أمينة خيرى تكتب: ثورة رقمية حتمية

أمينة خيرى تكتب: ثورة رقمية حتمية
أمينة خيرى تكتب: ثورة رقمية حتمية

نحتاج ثورة فى مجال الاتصالات كتلك التى حدثت فى مجال الطرق فى مصر. وهى ثورة لم تعد تحتمل الانتظار وباتت حتمية. حتمية تحسين وتقوية سرعة الإنترنت فى مصر تُمليها قواعد الحياة فى زمن الوباء وبعده لأن طبيعة الحياة الجديدة ستكون رقمية بامتياز.

ومَن يصر على الإمساك بتلابيب «مدام عفاف» القابعة فى ركن الأرشيف، أو الإقرار الموقع من موظف الحكومة ومعه ختم النسر لإثبات أن فلانة آنسة لم يسبق لها الزواج، فإنه حتمًا فى ذيل الأمم. لقّنتنا «كورونا» دروسًا لا أول لها أو آخر. لكن تبقى دروس البنية التحتية الرقمية والتمكين العنكبوتى من أهمها. وجميعنا يتذكر أشهر الإغلاق التى تمكن أثناءها الملايين من الحفاظ على أعمالهم وتعليمهم بفضل الله والإنترنت. والمعروف أن قطاع الاتصالات فى زمن الوباء فى كل أنحاء العالم لم يعد يقتصر على التواصل التقليدى والبحث عن المعلومات، بل بات عمودًا فقريًا لاستخدام البيانات والمحتويات والتطبيقات الرقمية من قِبَل الأفراد والحكومات والأعمال لضمان استمرارية الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية فى ظل ظروف الحياة الجديدة. وأتابع بكثير من التفاؤل ما يصدر عن وزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكذلك الإسكان والمجتمعات العمرانية من تصريحات خاصة بتنفيذ شبكة الألياف الضوئية للاتصالات فى المبانى لتحسين خدمات الإنترنت فائق السرعة، أو ما يسمى تفعيل الكود المصرى لأسس التصميم واشتراطات تنفيذ شبكات الألياف الضوئية للاتصالات فى المبانى.

هذه الكابلات قادرة على إتاحة ورفع كفاءة خدمات نقل البيانات. وعلى الرغم من المعلومات التى ذكرها وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، دكتور عمرو طلعت، فى فبراير الماضى، فى مجلس النواب، قبل أسابيع، عن تقدم ترتيب مصر فى سرعة الإنترنت الأرضى فى إفريقيا من المركز الـ40 فى عام 2019 إلى المركز الرابع فى عام 2020، فإننا بحاجة إلى المزيد. وكم كانت سعادتى بإعلانه عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى لرفع كفاءة البنية التحتية المعلوماتية فى قرى مبادرة «حياة كريمة» فى مليون بيت، فهذا مفهوم لو تعلمون عظيم، فالحياة الكريمة ليست سندوتش جبنة رومى فقط وكرتونة رمضان، لكنها تمكين رقمى أيضًا. وبمناسبة التمكين الرقمى، فإن كثيرين يعانون الأمَرَّيْن من بطء الإنترنت، وبينهم موظفو البنوك الذين يتجرعون مرارة «بطء السيستم» أو وقوعه برمته. وهنا لا تفيد خدمات بنكية عبر الإنترنت أو عبر الشباك، فكلتاهما محكومة بالشبكة. ونحمد الله كثيرًا على عناصر بشرية تصارع من أجل التسهيل على المواطنين. أحد هؤلاء تابعته دون سابق معرفة، وهو وكيل مدير البنك الأهلى المصرى فرع ثروت وسط القاهرة، السيد عماد الدسوقى. كبار السن يحظون بسرعة الخدمة وكذلك أصحاب القدرات الخاصة. يتعامل مع المشكلات وعصبية العملاء بصبر وحنكة، ويتحمل عبء بطء السيستم دون تذمر. وهذا يعنى أن الثورة الرقمية تظل فى حاجة إلى عناصر بشرية تحسن التعامل معها وتهب للنجدة فى أوقات تعثرها.