د. نجلاء حرب تكتب: عمرو أديب.. الشعب يأمر

د. نجلاء حرب تكتب: عمرو أديب.. الشعب يأمر
د. نجلاء حرب تكتب: عمرو أديب.. الشعب يأمر

عاد عمرو أديب بإطلالته المثيرة لمشاهديه... عاد بكامل سلطاته وباب غنوجه ولم يغير في مخرجاته اللفظية ولا الحركية ولا حتى الإنفعالية رغم التغيير في هويته والانتماء لقناة مصرية..... علاقتي بعمرو أديب تقتصر على متابعتي لبرنامجه القاهرة والناس منذ سنوات وبالرغم من طول فترة المشاهدة أعترف أنني لم أحدد له إنتماء منهجي ثابت...عموما ده رأي شخصي وأحاول أن أفصله عن رأيي في مبادراته فهي بالطبع ليست قائمة على مجهود شخصي ولكن مجهود كامل للقناة والبرنامج بمعديه بفريق عمله.


في أول إطلالة له جاء  بحملة ترويجية قوية وبدا في تعليقاته مستفزا بالنسبة لي شخصيا في محاولة إظهار التواضع ودور فريق العمل الوطني الذي يبذل مجهودا لم نشهده من قبل لأجل الوطن!!! وبداية رأسمالية وبكاء يقطع القلب من أسرة حسين سالم...

إنتقال سريع لحملة الشعب يأمر التي أثارت أراءا متباينة بين مؤيد لأن الراجل الوطني الأصيل من أول طلعة وفر للناس الغلابة اللي بيشتغل عشانهم 20% في مبادرة قوية لمدة  تصل ل 3 شهور الدور الذي لم تقم به الدولة برئيسها بوزير تموينها ولا وزير تجارتها، وبين معارض لأن الراجل أستغل حاجة الشعب لإثارة بروباجندا زائفة في حملة إعلانية مفيدة للبرنامج وللمشاركين في المبادرة.


وأنا لم أجد لي مكان بين هذا وذاك فوفقا لطبيعتي كأستاذ جامعي عادة ما أبحث عما خلف الستار وأحاول أن أبحث في الدلائل لأكون رأي قائم على قناعة ولا أنكر أنه يمكن أن يبدو فيما بعد مخالفا للواقع فما خلف الستار فيما يعرف بالإدارة العميقة لا يمكن إدراك كل معطياته من الخارج....ومع ذلك بدأت في توظيف معطياتي أولا المبادرة من رجال أعمال المفروض أنهم أعضاء في لجان وجمعيات تجمعها هوية وأهداف مشتركة ومع ذلك لم تظهر المبادرة من داخلهم إذن فالدافع الوطني التعاطفي مع هموم المواطن الغلبان لم يكن هو المحرك الأساسي لهم، ثانيا حجم المبادرة يصل ل 20% خلال مدة تصل ل 3 أشهر وهي من الحسابات الاقتصادية لن تحملهم أي خسائر ولا حتى الوصول لمعدل التعادل بدون ربح في ظل معدل تضخم مرتفع ووجود مخزون لفترات متقدمة فضلا عن زيادة متوقعة في حجم المبيعات وحملة إعلانية مجانية كانت أشبه بفرح بلدي يتم تجميع النقطة بيها بدا واضحا في مكالمة المشاركين ومنها مكالمة أحد أصحاب المستشفيات الذي ذكر فيها أسم بنته وأبنه وعائلته وصوت عمرو أديب وتعليقاته القوية ... وهو ما يؤكد غياب الدافع الوطني، ثالثا بدأت المبادرة مكاشفة واضحة لغياب دور الدولة بقياداتها وهيئاتها وإحراج قوي لها أمام المواطن المصري الغلبان (اللي هي مفترية عليه ومش عارف ياكل) أكدها تعليق أحد الحضور بأنهم عقدوا العديد من اللقاءات الرسمية وفشلوا في الوصول لإتفاق... (طيب وبالنسبة لمبادرة الرئيس السابقة في رمضان مع أصحاب الهايبر ماركتس والمولات والتوجه لإقامة هايبر ماركت في الصعيد) كما زاد البلة طين مكالمة محافظ الجيزة الذي يطلب زيادة السيارات لتوزيع المنتجات في القرى والنجوع ( وهل تحتاج لوسيط معالي اللواء مع رجال الأعمال والتجار الوطنيين على الهوا، ولا حضرتك مفكرتش من قبل في جمعهم، ولا جمعتهم وغلبوك؟؟؟ طيب ما أهو في ثواني واحد لبي طلبك قبل ما تكمله... إذن أين يكمن القصور) ، طيب إذن يمكن أن يكون الهدف إحراج الدولة  وإظهارها مقصرة للرأي العام ولعل هذا الهدف يتعارض تماما مع ملكية القناة التي نعرف أنها موالية (حاليا) للجيش والقيادة ومشاركة في دعم سياساتها والكل يعلم أن اللغط يثور كثيرا في هذا السياق وفي الآمال والطموحات الرأسمالية والسياسية لمالك القناة، عمرو أديب صوته راح يا جدعان في نهاية الحلقة التي لم يتبرع بدخله ( وليس أجره) منها لصالح المواطن الغلبان.
خلاصة القول كفانا متاجرة بإحتياجات وآمال الشعب الغلبان لتحقيق أطماع متباينة وزائلة ، كما أعتقد أنه قد آن الأوان لتفوق الدولة من غفوتها وتضطلع بدورها بقوة قبل فوات الأوان....نحن من نصنع الفراعنة والأبطال الزائفين ثم لا نلبث أن ننتقد طغيانهم.