ياسر دومة يكتب : بين غبار أوكرانيا 8 .. نوفمبر الثلج المشتعل

ياسر دومة يكتب : بين غبار أوكرانيا 8 .. نوفمبر الثلج المشتعل
ياسر دومة يكتب : بين غبار أوكرانيا 8 .. نوفمبر الثلج المشتعل
 
ظلال معركة أوكرانيا وبشكل علنى فى التصريحات من جهة أمريكا الحفاظ على النظام العالمى التى تستحوذ عليه عملتها هى عملة العالم الدولار بلا أى غطاء وكل المنظمات الغربيه لها مذاق ومسمى إعلامى عالمى بل المجتمع الدولى يقصد به الغرب وبالتركيز أمريكا أما على الجانب الآخر روسيا ومن ورائها الصين والهند يستهدفون تشيد منظومة دوليه جديدة متعددة القوى لا يستحوذ على سدتها دولة واحدة
ويأتى نوفمبر بروائح الشتاء الباردة على أوروبا التى شيدت أقتصادها المزدهر بعد ركام الحرب العالمية الثانية على عدة دعائم منها لا وجود لأنفاق عسكري كبير بل نسب خجوله وتعتمد على الناتو التى تقوده أمريكا فى الدفاع والأمن والدعامة الثانية الوقود الرخيص من روسيا لذا صناعات أوروبا تنافسيه مع أقرانها من الدول فى نفس الصناعات والدعامة الثالثة هى القوى العاملة الرخيصة من آسيا وخاصة من الصين وجاءت ريح حرب أوكرانيا وإرادة أمريكا التى تظلها بجيشها بأوامر الاستغناء عن الطاقة الرخيصة الروسيه ومع نمو الصين تختفى الى حد ليس بسيطا فى القوى العاملة الرخيصة فكان العقاب الذى اغفلته أوروبا فى الإنفاق على الدفاع أتى جميعه دفعة واحدة فى إرادة أمريكيه التى تمتلك نظم الدفاع عن أوروبا ضد عظام وبنيان الأقتصاد الأوروبي مما جعل الأخبار تنضح فى انجلترا توقع بانقطاع الكهرباء ثلاث ساعات يوميا وأن بعض الأسر البريطانيه مجبرة على الإختيار بين الغذاء وتعليم اطفالهم وفى فرنسا طوابير على البنزين بل ومشاجرات على التدافع فى مشهد يكاد يكون فى أحدى البلدان الأقل نموا فى خارج أوروبا هذا فى ظل مظاهرات فى أغلب بلدان أوروبا ومنها ألمانيا التى رفعت علم روسيا مستدعين حاجة الوقود الرخيص 
ويأتى نوفمبر بموجات البرد المناخى ومعه سخونة الأحداث منها أنتخابات الكونجرس الأمريكى (( التجديد النصفى )) فى ظل مخاوف من فقدان حكومة أمريكا الديمقراطيه من الغالبية التى ستجعل من بايدن بطة عرجاء لا تستطيع اتخاذ القرارات التى تقع فى رؤيتها وهذا ما يفسر صوت أمريكا العالى ضد السعودية فى اجتماع اوبك الاخير بتخفيض الانتاج 2 مليون برميل فى ظل توقع بزيادة الانتاج لحاجة امريكا وادارتها بتخفيض سعر البترول وضرب روسيا ماليا ولكن تصرفت أوبك بما يقع فى دائرة مصالحها الطبيعيه مما جعل امريكا تصرح ضد الحليف التاريخى السعوديه بنيتهم بعدم توريد السلاح فى المستقبل فى اشارة لعقاب ما قد يجرى ثم افصحت الصحف البريطانية عن طلب امريكى للسعودية بزيادة الانتاج للبترول قبل اجتماع اوبك وذلك قبيل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الامريكى
وفى نوفمبر أيضا عيد الاتحاد الروسي فى ظل توقع تحرك روسي ما قبيل العيد وطبعا على رقعة الصراع اوكرانيا باستخدام منظومة سلاح جديدة وهضم أراضى جديدة من اوكرانيا ولكن على الأغلب فى توقعى لن يحدث ذلك فأن اللاعبين روسيا - أمريكا يديرون المعركة بطريقة الاستنزاف البطئ من جهة أمريكا تستهدف اضعاف روسيا وتحييدها فى معركتها القادمة مع الصين ومن جهة آخرى روسيا تستهلك الوقت فى الصراع وايلام أوروبا لتفتيت ذاك التكتل الذى بالفعل لا يتفق على قرارات استراتيجية ضد روسيا ورشحت الأخبار أن 13 دولة أوروبيه تتعامل مع روسيا برغم العقوبات التى اعلنت ضد روسا وعلى رأس تلك الدول علانية المجر وباختلاف الهدف بين الجانبين إلا أنهم اتفقوا على إطالة أمد الصراع لتحقيق أحد الجانبين مآربه بشكل يضغط على الآخر وطلبه مائدة المفاوضات بما يشبه اعلان الاستسلام 
وفى شهر نوفمبر انتخابات رئيس الصين فى ظل توقع باستمرار القيادة الصينيه كما هى وتعلن الصين على الاستعداد العسكري لضم تايوان وهو الحل الآخير فى ظل مطالبة داخليه بوقف تصدير السبائك النادرة الى امريكا التى هى مادة صناعة الماتور للطائرات الامريكيه ومنها الطائرة الشبح وعلى الجانب الآخر تحاول منع امريكا استيراد الصين لاشباه المواصلات والتى تدخل فى عدة صناعات منها الحواسيب والهواتف والسيارات هذا فى ظل ترك رئيس كوريا الشماليه يستعرض فى اجراء تجارب الصواريخ النووية لتصدير رسالة روسيه صينيه أن فى حالة الحرب الشاملة ستنطلق القوى النووية من عدة دول ضد أمريكا وهذا فى ظل مطالبة بعض الأصوات داخل روسيا بعد تفجير جسر القرم بضرب واشنطن بالصواريخ النووية
ومن هذا كله نجد صورة ترقب ماذا سيحدث فى اوروبا من تغيرات متوقعة هل تستسلم للارادة الامريكية ضد روسيا حتى تحدث تغيرات اجتماعية سياسيه بتغيير الانظمة الاوروبية فى ظل عجز اقتصادى وبرودة الشتاء أم سيتفسخ الاتحاد الاوروبي الى قوى تتخذ قرارات لتقفز من سفينة توشك على الغرق اما بقية بلدان العالم فهى أمام معركة بقاء قاسيه كيف فى هذه المكايدة الماليه الاقتصادية توفر الحكومات احتياجات شعوبها باسعار الى حد ما تتقبلها الشعوب .