شكلت فرقه مسرحيه شبابيه بمسقط رأسي اعترافا بجميل مجتمعي الذي نشأت به
يجب ان تهتم الجاليه المصريه بامريكا بالمواهب الشابه وتدعمها وتنتج لها ولا تقف في دور المتلقي فقط
حوار : رشا لاشين
هو واحدا من جيل الوسط الذي يؤمن بطاقة الشباب ومواهبهم التي اهملتها الدولة في الفترة الاخيرة فترجم ايمانة بهذه المواهب اقامة مسرح للشباب الموهوب بمركز ابو المطامير بمسقط رأسة بمحافظة البحيرة كما فعل ابن بلدته الفنان عبد العزيز مخيون ,, الفنان محمود الجندي ,, صاحب الارادة القوية في الحياة بعد سلسلة المصاعب التي المت به في الفترة الاخيرة وخاصة بعد وفاة زوجته وابنته في حادث .. وبعد طلاقه لزوجته الفنانه عبله كامل وعودته للعيش وحيدا مرة اخري .. لكن القدرة علي العطاء وحب الفن غلبت كل هذا .. واستمرت الحياة فهي لا تتوقف علي احد .. كان لصوت بلادي نصيبا في لقاء الفنان الكبير وكان كالتالي ..
س : كيف يستطيع الفن محاربة الارهاب في ظل هذه الظروف الصعبه وعدم الاستقرار التي تشهدها مصر؟
ج : ليس الفن بمفردة مكلفا بهذا لان هذه معركة كبري ليس السلاح وحده فيها يكون الاداة ولكن هي حرب فكرية ايضا .. فمعركة السلاح ضد الارهاب هي مهمة الجيش في تدمير بؤر الارهاب وخاصه في سيناء والمسؤول عن تغذية الارهاب في المجتمع يكون من خلال بعض العناصر في شتي الاماكن مثل المدارس والجامعات والمساجد والنوادي .. كل مكان به تجمع فهو عرضه للتغذية الفكرية الخاطئة التي تكون منبعا للارهاب فتركنا كل هذا يعبث بفكر وعقل الشباب سنوات وسنوات دون نصح وتوجية .. تركنا المدارس تعبث في عقول صغارنا من خلال بعض الافكار المتطرفة التي تبث في مناهج التعليم ولم تقم ايضا الثقافه بدورها في محاربة هذا الفكر وتنقية وجدان المواطن بصورة سليمة والمعركة اليوم هي معركة مجتمع فهل سيفوز الفن ام تجديد الخطاب الديني في عملية اقناع الشباب بسليم الدين وصحيحه والخطر هنا يكمن اننا نحارب ذئب متخفي وليس عدو واضح وظاهر للجميع " انسان مختل عقليا ويحمل بيده قنبلة .. كيف استطيع مواجهته ؟؟" .. فبالتالي تكمن المسألة في كيفية القضاء علي المنبع .. وهذه هي الحرب القادمة واعتقد انها ستستمر لمدة طويلة لاننا نحارب اصحاب فكر موتور مشوة وهذا ليس في العالم العربي فقط بل في اوروبا ايضا التي اصبحت تقاسمنا المعاناه في مواجهة هذا الارهاب ومصر تحديدا يحاصرها هذا الكابوس بعد المرور بثورتين ومرحلتين غايه في الصعوبه اصابوها بجرح كبير مازالت تعاني منه الي وقتنا الحالي واذا لم نعترف بذلك فاننا ندفن رؤوسنا في الرمال .. فالدول العربية كلها مستهدفه وليست مصر وحدها ويكفي ماحدث لسوريا والعراق من تفتت وتشتت .. اما الفن فسلاحه ضد الارهاب والتطرف يكون من خلال مسرحيه او فيلم او مسلسل او اغنيه والسلاح الفني الاكثر تأثيرا هو المسرح لان به سحر الاتصال المباشر بين المتلقي وبين المبدع والذي لابد ان ينتشي ويعود لقوته مرة اخري ويتحد القطاع العام مع القطاع الخاص في انتاج اعمال مسرحيه وليس كل جهه بمفردها لاننا في معركه واحده ولابد ان يكون خطابنا واحد .
س : هل سيكون الانتاج عائقا امام زيادة الاعمال المسرحيه التي تحارب هذا الفكر او لتوعيه الجماهير بشكل عام وخاصه ان عصر ما قبل الثورة كان يشهد غزارة في العمل المسرحي وليس كما هو الحال الان ؟
ج : المسرح لم يكن في اعلي درجاته ايام مبارك بالعكس افضل فتره في حياة المسرح المصري كان بالستينات لان هذه المرحلة كان بها ازدهار ادبي وفني وسياسي لما كانت تشهده هذه الفتره من استقرار اجتماعي اما الان فالوضع علي النقيض تماما والاعمال مستواها هبط بسبب دخول التجارة ورأس المال وتفضيله علي الابداع الفكري والفني والحرص علي جني اكبر قدر من الارباح والايرادات .. الانتاج الان اصبح بيزنس فقط .. وبالنسبه للانتاج السينمائي فهو صناعه وتجارة في نفس الوقت ولابد للدولة ان تساهم مع شركات الانتاج السينمائي الخاصه في صناعة اعمال سينمائيه متميزة مثل شركة مصر للتوزيع والانتاج السينمائي او تنتج كما كانت بمفردها لاحداث منافسه في السوق بينه وبين القطاع الخاص وزياده عدد الاعمال الابداعية والفنيه .. اما الحال كما هو متروك كله للقطاع الخاص فهذا سبب فساد الذوق العام بسبب مواكبة الانتاج لموضة الشباب والسعي لجمع الارباح المادية فقط دون النظر لقيمة العمل الفني فهناك شركة سينمائية واحده قامت برفع سعر نجم مثل محمد رمضان الذي ساهم في تفريغ عقل الشباب وتدمير جيلا باكمله من خلال تقديم نماذج سلبيه في المجتمع وتقديم الشباب المصري علي انه بلطجي ويميل للاجرام .
س : هل تجربة إلحادك كانت بسبب حدث عارض تعرضت له .. ام ان هذا كان نتيجة التمرد علي التقاليد القديمة ؟
ج : هذا وضع طبيعي للانسان الذي يستخدم عقلة لابد ان تمر عليه فتره يتفكر فيها في سبب خلقه ووجودة وهذا التساؤل دائما مطروح عند الذين يستخدمون عقلهم في حياتهم الي ان يرشده الله الي الصواب من خلال اشارات يفهم منها ان الله موجود او عن طريق البيئه التي يعيش فيها التي يجد من خلالها من يدله علي صحيح الدين ويهديه الي الصلاح وطريق الله
فمرحلة رفض الفكر القديم هي حتمية المرور علي كل مراهق فكري يتمرد علي التقاليد والتي تسمي في علم النفس بنظرية " قتل الأب " أو رفض القديم لانه يتمثل في نفسه انه يفهم كل شيء حتي يصطدم بالحقيقه ويكبر وعيه وينمو ادراكه حتي يعرف حقيقة الدين فيعود الي الطريق الصحيح وهذا ما حدث معي وكثرة اضطلاعي علي كتب الفلسفه الوجودية جعلني اتيقن ان هذا العالم هو من صنع نفسه بنفسه وان الطبيعه هي اساس الوجود الي ان جائتني بعض الاشارات تثبت ان حياة الانسان ليست بيده وان لو كان في امكانه تغييرها لاستطاع ذلك ونظرا لبعدنا عن الدين وهذا ما جعلني اثبت علي المرحله التي امر بها الان .
س : هل دائما يسبب التشدد في الدين او التطرف .. خروج الشباب عن دينه واتجاهه الي الالحاد واللادين ؟
ج : اذا لم يجد الشباب من يرشدهم الي صحيح الدين وترغيبهم في العبادة والاتجاه الي الله بصورة صحيحه وتوجيه خطاب ديني سليم لهم فانهم بصورة او باخري يتمردون علي اصولهم الدينيه وينحرفون عن الطريق السليم بسبب افتقادهم لمن يراعي مراهقتهم الفكريه وعدم تقدير الكبير لافكارهم وثقافاتهم .. وانتشار كثرة الفتاوي والحلال والحرام جعلهم مشتتين ذهنيا وفكريا .. كذلك انفصال دور المدرسه عن المنزل او الاسرة وعدم اكمال الناقص في دور كل منهما خلق جيل ضائع وتائه لا يعرف الخطأ من الصواب فالاسرة تعلم الطفل شيء والمدرسه شيئ اخر .. فلابد من اعادة قيمنا وتقاليدنا والتأكيد عليها مره اخري في المدرسه والبيت والشارع .
س : ما هو الحب الحقيقي في حياة محمود الجندي ؟
ج : اذا لم يكن هناك حب في حياة الانسان فهو في درجه اقل من درجه الحيوان .. والحب بعيدا عن الشهوانيه والماديات هو حب الايثار والتضحيه الذي يخلق نوع من النقاء والشفافيه .. واعظم حب هو حب الاسرة وهو النواه الاولي لحب الغير وحب المجتمع وحب الجنس الاخر الذي يكون بشيء من الغريزة ممزوج بالرغبه ايضا ولكن اعظم حب يصل له الانسان هو حبه لله سبحانه وتعالي .. اذا وصل الانسان لهذه الدرجه سيقوم بحل كل مشاكل حياته بما فيها مشاكله النفسيه حتي .
س : هل الفنانة عبله كامل هي الحب الحقيقي في حياة محمود الجندي او بمعني ادق هي المراه الوحيده التي دخلت قلبك ؟
ج :عبله كانت زميله قريبه لقلبي وبينا درجة عاليه من الاخوة والصداقه وهييء لنا .. اننا اذا تزوجنا سينجح هذا الزواج ويستمر لكن الزواج في بيت فني من الطرفين دائما لا ينجح بسبب عدم الاستقرار وان الزوجين كلاهما خارج المنزل منشغل بعمله اذا فهي تجربه غير موفقه لاننا حسبناها بطريقه خاطئه ..
س : لماذا ندمت علي المشاركه في مسلسل " الأب الروحي " .. هل كانت مشكله مع الانتاج ام ماذا ؟
ج : لا بل بسبب الورق وليس الانتاج .. لانني قرات ملخص العمل وعرفت دوري فيه وبناء عليه وافقت علي الدور .. الذي له بصمه في الحدث الدرامي وبدأ التصوير وعندها كنت اقرأ الحلقات واعرف مساحة دوري في كل حلقه ففوجئت بأن الستون حلقه من المسلسل نصيبي فيهم عشر مشاهد فقط وهذا ما جعلني احزن واندم علي المشاركه في العمل وهذا غير مناسب لتاريخي الفني وايضا اسمي موجود علي تتر المسلسل وفي النهايه تكون المحصله عشر مشاهد فقط وهذا ما جعلني اندم بسبب مشاركتي مع مخرج صغير ليس لديه خبره كافيه ويفقد السيطرة علي الكاتب او المؤلف وعدم حدوث توافق بينهم او اتفاق اثناء العمل .
س : كيف يستطيع الفنان الملتزم دينيا ان يوظف دينه في خدمة الفن ؟
ج : يجب عليه طبعا ان يوظف التزامه الديني في خدمة الفن الا يقول سوي كلمة الحق وان لايشارك في اي عمل دون المستوي التي من الممكن ان توجه الجمهور توجية خاطيء وان يكون قدوة لزملاؤة في العمل وفي سلوكه وان يتحري الصدق في كل شيء حتي في علاقاته بزملاؤة وان يحافظ علي كلمته ويحترم مواعيده كل هذا التزامة الديني بيفرضه عليه وان يختار ادوار تناسب هذا الالتزام .
س : هل اساء الفن الي المجتمع المصري وصورته بالخارج والذي ابرز كثيرا من الشخصيات التي تقدمها بعض الاعمال الفنيه مثل عبده موته وخالتي فرنسا ورفاعي الدسوقي وغيرها ؟
ج : انا لست متشائم لهذه الدرجه لكن اكيد كل عمل به ايجابيات وسلبيات فالفن شيء جميل وعليه اقبال من كل الناس ومغري للشباب انهم يقلدوا ما يحبوة من اعمال فنيه وفي نفس الوقت تجذب الممول للفيلم الذي يقدم هذه المغريات للشباب وهذا يعتبر نوع من التجارة ويعتبر ايضا عدم شرف لاني اقدم لكي بضاعه ليس بها اي استفاده لكي وانتي تدفعين فيها مبلغ من المال وهذا اسميه عدم شرف وهذا في كل النواحي الحياتيه وليس الفن فقط .. وانا ايضا ضد الاسكتشات التافهه التي تقدم علي المسارح فهذا ليس بفن .. هذا اسميه عبث فالمسرح يجب ان يستعيد رونقه مره اخري وان يكون الشباب الموهوب مثقف في نفس الوقت ويعرف الرموز الكبار مثل صلاح عبد الصبور والفريد فرج ويوسف وهبي والكثير من العلامات البارزه والشخصيات العظيمه في تاريخ المسرح المصري .
س/ هل الشهره والفن غيروا شخصية محمود الجندي الانسان؟.
ج : لا شيء يستطيع ان يغير محمود الجندي كإنسان لا الفلوس ولا الشهرة ولا الفن لان العمليه هنا تعتمد علي تربية الشخصيه نفسها الحمد لله نشات في بيئه تعلمت منها القيم والتقاليد والتي لازالت موجوده معي حتي الان.
س : كل عام يحدث نوع الاستفزاز بين الجمهور بسبب اجور الفنانين العاليه في الاعمال الرمضانيه مما يسبب حاله من النفور والغضب وتتأكد مقولة ان مصر لا تخدم الا الفنانين ولاعبي الكره فما ردك علي هذا الكلام؟
ج : الصحافه هي المسئوله عن حدوث هذا الاستفزاز وهي ارقام ليست حقيقيه ولن تفيد الناس في شيء اعتقد ان للصحافه دور اسمي من ذلك بكثير وايضا لابد ان يتحلي الناس بالرضا ولا يستجيبوا للاشاعات التي تطلقها بعض الصحف.
س :هل تم دعوتك للعمل بجمع فني كبير لمواجهه الارهاب وهذه الفترة العصيبه في تاريخ مصر .. وماهي كلمتك للمنتجين المصريين ؟
ج :اتمني ان اشارك في عمل مثل هذا واوجه ندائي لكل المبدعين من الكتاب والمنتجين والفنانين لاخراج عمل ضخم يحارب الارهاب وأنا بصفتي فنان اقوم بتشجيع المواهب الشابه عندنا في مركز ابو المطامير بالبحيرة وقمت بانشاء مسرح خاص بالمدينه يجمع كل الشباب الموهوبه في الكتابه والتمثيل كل عام رغم ان هذا دور وزارة الثقافه الا انني بدأت بعمل هذا المشروع بجهودي الذاتيه وان اقوم بتحقيق الهدف المطلوب وهو متعة المشاهدة لدي الجمهور من خلال اتقان عناصر العمل الفني كما انني ادعو كل فنان من اي محافظة في مصر ان يقوم بعمل هذا المشروع كدين عليه في المكان الذي ولد فيه وان يرد الجميل لاصحابه فكانت دعوتي بعنوان العودة للجذور هي بمثابه نقطة النور التي تعطي الامل لكثير من الشباب الموهوب والتي بدأت بتنفيذها منذ خمس سنوات .
س : ماهي الرسالة التي تحب أن توجهها للجاليه المصرية في امريكا كفنان مصري ؟
ج : اعلم جيدا ان المصريين بالخارج مدركين اكثر بمتاعب مصر وظروفها ولابد ان يظهر فن المهجر من خلال تشجيع رجال الاعمال المصريين بالخارج للمواهب في الجاليه وانتاج اعمال تليق باسم مصر ويروج لها الاعلام والا يقف ابناء الجاليه في وضع المتلقي لابد من ان يكون هناك نوع من انواع التفاعل بين ابناء الجاليه والوطن الام .