصاب بالبلادة ؛ يمضوه في الأحاديث التليفونية وأمتعها هو السؤال عن وجبة الغداء في المنزل ولا مانع من إبداء بعض الملحوظات عن وجبة الطعام التي تعد والتي غالبا ما تكون وجبة تمتاز بالرفاهية ومن أين تأتي الرفاهية الأجابة تحتاج لعلامة استفهام وتعجب ؟ . هل هي السخرية؛ نعم ونعم فالأمر لو خرج عن مجال السخرية في هذه البلادة المستحكمة يفقد معناه. أما الجانب الآخر وهو الرِشوةأما أن يكون مرضا مدمنا أو الفرحة والسرور التي تمتلأ بها الضمائر المائتة وهي تمد يدهاللحرام فتمتلئ وتعود به إلى جيبها الملوث دائما بالحرام وينظرون إليه على أنه قمة الحلال لأن الضمائر التي لفظت أنفاسها تنعكس المسميات بالنسبة لها ؛ الحلال يصبح حراما والحرام يتمتع بكل حلال ؛ أرجو ألا يندهش أو يستغرب أحد هذه الكلمات ؛ بدون قسم أقول أن هذه النفوس المريضة والضمائر الميتة لا تزال في بلدنا وهذا ما يجب أن يضعه الرئيس السيسي في حسبانه وأمام عينيه فكم وثق الرئيس عبد الناصر بمن حوله وكانت النتيجة ما حدث ولا يغيب عن الأذهان ما حدث ؛ حفظ الله مصر من موت الضمائر .
لا لـلفسـاد: للأسف آفة ابتلت بها مصر في كل فترات الحكم تقرض ولا تبقي على أخضر أو يابس؛ رجال ثورة 1952 كان بينهم من فسدوا ونهبوا؛ وفي كل فترة ظهر الفساد بنوعيات وأشكال جديدة؛ وللأسف وأعيدها ثانية للأسف أن يوجد الفساد في فترة تولي الرئيس السيسي ؛ وقد يكون ما ظهر منه أخيرا في وزارة التموين ما هو إلى عينة من عينات كثيرة منها ما كُشف عنه ومنها ما يقبع في الظلام ولم يكتشف حتى الآن ؛ الفساد في شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية وتم القبض على العضو المنتدب ومدير ونائب مدير مشروع جمعيتي و12 موظف وثلاثة وعشرين من أصحاب المنافذ لتربحهم من السلع المدعمة من الحكومة وجني الملايين الحرام من وراء هذا الفساد ؛ ولا يفوتنا بالتأكيد أن نشير إلى المجالس المحلية وشهرتها في مجالات الفساد الكثيرة . إن ما يلقى على أكتاف الرئيس في هذه الفترة لهو الكثير ؛ فكما وعد وأنجز في مجال الإصلاحات والبنية التحتية عليه في هذه الفترة أن يعد وينجز من الناحية الاقتصادية ولقمة العيش للفئات التي تعبت وما أكثرها والإنجاز الأهمالذي يجب أن يتم هو الإنجاز بالنسبة للثلاث لاءات ؛ لا لارتفاع الأسعار الغير طبيعي والغير مقبول وما وراءه من أسباب ؛ لا لبلادة الرقابة ؛ لا للفساد ؛ ثلاث لاءات يقع عليهم الاتهام الكامل بأنهم السبب في هذا الارتفاع الجنوني في أسعار السلع وتدني مستوى المعيشة لمساحة كبيرة من الشعب ؛ أعتقد أنه لو تم الإصلاح الكاملوبكل قوة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه للتلاعب في قوت الشعب سنتوقف عن إلقاء تبعية ارتفاع الأسعار على ارتفاعها عالميا وما يروج له الإعلام الراقص من أسباب راقصة لا تقترب من المشاكل الأساسية حتى ولو خطوة واحدة . كل الأمنيات بالتوفيق للرئيس في هذه الفترة في كل ما يعود على مصر والمصريين بالخير والرخاء.
حوار اليوم السابع مع قداسة البابا تاوضروس.
***********************************
كم أعجبني هذا الحوار مع البابا تاوضروس ؛ جاء في وقت جميل ومناسب وهو نهاية عام 23 وبداية عام 24 ؛ إعجاب مزدوج بالأسئلة من المحاورين والإجابات من البابا ؛ أسئلة رزينة تتسم بالثقافة الواعية والوصول إلى هدف واحد هو الاستفادة للجميع وإجابات مثقفة واعية لرجل دين وطني حتى النخاع ومثقف جدا لا تحيد كلماته عن الصواب الديني والوطني والمجتمعي ؛ كلماته بسيطة مراعيا أن تذهب للجميع بمختلف فهمهم وثقافتهم ؛ حتى في عظاته الدينية أشعر أنه يتجنب دائما الابتعاد بها عن الجانب الانفعالي الذي يسلكه البعض ؛ يصيغها بأسلوب يستطيع أن يصل حتىإلى عقل الأولاد الذين لا يزالوا في مرحلة الطفولة وهو ما أشعر أنه هدفه دائما وهذا هو سر قوتها لأنه يعلم أن هذه الأجيال الجديدة هي التي سيقوم على اكتافها وطن المستقبل بجوانبه الروحية والاجتماعية والبنائية ؛ وكم كانت أجابته حكيمة عندما قال أن الاهتمام بمعلم المرحلة الابتدائية هو أساس النهوض بالوطن والمجتمع والمواطنة ؛ بالفعل هذا هو ما ينقص التعليم ؛ لم يهتم أحد من وزراء التربية والتعليم من أولهم وحتى الآن بترسيخ هذا الفكر وهو الاهتمام بمعلمين المراحل الأولى من الدراسة لأنهم هم الذين يضعون اللبنات الأولى في العقول الصغيرة التي تكون أساسا لجميع الجوانب العقلية والسلوكية والمجتمعية والمواطنة في كل خطوات العمر بعد ذلك ؛ هذه الناحية غابت وحتى الآن للأسف ؛ وأرجو أن تجد كلمات البابا تاوضروس في هذا الشأن الصدى في عقل كل مسئول عن النواحي التعليمية ويخرجوا بمعلم المرحلة الابتدائية والمناهج الدراسية في هذه الفترة إلى النور ؛ نعم النور وأقصد هذه الكلمة فكم تسبب الغياب المضبوط للمدرس والمناهج في خروج أجيال لم تنفع نفسها ولا المجتمع ولا الوطن . دائما أقول أن القلوب الرهيفة تظهرها تعبيرات بسيطة جدا؛ كلمات بسيطة قالها قداسة البابا عن مأساة شعب غزة عبرت تماما عن البؤس الذي يعيش فيه الجميعهناك؛قال: وأنا أقلب كوب الشاي أسأل كيف يحصل الذين شردتهم الحرب على شيء دافئ في هذا البرد في غياب الأدوات والمطبخ ووسائل الطهي؟!. شكرا لكل من أجروا الحوار شكرا لقداسة البابا على كل كلماته التي اتسمت بالبساطة الحكيمة أو الحكمة البسيطة التي تذهب إلى العقل والقلب في آن واحد.
أمنيات للعام الجديد.
***************
أمنيات أطلب من الله بكل كرمه ومحبته للإنسان منذ أن خلقه أنتتحقق؛ كل ما أستطيعه أو في مقدرتي كبشر هو أن أرفعها للسماء مشفوعة برجاء رحمته ورأفته ومحبته وسلامه على البشرية منذ أن خلقها بالرغم من أنها بشرية عوجاء تركت الطريق الممهد الذي خلقه لها منذ البداية وانحرفت عقولها إلى طريق وعر مجهول التعاريج نهايته غيرسارة وبالرغم من معرفتها التامة بهذه النهاية ترفضبسلوكيات بغل حرون العودة إلى المسار السليم؛ مسار السلام.
الأمنية الأولي:أن نقف جميعاونفتخر من قلب بلادنا أمام العالم كله بمصريتنا العظيمة ونشكر الله عليها وألا يكون بيننا من يحاول أن يخلخل أحجار حضارة 7000 سنة أو يحاول قطع رباط المحبة الذي يجمع بين أبناء الشعب الواحد الذي يقدم صلواته على ضفاف النيل العظيم.
الأمنية الثانية:أن يتراءف الله عليها ولا يعاقبها والمقصود البشرية كلها على الدماء التي ملأت الأرض والأرض ترفض أن تبتلعها كدماء قايين " قابيل " الذي قتل أخيه هابيل ونال أشد العقاب؛بشرية خرس لسانها عن الاستنجاد بملك السلام ليحل سلامه على كل ربوع العالم واستسهلت التفاهم بالخنجر والقنبلة والصاروخ؛مبتهجة برؤية الدماء؛ بالتأكيد أنا لم يصبني العته وأتخيل أشياء غير موجودة لأن نظرة واحدة إلى خريطة العالم الآن تكفي لأن تتلونالأبصار بلون الدماء.
الأمنية الثالثة:أن أرى الطعام في فم كل واحد بات يحلم بكسرة من الخبز وأن يشمل الدفء الأجساد المرتعشة التي أغرقتها الأمطار والثلوج لأنها بلا سقف يحميها.
الأمنية الرابعة:أن تؤمن إسرائيل تمام الإيمان أن السلام لن يكون ولن يتحقق إلا بدولة مستقلة لفلسطين ولها حتى لا تكون هناك فرصة للإرهاب أن يتخذها ذريعة كي يمارس هوايته في القتل من أجل تحرير فلسطين كما يدعي كاذبا.
الأمنية الخامسة:أنيفتح كل إنسان في كل مكان في العالم عينيه في الصباح وأول شيء يقوله ليبدأ به يومه الجديد "صباح الخير يا عالم"؛ وأنيعود الإنسان التائه عن نفسه وعنالإنسانية محققا دعوةالسيد المسيح" حب قريبك كنفسك "؛ من هو قريبي يا سيدي؟ هو كل إنسان معك على الأرض.
الأمنية الأولى والأخيرة:أن تكون بداية العام 2025 هي وجه الخير على أمريكا وأن من يجلس على كرسي الحكم وبدون تحديد أسماء هو القادر أن يعيد لأمريكا منزلتها وهيبتها ومكانتها أمام العالم كله وأمام الشعب الأمريكي وأن تكون ميزان العدالة الذي يلجأ إليه العالم كله بعد أن أثبتت المؤسسات الدولية فشلها.
كل عام ووطننا الجميل والعالم كله بكل الخير والسلام والمحبة؛