عادة سياسة الدول الكبرى دائمة العضوية فى مجلس الأمن والسلم الدولى لا تكشف عن وجهها القبيح علانية الا باللجوء الى حق الإعتراض أو ما يسمى حق الفيتو ولا تتمتع تلك الدول بالنزاهة والشفافية فى أغلب الأحوال فهى كالعواصف إن هدأت قليلا تتوقع منها كارثة تحل بقطر من الأقطار العربية فى منطقة الشرق الأوسط وتعد أمريكا هى أكبر لاعب بهذا الحق خدمة لإسرائيل.
ومن المفترض أن مجلس الأمن والسلم الدولى أنشيء لتحقيق الأمن والسلام فى العالم والا يكون قد فرغ من مضمونة وأصبح كيانا كرتونيا لا قيمة له فى تحقيق ما أنشأ من أجله . وحق الفيتو منح لخمس دول دائمة العضوية فى مجلس الأمن هم روسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وهو حق اعتراض دون إبداء أسباب على أى قرار يقدم لمجلس الأمن حتى ولو كانت الموافقة عليه من أغلبية الدول فالفيتو يلغى هذا القرار نهائيا.
وتؤكد الأحداث أن حق الفيتو ساعد الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم أفضل دعم سياسي للكيان الإسرائيلي وذلك بإفشال صدور أى قرار من مجلس الأمن يلزم إسرائيل بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية ووقف أعمال العنف ضد الشعب الفلسطينى أو يدين اسرائيل باستخدام القوة المفرطة فى حرب لبنان عام 2006 والحرب على قطاع غزة عام 2008 وقد أدى ذلك الى الشك فى مصداقية الأمم المتحدة بسبب الفيتو الأمريكى- موسوعة ويكيبيديا).
والسؤال الذي يطرح نفسه فى ظل غياب الشفافية والكيل بمكيالين فى قرارات هذا المجلس لماذا لم تحل المشكلة الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى الأن؟ الإجابة هى لعبة الكبار الفيتو الأمريكى أو العصا السحرية التى تعرقل أى قرار يصدر لصالح العرب ضد اسرائيل وهو بمثابة الضوء الأخضر لدولة الاحتلال كى تفعل ما تشاء دون تطبيق للقانون الدولي والالتزام بقرارات الشرعية الدولية وإنهاء الإحتلال.
ومما يؤكد انحياز أمريكا لاسرائيل وأنها دولة بعيدة كل البعد عن الديموقراطية والسلام ما قام به الرئيس دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس المحتلة وقيامه بإصدار قرار بضم هضبة الجولان السورية الى اسرائيل ومجلس الأمن لا يحرك ساكنا وتشير الاحصائيات أن أمريكا استخدمت حق الفيتو ضد قرارات لصالح فلسطين 43 مرة لخدمة إسرائيل وكان أخر استخدام له منذ شهور ضد مشروع قرار تقدمت به مصر يرفض إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل .
ولذلك بات من الواضح أن مجلس الأمن لم يقم بالدور المنوط به وأن حق الفيتو تم اساءة استخدامه من قبل أمريكا ضد الحقوق العربية المشروعة ولذا يجب اعادة هيكلة هذا المجلس وإلغاء هذا الحق من جميع الدول دائمة العضوية فيه والا سنظل محلك سر لا خطوة تدفعنا للأمام لتحرير فلسطين والجولان السورية .
أخبار متعلقة :