استكمالا لمقالات أكتوبر عن القادة الذين لن يجود الزمان بمثلهم أكتب اليوم للأجيال الجديدة عن اسم كبير سطر من البطولات والتاريخ المشرف والعمليات الحربية ما ينبغى أن يدرس لا أن يعرف فقط، أكتب اليوم عن الجنرال الذهبى الفريق أول عبدالمنعم رياض الذى أطلق اسمه على العديد من الميادين الرئيسية، والشوارع وقاعات الدرس، أكتب عن بطل من أبطال حرب الاستنزاف التى مهدت للعبور العظيم، أكتب عن رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقتها، والقائد الذى عرفته جميع الحروب بالمنطقة، بدءا من الحرب العالمية الثانية، إلى حرب فلسطين، والعدوان الثلاثى، وحرب الاستنزاف التى أشرف فيها على خطة تدمير خط بارليف، القائد الذى أنقذ مدينة بورفؤاد التى تقع على قناة السويس من احتلال اليهود لها بفرقة من المشاة في معركة تسمى «رأس العش» في يونيو 1967 وخطط لتدمير المدمرة إيلات في شهر أكتوبر عام 1967 التى جسدت السينما خطوات تنفيذها وبطولة وبسالة منفذيها في فيلم بعنوان «الطريق إلى إيلات» 1967 هذا إلى إسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية عامى 1967 و1968، القائد الذى ولد بقرية سبرباى بطنطا محافظة الغربية عام 1919 ودرس في كتاب القرية ثم تلقى تعليمه الابتدائى بالقاهرة في مدرسة السيدة نفيسة بحى العباسية، وتعليمه الثانوى بمدرسة الخديوى إسماعيل ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1938، ثم التحق بكلية أركان الحرب وماجستير العلوم العسكرية وكان يجيد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية أكتب عن القائد الذى حصل على أعلى الأوسمة، والميداليات في مصر والعالم العربى منها وسام نجمة الشرف ووسام الجدارة الذهبي، ووسام الكوكب الأردنى ووسام الأرز الوطنى من لبنان، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، أكتب ونحن نمر بفترة تاريخية عصيبة ليس بمصر فقط بل والعالم العربى كله منذ سنوات، فترة تغير فيها شكل العدو، وآلياته تحت راية إرهاب أسود، وأعداء يدعمونه يصطفون معه لتنفيذ أجندات دولية تستهدف هدم الوطن، أكتب ليعرفوا أبطالهم، ونماذجهم التى تحتذى، النماذج التى نبتت من طين مصر، وتربت تحت ظل سمائها، فكبرت وهى تعرف معنى الوطن وقيمة ترابه وأهمية العلم بشكل عام، والعلوم العسكرية بشكل خاص، وأنقل لكم إحدى مقولاته التى ترد على الكثير مما نراه من حولنا هذه الأيام من آراء بعض الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص جيشنا أو معاركنا في سيناء، وكأنهم قادة عسكريون، بينما هم جالسون في أى مكان، ممسكين بهواتفهم الذكية يكتبون على شاشاتها، ما يعن لهم من أفكار لا تصنع سوى البلبلة ولا تفيد سوى أعدائنا.. يقول الجنرال عبدالمنعم رياض: «لا أصدق أن القادة يولدون، إن من يولد قائدًا قلة من الناس لا يقاس عليهم، كخالد بن الوليد مثلا، ولكن القادة العسكريين يُصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة، إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم والقائد الذى يقود هو الذى يملك المقدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد ذلك القائد الذى يملك سلطة إصدار القرار».
أكتب عن الرجل الذى كان دائما وسط جنوده على الجبهة واستشهد بينهم بزيه العسكرى في الصفوف الأمامية بعد قصفهم نقاط للعدو بخط بارليف في 9 مارس 1969 واعتمد تاريخ استشهاده عيدا للشهيد في كل عام، أكتب عن الجماهير التى عرفت قدره فأجلته فودعته بما يليق بأسطورة عسكرية، جنازة خرج فيها مئات الألوف منهم وتقدمها الرئيس جمال عبدالناصر، أكتب ليتعرفوا على أبطالهم ويتذكروا بطولاتهم ويخلدوا أسماءهم ويزدادوا إيمانا بوطنهم ويعرفوا قدر التضحيات بالدم والروح من شهدائنا من القادة والجنود في حروب عديدة في تاريخ مصر، خاصة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، أكتب ما أرى أنه ضرورة، وأتساءل لماذا لا يوجد تمثال للبطل عبدالمنعم رياض في مدينة طنطا حتى الآن؟
أخبار متعلقة :