هويدا عوض أحمد تكتب : الفناء وامن المائة عام

هويدا عوض أحمد تكتب : الفناء وامن المائة عام
هويدا عوض أحمد تكتب : الفناء وامن المائة عام
العقيدة الصهيونية بما تنطوي عليه من نزاعات وافكار عدوانية .كثيرا ما هيأت لحملات عدوانية ضد العرب لا بغرض التوسع فحسب وإنما بهدف إلحاق الدمار والإضرار بالعرب وهذه العقيدة لا تتورع عن تقديم كل المبررات من أجل ارنكاب مثل الجرائم ، ممايقطع بان الدوافع إلي الإبادة كانت ولا تزال واقعا تاريخيا لا سبيل إلي إنكاره .
فقد قال البروفسير "ايلده شايب "الفيلسوف الصهيوني أنه لا مكان لأمتين في هذه المنطقه .
ويجب علي إحداهما ان تقضي علي الأخرى ،وان الحياة ستكتب للشعب اليهودي ولحركة تحرره القومية 
وفي احد احاديث البروفسير يوفال نتمان .صانع القنبلة النووية .قال نحن نحتاج إلي أداة فعالة لحسم الصراع بيننا وبين العرب الذين يشكلون أمة تسيطر علي اغني الثروات واوسعها ،وتتحكم في افضل الطرق البحرية والبرية والجوية ،وتتمتع بمواقع إستيراتيجية هامة لا تضاهي .
هذا وقد اشارت عشرات الاستطلاعات التي اجراها معهد ..فان لير..داخل "إسرائيل "إلي أن جيل الشباب داخل إسرائيل يعتبر اكثر الاجيال اليهودية والصهيونية تعصبا .وإن هذا الجيل يؤمن بان إبادة العرب والقضاء عليهم هما فرض وواجب يفرضهما عليهم دينهم .
وهناك خبراء لا يستبعدون إحتمالات إستخدام الاسلحة النووية .وقد أشار كل من الخبيرين الأمريكيين .روبرت برانجر .و .ديلي تاهيتن .. إلي إحتمال استخدام إسرائيل للاسلحة الذرية في الجولة الخامسة .
وان حرب تشرين الاول /اكتوبر وعواقبها قد زادت من الاخطار النووية وتلك تسمي سياسة الابتزاز من وجهة نظرهم 
والغريب إشار البروفسير .رئيف لوكيد.الباحث اليهودي لشؤون الشرق الاوسط إلي هذا في كتابه ..المواجهه..بان ..إسرائيل ستلجأ إلي استخدام السلاح النووي كخيار آخر .
وقد اوصي بمثل هذا الإحتمال سيناريو كتبه -يورى افنيرى _ في مجلة هعوم هزيه .القديمه ونشر عام 1986حيث أشار هذا السيناريو الي قيام إسرائيل بإلقاء عدة قنابل علي كل من القاهرة وبغداد ودمشق والرياض وطرابلس والجزائر ومعظم العواصم العربية وصور السيناريو هول الكارثة التي ستحل بهذه العواصم .
وفي عام 1983 كانت مجلة اخرى تصدر في فلسطين المحتلة .مجلة بمرجاف .قد نشرت سيناريو لحروب نووية قد نشبت في الشرق الاوسط علي المدي البعيد والذي لا يتجاوز عام 2000 .
وتكهن كاتب السيناريو إلي تطورات قد تقع في المنطقة واحتمال تولي عناصر .إسرائيلية ..اكثر مغالاة في التطرف .السلطة في .إسرائيل . 
في ظل جملة من الأزمات وهي إستفحال الازمة الإقتصادية داخل .إسرائيل .
وظهور جبهة موحدة من العناصر والحركات الصهيونية المتطرفة مثل حركة .كاخ .وحركة الإنبعاث وكتلة جوش مونيم ..والتي تلتقي جميعها علي أهداف عدوانية قوامها سياسية الاجتياح والتوسع تحت دعاوى دينية وتاريخية
كما تفيد إحدي الدراسات الصادرة عن معهد الدراسات الإستيراتيجية  في جامعة تل ابيب 
ان.  هناك أكثر من 30 هدفا  ..في الوطن العربي قد حددت لتوجيه ضربة نووية إليها في الشرق والمغرب العربي ،
وهذا كله يؤكد بان الخيار النووي الإسرائيلي أصبح امرا واقعا وعلينا أن نضعه في الإعتبار 
ولا بد من ان يكون الشغل الشاغل للدولة العربية هو إمتلاك الرادع المقابل الذي يمنع العدوان .
والذي يصحح في الوقت نفسه النتائج الخاطئة التي ترتبت عن استخدام إسرائيل ..لقوتها.وفرض أمر واقع غير مقبول ،ومن دون هذا الإجراء فسوف تظل ،إسرائيل ،سادرة في عدوانها ،وإلي جانب ذلك علي الدول العربية تصحح -توازن القوى المختل -الذي يسود المنطقة والذي يمكن ان يحقق .الاستقرار .الذي يتحدث عنه الجميع .
لأن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلا في إطار .توازن المصالح .وتوازن القوي .ولا يمكن ان يتم توازن المصالح إلا إذا تم توازن القوي وليس العكس .
لان القوة هي العامل الحاسم اولا وأخر .
ومفتاح الموقف كله في معركة -الردع التقليدي -
وتوفره من ناحيته المادية والمعنويه فلا يمكن حصولنا علي مظلة نووية إلا تحت مظلة عربيه تقليدية لأن .إسرائيل ..أعلنت انها ستقضي علي أي محاولة عربية او إسلامية في ..الإتجاه النووي .في إطار ٱستيراتيجية -أمن المائة عام -
التي اعلن عنها رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيجن ..
تلك الاستيراتيجية التي لا تعترف بالحدود السياسية ولا بالقوانين الدولية التي تعترض احلامه الأمنية فلا شيء امامه إلا الأمن المطلق لإسرائيل وحدها .
إن ٱصرار إسرائيل علي منع العرب بشتي والوسائل من حيازة الخيار النووي العسكرى يشكل خطرا كبيرا ضد الأمة العربية وبقائها ،بحيث يجب الا نتقاعس في مواجهتها قبل فوات الاوان .
فحيازة العرب للسلاح النووي امر ضرورى لبلورة
وضع إستيراتيجي جديد يسلب إسرائيل اهم العوامل التي إعتمدت عليها في وجودها وهو عامل التفوق المستند في اساسه عنصر الردع .
إن تطوير الجهود الذاتية النووية لمواجهة التحدي النووي ،الإسرائيلي,هو خيار لا تملك اي من الدول العربية قرار التخلي عنه ،
حتي لو كانت تحيط به العديد من المصاعب والتكاليف الإقتصادية الكبيره ومصاعب نقل التكنولوجيا من دول نووية اخرى .
وعلي هذا فإن تنفيذ هذا البرنامج يتطلب قدرات سياسية وإقتصادية وعسكرية عربية لحمايتها من التهديدات .الإسرائيلية ..ولتحقق ذلك فإن من المقترح قيام تعاون عربي شامل في هذا المجال كالآتي :-
_ وضع إستيراتيجية عسكرية عربيه موحده في مواجهة إمتلاك .إسرائيل .للاسلحة النووية تقوم علي أساسين رئيسين هما:
بناء قوات جويه عربيه ذات نوعية متكاملة ومتطوره وقوة صاروخية إستيراتيحية يمكن تطويرها ،تحمل رؤوسا نووية وبناء قوة بحرية يمكن ان تشتمل علي التسليح التقليدي والنووي والاستفادة من الكوادر العلمية العربية في هذا المجال كالآتي 
مصر :توفير القاعدة العلمية والبحثية في شتي المجالات .
دول مجلس التعاون الخليجي :تتوفر لدي هذه الدول الإمكانيات المادية الكبيرة .علاوة علي القاعدة العلمية .
سوريا:توفر الكوادر العلمية خاصه ماهو موجود منها في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وكذا البحوث النووية ووجود برامج لتطوير الصواريخ ارض -ارض 
المغرب :يتوفر لدي المغرب الامكانيات المحليه لخام اليورانيوم والتي يمكن ان تساهم بها مساهمة فعالة .
المملكة السعوديه :ودول الخليج لديها البترول وحقول الغاز في المنطقه الشرقيه تستطيع الدول العربيه ان تفعل اتفاقيات لنهضه صناعيه كبيرة تكون نواة لجيش عربي كبير 
لكل ذلك كان لا بد ان يكون الشغل الشاغل للانظمه العربية هو إمتلاك الرادع المصدق الذي يمنع العدوان والذي يصحح في الوقت نفسه النتائج الخاطئة التي ترتبت عن استخدام إسرائيل لقوتها وفرض امر واقع غير مقبول .
وبمرور الوقت والسنيين لابد ان تتخذ الدول العربيه إجراءات صارمه تجاه امنها القومي .