العربى إسماعيل يكتب : صفاء النفوس .. ونقاء القلوب

العربى إسماعيل يكتب : صفاء النفوس .. ونقاء القلوب
العربى إسماعيل يكتب : صفاء النفوس .. ونقاء القلوب
 
الحياة دائماً تجبرنا  على التعامل مع الكثير من الناس، وهم غير متشابهين بالتأكيد فمنهم من يحمل قلباً نقيّاُ، ومنهم من يحمل قلباُ خبيثاً ومليئاً بالحقد والكراهية، فيجب علينا الحذر منهم ومعاملتهم بسطحية وعدم الوثوق بهم والانسان نقى القلب إنّه إنسان لا يعرف الحقد ولا يعرف الضغينة ولا ينتقم ويسامح بسهولة. القُلوبُ البيضاء قلوبهم بلونِ الثلج، أحلامهُم بنقاءِ الماء، خَيالهم باتساعِ السماء، لَدَيهِم قدرة على التسامحِ بلِا حدود، ويتَمَتَعون بقدرةِ الاغتسال بماءِ الأماني، وقدرةِ الحِلم والانغِماسِ فيه إلى آخر قطَرَاتِه، لا يَنتَظِرون مرارة الأحزَان مِن يدٍ صافَحَتهُم، قلوب بيضاء في زمنِ القُلوبِ الملّونة، طُقوسهُم وأيَامهم ولَوحاتهُم مُلونة بالتفاؤل، ويَتَعَلمون من أخطائِهم بسهولة، يمنحون القلوب حولَهم ثِقة لامُتناهِية، ولا يَلمَحون اللَّون الأسود في الحياةِ، يقتَرِبون مِن الأرواح التي تَمُر في حياتِهم حَد الالتصاق، يتعَلّقون بالتفاصيل والبقايا كثيراً، ترافقهم حسن النية بالآخرين دائماً. القلوب البيضاء لا تعرفُ الظَنَّ السيئ، ولا تعرف الخِيانة، ولا يذيقون سِواهم مرارة الغدر، يبدؤونَ بنقاءٍ وينتهون بوفاء فالقلب النقيّ لا يفترض وجود خواطر رديئة في غيره لأنّ لا وجود لها عنده. ميزةُ القلب النقيّ أنه لا يملك صفحات سوداء، ولا يُمكِن تلويثهُ مع كُل ما يعانيه من سوادِ حولِه، سواد يحاول أن يَمد غيومَهُ القاتِمة ليغطي بياضه، سوادٌ يريد أن يسرق البسمة التي تظهر رغم الألم، سوادٌ يريد أن يَسرق مِن قلبِه الطيبة التي تشع من عينَيه، لا أيها السواد، لن تأخذ منهُ الطيبة، بل سيجعل من بياضِه وطيبته سحابةٌ نقيةٌ تعلو فَوق الغيوم السوداء الملبدة بالحقدِ والكُرهِ والأنانية، لتمطرَ عليها طيبة ومحبة وطهارة وصفاء لَعَلّها تزيلُ مِن القلوبِ السوداءِ بعضَ ما خَلّفته الأيام من سواد، وسيدع الرذاذات المعطرة بالحبِ تتطاير على كلِ من حولهِ، حتى ولَو كانت هذهِ الرذاذات تأخذُ من قلبهِ، وتجعلهُ يموت قبل أوانه، لكِنَهُ سَيموت وهو يعطي دون أن يأخذ، يموت بقلبٍ طيبٍ، فلتفرح يا صاحب القلب الطيب، لن يلوّثوك؛ فأنت أنت مهما حاولوا تغييرك فالطيبين مكانة رفيعة وكبيرة بين الناس، فالجميع يحب الشخص الطيب صاحب القلب النقي الواضح،لا يخشون مجالسته ويشعرون بصحبته أنهم من الأتقياء الصالحين، وما أجمل صحبة القلوب الطيبة الخالية من البغضاء والضغينة والكره والحقد،الممتلئة بالخير والصفاء وحب الناس فالقلب  الطيب يكفيه قطرة من الندى في الصباح ويكفيها من الأخر بسمة ولفته طيبة واهتمام بسيط وكلمة حساسة ورقيقة فالقلوب الطيبة قنوعة ورقيقة وغاليه على كل من يعرفها أصحاب القلوب الطيبة من أهل الجنة فهو كانوا يمشوا بين الناس بالطيب. واصحاب القلوب الطيبة كالذهب،لا تصدأ أبداً حتى لو أنهكها التعب، مجرد مسحها بكلمة جميلة يظهر بريقها مرة أخرى. إنّ خير النفوس تلك النفوس الطيبة التي ترى سعادتها في إسعاد الناس وإرشادهم، وتستمد سرورها من إدخال السرور عليهم، وذود المكروه عنهم، وتعد التضحية في سبيل الإصلاح العام ربحًا وغنيمة فطيبة القلب ونقاؤه هي الشيء الوحيد الذي يُعَوّض هذهِ الفقدانات. لتكن كلمِتُكَ طيبة، وليَكُن وَجهك بسطاً تَكُن أَحب إلى الناسِ ممَن يعطيهم العَطاء. إنّ من الكلامِ ما هو أَشَد مِن الحَجر، وأنفذ مِن وخزِ الإبر، وأَمَرّ مِن الصَبر، وأَحَرّ مِن الجمر، وإنّ مِنَ القلوبِ مَزارِع فازرَع فيها الكَلمة الطيبة، فإن لم تُنبِت كُلَها يُنبت بَعضها وقلبُكَ الطَيب مَن وَجَدُه سيشعُر بقيمةِ العمر بالتأكيد. القلوب الطيبة يكفيها من الندى قطرة، تكفيها من الحُب بسمة، تُغنيها عن الناسِ لَفتة، تعيش يومها ولا تهتَم، لا تهتَم بشيءٍ إطلاقاً، لَكِن من الصَعب أن تعشَق، فقلبها الطيب لم يَعد يحتَمل جرحاً، لم يَعُد يشعُر، لانة أعطى الكثير.