كل ما عليهم هذه الأيام وضع كلمة فضائح فى جملة غير مفيدة أو عنوان مقالة أو عنوان فيديو أو يكون العنوان بأكمله هو الفضيحة لتحقيق الشهرة و الانتشار و سواء المحتوي يمت بصلة للعنوان أو لا يمت بصلة سوف يحصدون فورًا ملايين المشاهدات ! لأنهم و ببساطة شديدة يتاجرون بفضائح البلاد و العباد لعمل شهرة و شد أنتباه المتابعين في العالم و تحقق عدد كبير من المشاهدات فى وقت قياسي ليصبح الخبر ترند و من ثم الشهرة و المال و تنساق الغالبية وراء هذه النوعية من المواضيع و يتابعون مروجي الفضائح و الشائعات و الأصوات العالية ! يحدث هذا فى وقت لا ننتبه فيه لقضايا و أحداث مصيرية و أولوياتنا معطلة بشكل كامل ! نتابع من يقومون بالمتاجرة بالفضائح للإلهاء و ضياع الوقت و الطاقة و يصبح التخطيط لمستقبلنا و مستقبل أبناؤنا متوقف عند توفير الطعام و الشراب و المأكل و الملبس و المسكن و على الأكثر التعليم ! أشياء يجدها البعض خارقة و صعبة المنال و فى رحلة الحصول علي هذه الأشياء الضرورية للحياة أو بعضها يعلق البعض الفشل في الحصول عليها على شماعة الظروف و الفساد و قلة الدخل و انعدام فرص العمل إلى اخره !
عذرا أنتم مشغولون بالمسائل الغير هامة و الغير مؤثرة و الغير بناءة !
لا أحد يهتم بموضوعات الإصلاح و التنمية أو الاختراع و الزراعة و الصناعة أو بمناقشة القوانين التي يحتاجها المجتمع أو كيفية تطوير التعليم و تشجيع أصحاب المواهب و الاهتمام بالبحث العلمي و الابتكار ! لا أحد يهتم بالحياة السياسية و محاربة الفساد و تربية الأبناء و تشجيع الشباب و وضع برامج للتثقيف و الاستفادة من الحكماء من كبار السن و لا أحد يوجه المجتمع نحو مسؤولياته تجاه الحالات الإنسانية و الخاصة و العمل علي تسهيل حياة المحتاج و لا أحد يلقي الضوء بشفافية علي أنشطة منظمات و نوادي الأنشطة الاجتماعية و الأهلية و الجمعيات الخيرية و زيادة الوعي و الحث علي المشاركة الاجتماعية بدلا من تسليط الضوء علي أصحاب المصالح الخاصة المحدودة ! من منكم يعمل علي مليء فراغه بشكل يفيد المجتمع ؟ و هل الاهتمام بالشائعات و الفضائح بهذا الشكل طبيعي ؟ لقد أصبح مرضاً نفسياً و اجتماعياً تسبب في انتشار الرذيلة ،، لأن الاعتياد على سماع هذه النوعية من الأخبار و الفضائح يجعلها بالتدريج شيئا عادياً و سلوكاً طبيعياً يمكن تكراره ! الحقيقة أن صفحات السوشيال ميديا أصبحت مليئة بالفضائح و إعلامنا الموقر لا يواجه بل يقلد و أصبح لا لون أو طعم له !
لقد فقد المصداقية باستيفاء المعلومات و المواضيع و الفضائح من خلال صفحات الفيس بوك و السوشيال ميديا ليقوم بتكرارها و بالرد عليها خصوصا ما يتعرض منها للدولة ليتبني الدفاع عن الدولة بمناسبة و بدون مناسبة و يتناول بإسهاب و تفصيل أحداث يمكن ان تكون مجرد خبر من سطرين فى صفحة الحوادث مثلا ؟! تاركاً القضايا الهامة خصوصاً إذا كانت تمس أصحاب المعالي و السيادة و السعادة و أصبح المواطن يتيم لا يشعر أحد بمشاكله و عرضة للتشويش يسعي الجميع لاستقطابه ! و هنا أريد أن أقول لكم أن الجميع يكذب و يضلل بلا استثناء إلا من رحم ربي من أولي العزم و الذين أطلقت عليهم اليوم وصف (ثلاثة في واحد ) أي أن الشخص يستطيع أن يري نفسه كما يراه الناس و كما هي حقيقته بدون نقص أو زيادة عكس كل من نراهم و نسمعهم ونقتنع بهم لأننا نراهم مثاليون و هم يرون أنفسهم بارعون و حقيقتهم شيء آخر لا يعلم به إلا الله ! و اما عن الذين نراهم كما يرون أنفسهم و كما هي حقيقتهم ( ثلاثة في واحد ) هؤلاء لا تجدهم يهتمون بالفضائح أو القضايا الصغيرة و المواضيع التافهة ثابتين علي مبادئهم و من سماتهم الأصيلة الصدق و الوفاء ،، هؤلاء من أولي العزم لا يدافعون عن مبدأ بالصراخ و الصوت العالي و لا يستخدمون الأداء المسرحي و المبالغة في الحزن و الفرح و التعاطف و الحب و الكره ،، ظاهرهم مثل باطنهم ،، و برغم إحترام الناس لهم إلا أن الإقبال علي سماع آراؤهم و الأخذ بمشورتهم ضعيف ! إلا في الأوقات الصعبة و المواقف الحرجة يلجأ لهم الناس و كأنهم طوق النجاة وسط كل هذا الكذب و النفاق و الشائعات و الفضائح ليجدوا عندهم الحقيقة ،،
أخبار متعلقة :