المثل الروسي يقول : (الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها) أي أن ترديد الأكاذيب يعمل علي انتشارها مع إضفاء الكثير من الكذب عليها و بعد التطور التقني في وسائل الإتصال أصبحت الشائعات و الأكاذيب أكثر رواجا بل أن الكثير من الدول اصبحت تسخر هذه الوسائل في حروبها عن طريق وحدات في أجهزة استخباراتها لتبث الشائعات من خلال القنوات الفضائية و شبكات التواصل الإجتماعي التي تتولي نشر الأكاذيب و الحملات المغرضة و المشينة فيما يطلق عليه حروب الجيل الرابع و الخامس !
و من يحسّن إستخدام هذه الصناعة هو في الحقيقة يمارس صورة من صور الاٍرهاب النفسي و المعنوي الذي غالباً ما يستهدف عقيدة أو ثوابت لها قيمة عند الشعوب لتشتيتها و من ثم تدميرها و الاستيلاء علي مقدراتها أو تقسيمها و إضعافها ،، و ان كان التاريخ الحديث ملئ بقصص أغتيال العلماء و العظماء فإن التاريخ في المستقبل سوف يحدثنا عن قصص أغتيالات تمت بدون رصاص أو قنابل ! قصص أغتيال معنوي عن طريق نسج القصص و الأكاذيب حول شخصيات كان لها عظيم الاثر في مجتمعاتها ،، سوف يحدثنا التاريخ عن عمليات أغتيال ممنهج أستفاد منه أعداءنا بمساعدة عملاء يروجون الأكاذيب و يعملون ضد أوطانهم و مشاركة من ألغوا عقولهم و صدقوا الشائعات بجهل و سذاجة دون تمحيص و إن كانت الشائعات أنواع فإن أخطر أنواع الشائعات و الأكاذيب علي الإطلاق هي التي تستهدف القادة و الجيوش في أوقات الحروب و الأزمات لأنهم هم المسؤولون عن المواجهة ،، و بالطبع النيل من سمعة الجيوش يسهل للعدو خطته في تدمير المجتمع بدون مواجهة حقيقية أو تكلفة ! فقط عن طريق الإعتماد على المنحرفين فكرياً و المرضي نفسياً و الفاسدين داخل المجتمع و في هذه الحالة عندما يكون المستهدف هو الوطن لابد أن يتكاتف الجميع و يقف يدا واحدة ضد من يصنع الشائعات و من يروجها و ضد كل منحرف أو جاهل أو فاسد كما لا بد أن يتصدي المجتمع لكل من يتسبب في احداث فتنةً قد تهدد أمن المجتمع عن طريق نقل أخبار كاذبة بدون دليل أو عن طريق خلط الأكاذيب ببعض الحقائق في محاولة لترويج الأكاذيب بشكل أسرع
و علينا ان نفسح المجال للأشخاص الذين اختصهم الله بنعمة الإدراك و لا يؤثر فيهم ألاعيب المنافقين فهم خير من يتصدي للشائعات و الأكاذيب بخطاب أكثر عقلا و اتزاناً و بإخلاص شديد بدون خسائر مادية أو معنوية و بدون التأثير علي مسيرة الوطن ،، هكذا تدار الأمور و ليس بخطابات الشجب و الاستنكار أو التنكيل بمن يروج الأكاذيب لأن تلك الطريقة قد تأتي بنتائج عكسية ! كما أن التجارب اثبتت فشل الجهلاء و المنافقين فى التصدي للأزمات لأن أدواتهم ضعيفة تخلو من الحوار الواعي يعتمدون علي الظهور لتلميع أنفسهم تحت شعارات الدفاع عن الوطن في حين أن مجرد ظهورهم و تصدرهم المشهد قد يعمل أحيانا علي تأكيد الشائعات و ليس نفيها بالإضافة أن مثل هؤلاء أول من يقفز من المركب عندما تشتد الأزمات و إن كانت الحقيقة لا تحتاج لبرهان مثل نور الشمس أحيانا تزداد الغيوم لتحجب نور الشمس و هؤلاء المنافقين يقومون بدور الغيوم التي تحجب الحقيقة لأنها ضد مصالحهم فكيف لهم أن يتولوا الدفاع عن الوطن و هم عالة علي الوطن
أخبار متعلقة :