..... مع تزايد معدلات الطلاق خاصة في أخر عشر سنوات بشكل ملوحظ في المجتمعات العربية وخاصة في المجتمع المصري ونسبة الطلاق في مصر هي من أعلى النسب العالمية والطلاق خطر كبير ويؤدي إلي تفكك الأسرة وضياع الأطفال في الكثير من الحالات وفي ظل تزايد معدلات الطلاق تراجعت نسبة حالات الزواج خوفا من الإنفصال وما يترتب عليه من آثار وبذلك ارتفعت نسبة العنوسة لتصل الي حوالي أكثر 15 مليون حالة. وهذا الأمر يدعونا للتوقف وطرح الموضوع للنقاش والتساؤل لماذا تضاءل الإيمان بفلسفة إستمرار الحياة الزوجية ومواجهة الصعوبات الحياتية بشجاعة ومثابرة وتقبل كل طرف لعيوب وسليبات الطرف الآخر حتي تستمر الحياة في إطار من الإحترام المتبادل؟ وهل المحافظة علي كيان الأسرة هو دور الرجل فقط أم أن المرأة هي شريك فعال ومؤثر في إستمرار الحياة الأسرية ؟
أسباب الطلاق......
هناك الكثير من المسببات سواء إجتماعية أو نفسية أو إقتصادية او غيرها والتي قد تختم نهاية قصة الزواج بمشهد الطلاق وتعد واقعة الخيانة الزوجية من بين إحدي أهم أسباب الطلاق والتي تدفع الطرف المجني عليه في الواقعة في الأغلب أن يتاخذ قرار إنهاء العلاقة ثأرا لكرامته وكذلك كثرت الخلافات المستمرة وعدم التفاهم واختلاف الأفكار بين الزوجين لدرجة يستحيل معها استمرار الحياة وأيضا من بين أهم أسباب الطلاق استخدام العنف الجسدي ضد المرأة وسوء معاملتها وكذلك الغيرة المبالغ فيها والتي تتحول إلي شك وعدم ثقة تعد بمثابة فتيل قادر علي إحراق الحياة الزوجية بلاشك.
آثار الطلاق السلبية
...... أول من يتأثر من واقعة الطلاق هم الأبناء وتقسم حياتهم ما بين الأب والأم وقد يؤدي هذا النمط من الحياة الغير مستقر والغير متكامل إلي مشاكل نفسية يعاني منها الأبناء فيما بعدأحيانا كما أن لقب مطلقة في مجتمعنا العريبة لقب يجعل المرأة تشعر بإستحياء وتحاول دائما أن تثبت للمجتمع أنها ضحية أحداث أو ظروف أو شخص جعل حياتها الزوجية تنتهي تلك النهاية وكذلك الرجل المطلق يحاول جاهدا ان يثبت انه ليس رجل فاشل أسريا بل قادر علي إقامة حياة أسرية جديدة ناجحة وكأن واقعة الطلاق بمثابة جريمة كل طرف يحاول يثبت انه غير مسئول وأنه مجرد ضحيه.
الطلاق النفسي او الانفصال العاطفي.....
وقد انتشر مؤخرا بنسبة كبيرة ما يعرف بالطلاق النفسي أو الطلاق الصامت ويحمل في طياته تداعيات كثيرة والخبراء النفسيين أكدوا أن الطلاق النفسي لا يحدث فيه إنفصال تام بين الأزواج ولكن يتحول البيت إلي جدران صامته وظهور فجوة بين الزوجين وتترجم اللغة وبينهم إلي لغة الصمت ويعيش كل من الزوجين حالة من الوحدة النفسية وهذه الحالة تؤثر علي كافة العلاقات داخل الأسرة كما تؤثر علي الأبناء.
دور الأسرة والتربية....
يأتي دور الأسرة والتي تقوم بتربية الأبناء منذ الصغر فيجب علي الأسرة زرع قيم ومبادئ لدي الصغار مثل تحمل المسئولية وتدعيم قيم المشاركة الأسرية واحترام الآخر حتي في ظل وجود إختلاف في الرأي و تربية الأبناء علي فلسفة احترام كيان وتماسك الأسرة ويجب كذلك أن يكون الأب والأم نموذج وقدوة للأبناء داخل الأسرة فالطفل الذي يترعرع داخل أسرة مترابطة يسودها الإحترام والتفاهم والمودة وغيرها من القيم الأسرية الراقية سيتبني تلك المباديء وسيتعامل من خلالها عندما يكبر ويكون أسرة.
دور المؤسسات التعليمية والدينية.....
يجب علي المؤسسات التعليمية والدينية زرع قيم السلام والمودة والرحمة واحترام الآخر وأهمية قيمة الحياة الزوجية في ظل تعاون ومشاركة وحب وصدق حتي يعتنق الأطفال والشباب والفتيات عقيدة أن الأسرة كيان مقدس يجب المحافظة علي بنيانه وأن الطلاق هو خيار أخير وليس أول لحل الخلافات أو الهروب من الصعوبات التي تواجه شركاء الحياة. فلماذا لاتدرس مادة تخص بالأخلاق لبث وتعليم الكثير من القيم والمباديء الأخلاقية الراقية والتي يستفيد منها الشباب عند تطبيقها في حياتهم فيما بعد عندما يكونوا قائمين ومسئولين عن إنجاح علاقات وكيانات أسرية.
دور مؤسسات المجتمع.....
لابد من تعاون مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية المعنية لدراسة ظاهرة تزايد معدلات الطلاق وحشد عدد من علماء النفس والإجتماع وغيرها من التخصصات لبحث أسباب تلك الظاهرة ومحاولة إيجاد حلول تؤدي إلى تراجع معدلات معدلاتها. ونهيب بكم أن تقدموا قصاري جهودكم كلا منكم في مجاله لمساندة الشباب وتقديم كافة أنواع الدعم سواء نفسي او إجتماعي او غيره حتي لا يهرب الشباب من واقع مشاكلهم الأسرية بقرار الخلع أو الطلاق. وتكاتف كلا من المؤسسات الحكومية المعنية ومن بينها المجلس القومي للمرأة والمركز القومي للبحوث الإجتماعية وكذلك الجمعيات الأهلية ودراسة إعداد دورات توعية وتثقيف للشباب المقبل علي الزواج او من تزوج بالفعل لتدعيم روح المحافظة علي كيان الأسرة وكذلك تجنيد عدد من استشارين متخصصين في العلاقات الأسرية يلجأ لهم الشباب لطلب المشورة في حل مشاكلهم سريعا قبل أن تتفاقم فالطلاق خطر يهدد كيان الأسرة وله من الآثار السلبية ما لا يعد ولا يحصي علي أفراد الأسرة. وفي سبيل المحاولة لتراجع معدلات الطلاق حديثا يجب أن تتضافر كل الجهود الحكومية والأهلية معا في سبيل الحفاظ علي كيان الأسرة والمجتمع وحماية مستقبل الأبناء.
الإختيار المناسب.......
وأخيرا أحث الشباب ان يتوخي الحكمة وعدم التسرع في إختيار شريك الحياة لان الشراكة الأسرية معني أعمق بكثير من مجرد التسرع وتوقيع علي عقد زواج فيجب أن يكون الإختيار مناسب علي المستوي المادي والثقافي والإجتماعي وأن يكون الإختيار مبني علي إقتناع ودراسة وتروي حتي لا تنتهي القصة سريعا بعد الزواج ليكشف إحدى الطرفين انه تسرع في إتخاذ قرار الزواج وقد تم تسجيل ان حوالي 80% من حالات الطلاق هي من حالات حديثي الزواج وهو يعكس أن الطلاق قد أصبح للأسف بنسبة كبيرة ظاهرة الزواج الحديث
أخبار متعلقة :