دائما ما كنت اتسائل وانا في سن اقل بكثيرا وفكر لم ينضج بعد وثقافة محدودة هل ايران دولة عربية ؟هل ايران دولة اسلامية؟ هل هي دول صديقة ام عدوة وما طبيعتها وما سياستها .عندما زاد اهتمامي بالشان السياسي الدولي والعالمي بدات اقرأ عن ايران وتاريخها بعمق ومؤخرا حاولت اقرا في الادب القصصي الايراني فقرات رواية بنات ايران وقرات حديثا كتاب (قصة حب ايرانية تحت مقص الرقيب ) للكاتب الايراني شهريار مندني بور.
في هذا الكتاب كان يحاول الكاتب ان يجد نهاية سعيدة لاي قصة حب بين رجل وامرأة في مجتمع يسوده الارهاب الفكري ويعاقب علي العلاقات العاطفية غير الشرعية بين الرجال والنساء فدائما هناك رقيب ويتحدث الكاتب عن النظرات والمشاعر البريئة المكبوتة بين الجنسين .بسخرية ممزوجة بالالم تحاكي الرواية واقع المجتمع الايراني بعد الثورة الاسلامية والحكم بتضييق القوانين فيما يخص الحرية الاجتماعية وخاصة التي تحكم العلاقة بين الجنسين وتطلعات كل منهما الذكر والانثي في المجتمع الايراني لمدةجسر التواصل بينهم دون رقابة او منغصات او عقوبات.
فالقصة تدور بين .دارا وسارة ابطال القصة وبين الرقيب السيد بيتروفيتش الذي يضيق عليهم الخناق ويحول دون مرورهم بعلاقة عاطفية سعيدة وياخد الكاتب دور المشاهد فقط الذي يسرد القصة في حسرة متمنيا ان يتغير المجتمع الايراني وتصبح العلاقات بين الجنسين بها شيئا من الحرية بعيدا عن اتهام المجتمع الايراني بنشر الرذيلة او الانحراف .
ما لفت نظري في الكتابين ان المجتمع الايراني لابد وان يكون مجتمع مصدر حتما للفكر الارهابي ومجتمع يولد منه الديكتاتورية الفكرية وحب التسيد وقمع الحريات لان الادب القصصي الروائي يعبر بشكل كبير عن طبيعة المجتمعات وايدلوجيات التفكير ومن سطور بسيطة ومعرفة قد تكون لم تصل لحد العمق وان كانت سطحية ولكن استنتجت من خلالها ان المجتمع الايراني مصاب بالجفاف العاطفي والقسوة والخواء من الانسانيات والتطرف الفكري .وبما ان اداب الشعوب وفنونها هي اجمل مافي الشعوب فالادب الايراني مما قرات حتي الان هو دليل من قلب ايران انها دولة ارهاب .
قد يعارضني البعض متحدثا عن المملكة العربية السعودية وانها نفس النهج في العلاقات بين الجنسين وان بداخلها قمع للحريات احدثكم عن رايي الشخصي ورؤيتي التي لااجزم بصحتها ولكني مقتنعة بها .المجتمع السعودي مختلف تماما ليس متشدد فكريا او مجتمع متدين كما يظن الكثيرون لطبيعة وجود المزارات الدينية للمسلمين هو مجتمع متدين ظاهريا ولكن الواقع مختلف تماما والفكر مختلف تماما عن فكر الشعب الايراني حتي داخليا المجتمع السعودي يمارس كل الحريات التي تتعارض مع كونه مجتمع متدين او دولة لها طبيعة خاصة ولكن دون جهر او اعلان .
لذلك الفرق كبير جدا بين طبيعة الدولتين فالمملكة صدرت الفكر الوهابي المتخلف والمتشدد دينيا ولكنه فكر هش حدد الدين في شكل ظاهري وافكار متطرفة ولكنها متخلفة تفتقد للمنطق اما الفكر الايراني فهو اعمق في التحريض والتفريق وبث الكره حتي بين ابناء نفس العقيدة وتهديد وارهاب الشعوب .
أخبار متعلقة :