هويدا دويدار تكتب : ولنا في تجارب الآخرين أسوة حسنة «ماليزيا وسنغافورة» نموذجًا

هويدا دويدار تكتب : ولنا في تجارب الآخرين أسوة حسنة «ماليزيا وسنغافورة» نموذجًا
هويدا دويدار تكتب : ولنا في تجارب الآخرين أسوة حسنة «ماليزيا وسنغافورة» نموذجًا
 
عانت ماليزيا لأعوام عديدة من الإستعمار الغربي 500 عامًا، الذى عزز الجهل والتخلف، إلى أنها تمكنت من إحداث نهضتها بتجربة تنموية كبيرة، فقد كانت قبل أربعة عقود مجتمعًا زراعيًا، لا يعرف سوى زراعة الأرز، وبعض النباتات والفاكهة، ولكن التطور الهائل الذي حدث قد ساعد على خفض معدل الفقر حتى بلغ في عام 2016 دخل المواطن، 12.600 دولارا ًسنويًا.
وذلك بسبب الإهتمام بالمواطن وتنمية الطاقات والإمكانات الفكرية، ما حفظ المواطن على رد الجميل لدولته وحكماء وحكومته حيث استعانت براس المال البشري سواء أهل البلاد الأصليين أو المهاجرين الذين ترحب بهم الحكومة الماليزية والسنغافورية فمن أهم الدراسات في هذا الشان دراسة (محمد المنسي قنديل) 1995 عن التجربة الماليزية حيث كتب عنها بعنوان (نمر اسلامي) يتحفز ودراسة (مهاتير محمد) 2000 بعنوان ماليزيا و والأزمة المالية الأسيوية فقد هدفت هذه الدراسات إلى التوصل إلى  الأزمةالمالي التي عانت منها بعض الدول وكيف اإستطاعت ماليزيا التغلب عليها فقد كان من أهم ما توصلت إليه الدراسة عدم التعاون مع صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي ورفض كافة الاملاءات كإقتصاد موجه لن تستفيد منه الدولة سوى الإستدانة
ثم الإستفادة من العنصر البشري الذي هو سبيل نجاح أي عملية تنموية وكيفية استخدام مدخرات الأفراد للتغلب على الأزمات المالية والاتجاه نحو التصدير والتصنيع وإشراك الأفراد في عملية التنمية الاقتصادية والإعتماد على الموارد المحلية والداخلية في توفير الأموال والاعتماد على الذات بعيداً عن الاستدانه من صندوق النقد لتحقيق تنمية مستدامة حقيقية
وكان يجب الإشادة أيضا بالتجربة السنغافورية حيث تخلت عنها ماليزيا خوفا من تدخل الصينيين بها فانفصلت عنها 1965 وقد طردت سنغافورة من الإتحاد مع ماليزيا وقد اطلق عليها في ذاك الوقت (سنغافورة الطريدة) حيث أصبحت جزيرة معدمة وقد تركت لمصير مظلم حتى اعتلى العرش (لي) وقد كان الحال في سنغافورة يرثى له حيث بلغ معدل البطالة 17 بالمئه وإجمالي الناتج المحلي للفرد أقل من 23 في المائه دولار ويعيش 70% من شعبها في ظروف اجتماعية واقتصادية غاية في السوء ونصف السكان من الأميين وقد إتخذت سنغافورةعده خطوات ثابته واتخذت برنامجا شاملا ...
وهو الحد من التجارة الوسيطة لصغر مردودها واعتمدت على برنامج شامل للتصنيع والتركيز على الصناعات كثيفة العمالة بالرغم من عدم وجود أي خبرات صناعية
وجاء (لى )بحل عبقري حيث أقنع الشركات متعددة الجنسيات بالتصنيع في سنغافورة وخفض معدلات  الضرائب لإجبار المواطنين عن التنازل عن بعض حرياتهم لصالح الحكومة وقد أصبحت الحكومة في ذاك الوقت أكثر استعداداً وبدأت في إعدام أي شخص يثبت عليه الفساد 
وسجن كل من يهدد الوحده المؤسسية او السياسية دون محاكمة مع أحكام كبيره وغرامات هائله لمن يرمي عقب سيجارة بالشارع او حتى يخدش الحياء العام.
وها نحن اليوم نجدها على مصاف المنافسة وباتت بلدا آمنا مستقراً ذا مناخ استثماري جاذب بالإضافة إلي  مميزاتها المتعلقه بالموقع الجغرافي وبدأت فى إنشاء نظام الموانئ لتصبح تلك الدولة المعدمة مكانا للتصنيع والتصدير، 
هاتان الدولتان يجب ان يظلا محل دراسه فهما يعدان مثالاً جيدا في تحقيق معدل نمو مرتفع فهما بمثابة مثالا جيدا لمصر او أي دولة عربية تعيش نفس الوضع الاقتصادي للإستفادة من تلك التجارب الرائدة في المجال الإقتصادي والثروة البشريه وغيرها وتفعيل دور المؤسسات الرقابيه لضمان عدم إساءة إستخدام الوظيفة العامه او السلطه لذلك نحن نتعلم من تجارب الآخرين برؤية مدروسة مما يعين صناع القرار السياسي على رسم واداره تلك الفتره الزمنية في ضوء فهم المتغيرات والتوصية بمقترحات محددة تساعد في صياغة رؤية شامله ربما تتبناها بعض البلدان أو تعزز دعمها.