بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. شاهيناز أبو ضيف المؤانس تكتب: الإرهاب النظرية والتفسير

 الإرهاب في علم النفس، علم نظري لحد كبير, لم تأت نظرياته بالشكل الفعلي الواضح ولا تطبيقه بالكامل؛ إلا في نهايات القرن العشرين وأوائل هذا القرن؛ وبالتحليل النفسي ،والإختبارات والمقاييس المستخدمة في علم نفس الإرهاب،والإحصاءيات التي جاءت عن نتاج عينات عشوائية الإرهابيين، المنتمين إلي جماعات وأحزاب معلومة باتجاهاتها المعادية للإنسانية والطوائف المذهبية والشرائع الدينية وتكتلات مختلفة ؛لإجراء فحوصات عليهم، كان الأمرصعبا -إلي حد ما- ولكن مع تعدد جنسياتهم واختلاف انتمائاتهم أصبح الأمر متاحا قليلا،إضافة إلي تكاثر أعدادهم, فإن العديد منهم الآن يفصح عن نفسه وعن فحوي جريمته ومعمل تجاربه، ثم يتبين له أنه مخطئ. والمئات بل الآلاف من الإرهابيين في العالم الآن يخضعون لبرامج علاجية للتخلص من التطرف", ويتم التواصل والحوار معهم بواسطة متخصصين, ويعرضونهم علي الملاحظة أولا ثم لاختبارات نفسية, تتيح للمختصين فرصة جمع العديد من المعلومات والبيانات من عينات حقيقية تخضع للفحص النفسي.(ولكن في رأيي الخاص)أنه من الخداع النفسي بل والوهم الذاتي أن يقلع إرهابي عن مبادئه ومعتقداته دون أن يكون هو نفسه ذاق ويلات تصرفاته أن هناك دوافع كان لها بالغ الأثر في الزج بالأشخاص إلي مآرب الإرهاب وحددت سيكولوجية الإرهاب والإرهابي أضف إلي ذلك بعض ﺍلدوافع ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ التي زجت باﻟﻄﺒقة ﺍﻟأكثر فقرا والمتوسطة الأصل في المقام ﺍﻷﻭﻝ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌاني ﺑﺸﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﺪﻫﻮﺭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ المعيشيه ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍلخدﻣﺎﺕ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳنتهجون ﺳﻠﻮﻛﺎ- ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ- ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ استفزازيا ،مما يؤدي إلي ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ و ﺇلى ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻀﺨﻢ، ﻭﻏﻼﺀ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ؛ ﻭﺑﺎالتالي تكون هناك هوة عميقة ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ بين ﺍﻟﻄﺒﻘات؛ ﻭﺗﻨﻌﻜﺲ ﺁﺛﺎﺭﻫﺬه الهوة العميقة ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻨﺸﺄ ﺗﺮﺑﺔ خصبة للإرهاب والكره والحقد،والتطرف وأثبتت نتائج الإختبارات النفسي أن الجماعات المتطرفه في الغالب تتكون من أﻋﻀﺎﺀ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ، ﻭﻳﻔﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﻷﻣﻞ في المستقبل،.لذا تركز مؤسسي الجماعات المتطرفة علي اختيار الشباب الذين يعانون من هذه المشكلات،وخاصة من يشعرون بﻋﺪﻡﺍﻟﻌﺪﺍلة في ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ في ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭالخدمات والمرافق ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔﻭﺍﻹﺳﻜﺎن ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑاء بين المدن والريفﻭﺗجمعات ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ في المدن ﺑﻔﻘﺮﺍﺀ المواطنين الهاربين ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ، ﻓضلاﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻋﺪﺍﺩ الخريجين ﻣﻦ الجامعات و ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ يجدون ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻳﺆﺩﻱ الى ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻭﺍﻟﺴﺨﻂ الجماﻋﻲ،وفقدان كثيرين من الفئات المشاﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ عن جهل أو فقدان الأمل في سياسة الإصلاح، وفي اتخاذ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ التي تمس ﺣﻴﺎﺓ المواطن بما في ذﻟﻚ الحياه ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃو المدرﺳﺔ ﺃﻭ المسكنﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﻴﻄﺔ في ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮسمية. ﻓﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ- منذ فترة قصيرة – كانوا ﺑﻌﻴﺪينﻋﻦ الممارسات ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ بمعناها ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ التي ﺗﻨﻤﻲ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭالحوار ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، والتي تنمي فيه صفة ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻌﺪ تحليله. ﻭالاقتناع ﻭﺍﻟﺘخليﻋن ﺭﺃﻳﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻨﻊ برأي ﺑﻐيرﻩ. ﺇﻥ الإفتقارإلي الحوارﻣﻊ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍلمجال ﻟيعبرﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ وعن قضايا ﺑﻼﺩﻩ، يجعل ﺍﻟﻜثير ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺿﺤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨف المؤسسي ﻓﺘﻨموا في ﺃﻭﺳﺎﻃﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﻟﺪيني. ﻭﻣﻦ الملاحظ أن ﺍﻟﻌﻨﻒ المؤسسي ﻳﺸﺘﺪ ﻣﻊ ﺗﻌﺜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﻢ في تحقيق ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ المعلنة في ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮي وﻗﻮﻋﻬﺎ في ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ الدينية المتشددة ، وتفشي نظم التعليم القائم ﻋﻠﻰ الحفظ والترديد ﻭحشو عقول ﺍﻟﻄلاب في كافة المراحل ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ بمعلوﻣﺎﺕ، ﺩﻭﻥ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﻟﻠﻌﻘﻞ وتحليل للفكر،فإن عذه الأنظمة لا تاتِ إلا بالشر؛فيخرج لدينا ﻃﺎﻟب ؛ﻳﺘﻘﺒﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ يمليه ﻋﻠﻴﻪ غيرة، دون تناول لكلامه بالطرح أو التحليل فﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ يقوله امير الجماعه ﺩﻭﻥ ﻧﻘﺪ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺭﺿة، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﺮﺿﺔ للانخراط في اية جماعه اﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ. ثمﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ الخاطئ ﻟﻠﺪﻳن ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ، ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﺎﻩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻫﻢ للفهم الصحيح والميسر للدين في تهذيب ﺳﻠﻮﻙ المجتمع ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﺔ الحكم ،إذ أن ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻍ الديني ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ المتطرﻓﺔ ﻟﺸﻐﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ التي ﻳﺮﻭﺟﻮﻥ لها ﻭﻳﻌﺘﻨﻘﻮها ،وابتعاد علماء الدين عن القضايا التي تمس الشباب دافع شديد الأثر علي تبني الجماعات المتطرفة لطرحها علي الشباب وإيجاد حل يلائم مقدراتهم الفكرية ويدعمﺍﻟﻔﻜﺮ المتطرف لدى ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ فمعالجة تلك القضايا سوف يكون له عظيم الآثر في سد ثغرات الإرهاب والتوجهات التطرفية نحو عقول شباب مصر شباب المستقبل.

 

 

أخبار متعلقة :