بوابة صوت بلادى بأمريكا

أمينة خيرى تكتب: طرق مصر

تريليون تحية لكل مَن فكر وخطط ونفذ شبكة الطرق المصرية الهائلة. تغيير جذرى تدور رحاه فى معالم مصر، وهو تغيير سيؤدى حتمًا إلى تعديل وتحديث وتطوير لكل ما يتعلق بالطرق من جذب استثمارات ونقل بضائع وحركة مسافرين وسياحة، فتحية إعزاز لرئيس الدولة، السيد عبدالفتاح السيسى، وللوزراء المعنيين والمهندسين، وأخيرًا وليس آخرًا لأصغر عامل ضالع فى هذه النهضة الكبرى.

والنهضة الكبرى فى الطرق لابد أن تكتمل بتأمينها وتأمين مَن يسير عليها. والتأمين لا يقتصر على إمدادها بعربات الإسعاف لإنقاذ المصابين فى الحوادث أو نقل القتلى، ولكنه يتمثل أيضًا فى وضع حد فورى للجنوح القاتل والجنون الضارب والفوضى العارمة، التى تزيد وتنتشر وتتوغل يومًا بعد يوم.

لا يمر يوم دون مطالعة كتابات المعارف: «لله ما أخذ ولله ما أعطى» و«إنا لله وإنا إليه راجعون»، حيث يُغيِّب الموت صديقًا أو قريبًا أو مجموعة بسبب جنون السرعة، أو سير عكسى، أو عته قيادة. فى أمسية واحدة: «إصابة 24 شخصًا على طريق السويس- الإسماعيلية»، «11 مصابًا على دائرى القاهرة الجديدة»، «وفيات وإصابات فى تصادم مروع على طريق الإسماعيلية الصحراوى»، «إصابة 8 أشخاص فى انقلاب سيارة فى العياط»، «مصرع شخص وإصابة 3 فى حادث فى دكرنس»، بالإضافة إلى ما نراه على الطريق بينما نمضى.

وإذا كانت الحياة والموت قضاء وقدرًا، فإن تطبيق قواعد الأمان بصرامة، والتدقيق فى إصدار رخص القيادة، والتأكد من أن الجالس خلف المقود ليس معتوهًا أو معتمدًا على التستوستيرون وحده لترويع المحيطين، ومحاسبة قادة السيارات لا على الرخص فقط، ولكن طريقة القيادة وسرعتها، وإجبار الجميع على الالتزام بالحارات وليس القيادة الحلزونية وغيرها ليست تدخلًا فى قضاء الله وقدره، لكنها تفعيل لما أمرنا الله به من القيام بعملنا دون تهاون أو إهمال أو تقصير.

التقصير الواضح وضوح الشمس على الطرق، ولاسيما السريعة، حيث مئات من عربات النقل المكشوفة التى تقل عشرات العمال الجالسين والواقفين على متنها، بينما يقود السائق ظنًا منه أنه كابتن طيار، يتمثل فى مرورها بسلام وأمان أمام لجان مرورية دون تدقيق أو توقيف إلا فى رخص القيادة. سيارات ملاكى دون لوحات أرقام تمر هى الأخرى بكل سكينة ووداعة، ولا أريد أن أقفز إلى تكهنات بهوية قائديها، سير عكسى على طرق سريعة، رأيت العديد منه قبل أيام، على الطرق الرائعة المتصلة بالعاصمة الجديدة قدومًا من العين السخنة ليلًا، سيارات نقل وملاكى وتروسيكل يقرر أصحابها أن تشغيل الإضاءة ليلًا اختيار وليس إجبارًا.

كل ما سبق لا يعنى بأى شكل من الأشكال قلة تقدير لما يقوم به المسؤولون والعاملون فى المرور، لكن التقدير والتفهم لمصاعب المهنة شىء، والشكوى العميقة والشديدة من حال تطبيق قوانين المرور شىء آخر.

 

أخبار متعلقة :