يسجل التاريخ القديم منذ بزوغ فجره أن الشعب المصري هو صانع المعجزات وباني أقدم الحضارات وأكثرها خلودا ..
بنى الأهرامات والمعابد بدقة حارت فيها العقول . شق الترع وأقام عليها الجسور بآلات بدائية من صنعه بحسابات دقيقة . .. عرف التحنيط الذي مازال لغزا يدير رؤوس الشعوب المتقدمة في العلوم . برع في الطب الى حد بعيد .. كما استخدم الهندسة في البناء والصناعة . وأتقن الزراعة وفنونها بمعرفة هائلة بالتربة وتغير المناخ وما يناسبه من المحاصيل ..و بنى أحفاده السد العالي الذي يعد من معجزات العصر الحديث . كل ذلك بالارادة القوية والعزيمة والتحدي لكل القوي الاستعمارية التي ارادت أن تظل جاثمة على صدره اعواما عديدة تستنزف خيراته وتمتهن كرامته وبعد أن أرغمها على الرحيل دفعها الحقد لشن عدوان غاشم خرجت منه مصر بنصر سياسي عظيم . حتى انه عند انكساره لم يستسلم بل انتفض يستجمع قواه ويثبت للعالم ان الهزيمة لا تمثل نهايته وباصراره انتصر واسترد بالقوة ما خسره مغدورا به .
.شعب تمكن بالتفافه حول قيادته الوطنية المخلصة ان يبدل فكرة العالم عنه من كونه مجتمع زراعي الى مجتمع صناعي وضع اقدامه على طريق النهضة والتقدم في مجالات شتى حتى صارت له الريادة فيي منطقته العربية وموضع انبهار من شعوب العالم ...شعب رغم هزاته السياسية والامنية عندما وجد من يوجه انظاره الى هدف انمائي عظيم حفر قناة السويس الجديدة بالارادة و بالعرق في وقت قصير أدهش كل متشكك ، وبتكاليف مالية كانت في تجميعها السريع اكبر دليل على وعي واصرار عجيبين . ورسمت صورة للتلاحم والتسابق في المساهمة من اروع الصور وأنصعها .
هذا الشعب هو الآن في أمس الحاجة إلى نهضة انسانية ترقى به الى أعلى مراتب التحضر تتمثل في حفر قنوات وعي ديني وسياسي .. وانشاء طرق للعلم الحديث و المعرفة .. كما يلزمه إقامة كباري وجسور السلوك الحضاري .. وشق أنفاق التواصل والانتماء الراقي للوطن .. مع زراعة أشجار الالتحام والبناء بروح الفريق .. ورعاية زهور التسامح والمحبة ..وهو ايضا بحاجة شديدة الى أن يساعده في ذلك
إعلام وطني واعي وهادف و مسجد يلقنه التعاليم الدينية الوسطية السمحة . وكنيسة معتدلة غير متعصبة ولا متطرفة. وهذه المؤسسات تنشئ ( أسرة ) واعية ملتزمة بالاخلاق الحميدة والتقاليد الاجتماعية النبيلة الموروثة التى تعمل على الترابط والحب بين الناس .
والأسرة الواعية بمشاركة المدرسة والجامعة يربيان ويعلمان تلميذا فطالبا نابغا . ثم يأتي دور المؤسسات العسكرية
جيش وشرطة فيصنعان من التلميذ والطالب رجلا يافعا قويا ..
ومع الثقافة الجيدة من كل ماتقدم يخرج الى المجتمع ( مواطنا ) واعيا .. وصالحا يدرك ما له وما عليه . شديد الانتماء لبلده عاشق لترابها يقدم روحه فداء له إن فرض عليه القتال .
هذا المواطن الصالح هو اليوم بحاجة إلى البدء فورا في تنفيذ خارطة التنمية الانسانية .فهي السبيل الأمثل إلى التنمية الحضارية الشاملة والتقدم في شتى المجالات الى ما يحقق القوة والمنعة ضد أي طامع .
ومن جموع هذا الشعب الواعي الصالح القوي في بنيانه وعقيدته و بوحدته وتكاتفه على قلب رجل واحد إذا ما تحققت له العدالة الاجتماعية الحقيقية التى لا تفرق بين غني وفقير ولا تميز ذوي السلطة والنفوذ عن غيرهم من البسطاء يمكنه وبكل تأكيد أن يصنع آماله ويحققها . ويظل دائما هو الشعب صانع المعجزات .
أخبار متعلقة :