حديث الروح للروح بقلم د . إبراهيم محمود هارون

حديث الروح للروح بقلم د . إبراهيم محمود هارون
حديث الروح للروح بقلم د . إبراهيم محمود هارون
 
 
كاد أن يطمس في نزيف جروحه المؤلمة التي ظل يعاني و يبحث عن مداوي يداويها هذه الآلم التي سيطرت على حواس السعادة التي كاد أن يفتقد معانيها 
و في كل يوم تكبر الجروح و يزداد الآم المصحوب بالقلق الممتزج بالخوف الذي يختلط بالقلق و يدور المريض حول نفسه مرددا أين المداوي و الجابر و العوض و في نهاية الطرقات يسمع هاتفًا يهتفُ له، المداوي يحتاج بعض الإمكانيات لمداوة المريض منها الإخلاص و الوفاء و العطاء فقد يخاف المداوي أن يشفى المريض و ينسى ما فعله معه هذا المداوي فيرد عليه المريض قائلا بصوت خافت مملوء بالاهباط أتدرى ايها الهاتف كنت خائفًا أن تطلب مني شيئا لست بمالكهِ 
فقل لي بربك هل المداوي هو نفسه الجابر و العوض فيرد عليه صوتًا مهيب ليقول له المداوي يعالج بالجبر و العوض فهذا خير علاج لك ، أنذهل المريض من قوله متعجبا قل لي بربك ألست أنت المداوي و عيناه ترقرق بالدموع و شفتاه ترتعش فرحا و المداوي يقف أمامه مسبول اليدين مبتسما أنظرني لغدا سألقاك فقد جئت إليك لأضمد نزيف جروحك المؤلمة  و ذهب و المريض على أملِ أن يلتقى بالمداوي دنى موعد لقاءهما أهتاجت بين مشاعر المريض الاشواق متفائلا بحسن اللقاء فجاءه المداوي على إستحيلاء مرحبًا بمريضه متلافظا له يالويل كيف صبرت على ما أنت فيه فأجابه و العبرة تخنقه تالله لولا مجيئك لمُت من نزيف جروحي وضع المداوي يده على قلبه قائلا له قلبك هذا نادرا فالجميع يفتقده فمكث معه المداوي ليلة و وضحاها يداوي أحواله المستاءَ فتح قلبه كاد أن يصرع المداوي بما وجده فيه تمالك نفسه قليلا  قال له بروح هادئة  يا أيها السعيد أنت لستَ بمريض و إنما أنت واعٍ تعيش في زمن الغفلة و الفتن فكل ما يحيط بك ملوث   بالحقد و الكراهية و الأنانية و هذا النزيف حدث جراء قلبك المُحصن من ترهات هذا الزمان فلا تيأس و لا تحزن فاليلة أنا رفيقك و مداويك نم قرير العين فالله يسخر أقواما لمداوة المريض و لولاء المريض ما أختص المداوي بهذه الصفات و لولا المداوي ما أشرقت شمس التفاؤل على المريض  ، و حين تنفس الصباح جاء المداوي للمريض ليقول له أني أراك في حال أنت تفتقده ، أحتضن المريض المداوي حتى سمع المداوي  دقات قلب المريض ترقص فرحًا بحاله المبهج العظيم،  و لكن المريض لم يدرك حينها أن المداوي يهيئ  نفسه ليرجع لغربته ، أنصدم المريض و ظل في قلق إذ بعُد عنه المداوي هل سيرجع كما كان ليبتسم في وجهه المداوي و يقول  لا تقلق فأنا معك على الدوام فرد عليه المريض أمتزجت روحي بروحك فلا أراك بعد اليوم تهجرني فرد عليه المداوي داويتك بقربي فكيف بالبعد و ارسل لك روحي تحدث روحك و تطمنها و يحدث حديث الروح للروح .