حكايات عن أهل الفن إعداد هند محمد على

حكايات عن أهل الفن إعداد هند محمد على
حكايات عن أهل الفن إعداد هند محمد على
 
عقيلة راتب
تلك النجمة بدرجة أُم، الفنانة بدرجة خفيفة الظل. هكذا اعتدنا عليها على الشاشة إلا أن قليل هم من يعرفون أنها بدأت المجال الفني ليس فقط كممثلة بل كمطربة عذبة الصوت كما قدمت الكثير من الإستعراضات حتى أنها لُقبَّت بسندريلا السينما العربية لكونها  فنانة إستعراضية شاملة.
واسم عقيلة راتب هو ليس اسمها الحقيقي إلا أنها اختارته كإسم فني نتيجة رفض والدها للعمل بالفن حيث كان حلمه أن تلتحق بالسلك الدبلوماسي ما جعلها تختار لنفسها اسم عقيلة وهو اسم صديقتها المُقربة واسم راتب على اسم أخيها الذي توفي صغيرًا، وقد أُصيب والدها بالشلل فور علمه بقيامها بالتمثيل فتركت الفن لتُمرِّض أبيها قبل أن يطلب منها رؤيتها على خشبة المسرح بأحد أدوارها فيفخر بها ويتركها تُكمل مسيرتها الفنية وهو راضٍ عنها.
 
 
 
عبد العظيم عبد الحق
الفنان القدير الذي قَدَّم لنا الكثير من الأدوار المميزة والجادة سواء بمجال السينما أو التليفزيون، لكننا لن نتحدث عنه اليوم كممثل بل سنُسلط الضوء على مجال آخر بحياته لا يعرفه الكثيرون وهو عمله كموسيقار ذي شأن.
حيث أحب التلحين صغيرًا حتى أنه هرب من بلدته عام 1928 ليلتحق بفرقة أمين صدقي ضد رغبة عائلته العريقة فقد كان شقيق كل من وزير الأوقاف ووزير المواصلات. ورغم عودته وتوسط هدى شعراوي بين الفنان ووالده إلا أنه هرب مرة أخرى للقاهرة ليتتلمذ على يد الشيخ محمود صبح ثم الشيخ زكريا أحمد.
في 1948 التحق بالمعهد العالى للموسيقى المسرحية ثم تخرَّج عام 1950 وعُمره 44 عامًا، ليبدأ حياته الفنية ويدخل عالم الإذاعة بلحن الصيادين غناء كارم محمود. ويُعتبر أول من أدخل المقدمة الغنائية بعالم المسلسلات، كما وضع ألحان الكثير من الأفلام ولحَّن أغنيات للعديد من المطربين منهم محمد قنديل، كارم محمود، سعاد محمد، حورية حسن، محمد عبد المطلب. وكذلك وضع ألحان مجموعة من أشهر الأغاني الدينية.
على الرغم من كل هذا العطاء إلا أن اسمه كموسيقار لم يُعلن عنه أبدًا بالإذاعة المصرية غير أنه لم يكن يهتم بذلك، فكل ما كان يشغل فكره هو ترك فَنّ أصيل للتاريخ.
 
 
ثلاثي أضواء المسرح
المتكوِّن من (سمير غانم، جورج سيدهم، والضيف أحمد) من أشهر الفِرَق الموسيقية التي ظهرت بعالم الفَنّ وقدمت لنا اسكتشات خفيفة الظل وممتعة غير أن الفريق سُرعان ما انفرط بعد وفاة الضيف أحمد صغيرًا عام 1970 ثم مرض جورج سيدهم.
ما قد لا يعرفه البعض أن ذلك الثُلاثي لم يكُن الثُلاثي الأصلي الذي بدأت به الفرقة بل كانت تجمع أولًا (سمير غانم، وحيد سيف، وعادل نصيف) إلا أن سرعان ما تفككت تلك الفرقة بسبب عدم قدرة وحيد سيف على مغادرة الأسكندرية حيث كان طالبًا بكلية الآداب وقتها وله وظيفة ثابتة كذلك.أما الفنان عادل نصيف فقد أكمل دراساته العليا بكلية الزراعة ثم سافر بلجيكا تاركًا الفرقة.
ويعود سرّ اختيار الضيف أحمد وجورج سيدهم تحديدًا لبطولة الفرقة مع سمير غانم شهرة الأول بمسرح جامعة القاهرة وشُهرة الثاني بمسرح جامعة عين شمس ما جعلهم الاختيار المثالي للقيام بتلك التجربة معًا.
 
 
الثُلاثي المرح
تلك الفرقة التي اعتادت تقديم أغنيات اجتماعية خفيفة مازالت مُتداولة حتى الآن، وأعضاء الفرقة هن وفاء محمد مصطفى وصفاء يوسف لطفي وسناء الباروني خريجات معهد الموسيقى العربية.
بدأت مسيرتهن من خلال الظهور ببعض برامج الإذاعة التي تفرد المساحة للأصوات الجديدة ووقتها كوّنت سناء وصفاء ثُنائي ناجح معًا وبعد فترة انضمت لهن وفاء ليصبحن ثُلاثي فيُفكرن في إنشاء فرقة مشتركة وبالفعل تبناهن الملحن علي إسماعيل وأطلق عليهن (الثلاثي المرح).
قد اشتركن في الكثير من حفلات (أضواء المدينة) حيث اعتاد الجمهور الإحتفاء بهن، ولعل البعض يظنون أن أشهر أعمالهن هو اشتراكهن بالغناء مع عبد الحليم حافظ بفيلم “يوم من عمري” وأغنية “ضحك ولعب وجد وحب”.
إلا أن تاريخهن الغنائي الفعلي مميز وكبير حيث قدمن لنا أغنيات عديدة نحفظها عن ظهر قلب ونستمتع بها حتى الآن مثل :(وحوي يا وحوي، سبحة رمضان، أهو جه يا ولاد، العتبة جزاز، البحر بيضحك ليه، منتاش خيالي ياوله، حلاوة شمسنا، ياأسمر ياسكر، ماما ياحلوة، افرحوا يابنات، هنا مقص وهنا مقص، هل هلال الصوم، تعيشي يامصر، أفراح العيد).
وقد غنّى الثلاثي المرح لكثير من الشعراء مثل صلاح جاهين ومرسي جميل عزيز، وكذلك لحن لهن  العديدون على رأسهم علي إسماعيل، سيد مكاوي، محمد الموجي، حلمي بكر، ومنير مراد. كما شاركن بالغناء في المقطوعة الموسيقية «المماليك» تلحين الموسيقار محمد عبدالوهاب. وقد قررن الاعتزال في قمة شهرتهن ليس لخلاف بينهن وإنما بـسبب الزواج.
 
 
 
محسن سرحان
تســبب موقف إنسانــي للفنان محسن سرحان، في دخــوله مجال الفن وشارك في أول بطولة سينمائية له.
وفي عدد نادر لمجلة “الكواكب” صدر عام 1964 نشرت المجلة موضوعًا تحت عنوان “قصص من كتاب الحــظ”، تحدث فيه عدد من نجوم الزمن الجميل عن دور الحــظ في حياتهم، ومنهم الفنان محسن سرحان الذي حكى للمجلــة عن الصدفـــة التي كانت سببًا في عملــه بالفــن، قائلاً : “في عام 1937 كنت أحد نجوم الرياضـة اللامعيــن بين أندية الشباب الرياضية، وكان من عادتــ ـي أن أصطحب بعض إخوانــي في أيام الخميس إلى شارع عماد الدين لنمضــي الوقت بين بعض مقاهـي الشارع حتى يحين موعــد رفع الستــار في المسـارح”.
وأضاف: “كانت قهـوة بيــرون من أحب المقاهي إلينا، وكان يلتقي فيها الممثليــن والمخرجيــن السينمائيين، وذات ليلــة قامــت معركـ ـة داخل القهــوة بين بعض روادها وأحد الجرس ـونــات، واعتـــدى أحدهم على الجرســ ـون بصورة أثـــارت غضــ ـب الزبائـــن، ولكن لم يجــ ـرؤ أحدهم على التدخــل والدفــاع عن الجرســون”.
وتابع:  “تطــوع زميل لي للتدخل حتى يفــض المعـــركة، لكن الزبون المفتـــري حاول ضــربه، فما كان مني إلا أن تدخلت في المعـــركة واستطعت أن أؤدب مجموعــة المعتــدين على الجرسـ ون”.
واستطرد،  أنه كان من بين الجالسيــن المرحــوم أحمد جلال الذي أعجبته شجــاعته، فتقـــدم نحــوه وعرفــه بنفسه وطلب منه أن يزوره في مكتبــه بشركة لوتــس فيلم التي كان يتولى إدارتهــا الفنيــة.
وأضاف: “أمضيـــت ليلــة لم أذق فيها طعم النوم، فقد كانت أمنيتي أن أصبــح نجمًــــا سينمائيًــــا، لكن خجلـــي كان يمنعــني من التعرف بالمخرجيــن والشركات، وذهبت لزيارة أحمد جلال في مكتبه وخرجــت من عنده بعقــد بطولة فيلم “فتـش عن المــرأة”.
ونجح محسن سرحان في الفيلم نجاحًـــا رشحـه لبطولة فيلمه الثاني “حيــاة الظــلام”، وبعدها توالـــت بطولاته ومشوار نجوميته الذي بدأ بخناقـة على قهوة بيـــرون.