دعك منهم بقلم سميرة فاضل غانم

دعك منهم بقلم سميرة فاضل غانم
دعك منهم بقلم سميرة فاضل غانم
 
 
دعك منهم 
واحترس 
قد ينثرون دربك ذهبا
ويقطعون أرجلك 
لا حاجة بك لحذاء 
لا فرق إن كانت طريقك  موحلة 
ما دام كرسيك  المثقل بك
 يئنُّ من التعب ...
نظرات حبيبتك  الحسيرة 
وابتسامتها الكسيرة 
 ودمعها إن غافلتك 
يجري على  تراب درب مائد
يلاقي حلماً خائناً
من بين جفنيك هرب ...
 
دعك منهم
ولو جذبتك النواة 
أو ثار بركان اللهب
طين أو رماد انت فلا 
تغالِ في نوع التُرب 
حيث تساوى رث الثياب
ومن طرز ثوبه بالقصب 
هناك سنغفو بأحضان موت
على ضفة جدول النعيم 
 أو يقتلعنا إعصار غضب 
ما عشنا شرا 
ولا ذقنا الخطايا
ما عرفنا لذة الفوز بحرب 
ولم ...من حرام مكتسب 
 
دعك منهم
هم من أوقدوا بأرواحنا الحطب 
هم من أغرقونا بالوصب
هم من أنعمونا بالكذب 
هم من عزفت لهم ناياتنا 
و غفونا على أذرعهم 
وطعنوا بذراعهم الأخرى القصب 
دعك منهم
واكتفي من  طلاسم سحرهم بالهرب
فلن تقيك تعاويذ السلام
من كل ما أحاكه العرب 
وكأن هذا الشرق هجير
نستنشق منه الحياة  كرب 
 
دعك منهم 
واطلق دروبك في مسار الدائرة
كل من في الأرض روح زائرة 
الليل والنهار والنجوم الحائرة 
القُساة والجناة والنفوس الجائرة
الملوك والعبيد والولي والعاهرة 
كل شيء في زوال 
الطير والوحش 
والأسماك والقرش
والمعاني  في الحضيض وفي علاها 
دعك منهم وانتظر  
حكم الحياة الساخرة  ...
 
دعك منهم 
أعلن ظنونك  ثائرة
عش سامقا لا تنتحر
مت واقفا لا تنكسر 
الذل ليس في القيود الفاجرة 
والعز ليس في ثياب فاخرة 
هل يسلبونك  حقوقك؟
ويطعنون العدل في كرامته؟ 
فقط انتظر ..
سترى الرياح تنثر أذرعهم
بعصف نوٍّ  ماكرة ...
 
فقط انتظر 
وسترسم الأيام  لك في الأفق النبأ
أسكت الجوع الملحَّ للصراخ
علِّم الغضب الأسير الإحتمال على الضمأ
ألله ليس من يراشقنا بنار 
او ظالم او قاتل او غادر 
هو في عليائه يرخي الحبال 
هو يرقب النفس وما تميل للخيار 
وفي نقاط الدائرة مسرى الصواب والخطأ
لن ينبهك أحد كي ينقذك
ستراه يضحك لك 
يمشي معك  
ويمد لك  إن تعثرت يداً
وحين تغفل .. إلى هاوية يدفعك 
في عتم زواياها هناك ستلتقي شيطانك حيث اختبأ
وستدرك أن نجاتك وهمٌ  تضاخم وانفثأ ...
 
دعك منهم 
ولا  تغرينك منهم فلوس
هي نقمة تتزين في عباءات البسوس
وكف خذلان محنّى
مطبوعة  فوق أبواب النحوس
حيث وهج  قلادة الأمانة انطفأ 
وها قد وصلنا وربما منذ زمن 
حيث تنبأ لما نبي بالمحن
او ربما كان شيطان رجيم
حفر أقدارنا على لوح غشيم 
ولأن من طبع البشر حسد لئيم
أمشى الخليقة كلها بأمر وسواس زنيم
وها هنا نحن جميعا نصطلي في مطهر وادي الخجأ
 
*الخجأ =الانكسار 
*الخفأ= حيث نُصرع