بوابة صوت بلادى بأمريكا

أمل جمال تكتب: مواكب النبلاء

حينما فاجأنا العيد بأخباره الحزينة، وتعطرت إشراقته برائحة الشهادة وأعداد جديدة من الجنود انزوى الفرح وتضاءل بل ربما اختفى تمامًا عن أرواحنا وبكينا غضبًا وحسرة على الزهور التى رصعت جبين الوطن وزادت بهاءه الحزين قبل أن تسقط وتتحول إلى معنى مضىء إلى الأبد. حينما فاجأنا العيد تذكرت ما كتبته للأطفال فى ديوانى الجديد لهم ليحفظوه جيدًا ويغنوه. عظَّم شهيدك - دمه فداك/ دفع حياته - عشان هَنَاك/ عظم شهيدك خير الجنود - فى قلب سينا أو ع الحدود/ عظم شهيدك - وسط المدافع / وقف أسد - جبار ودافع/ عظم شهيدك حمى البلاد/ حنى التراب - وفى لحظه غاب/ غاب بس حي - وروحه ضَيْ/ تحرس طريق رسمه لعيدك/ عظم شهيدك. 

تذكرت أمهات الجنود الشهداء وزوجاتهم وأخواتهم، العائلات والأقارب فى السواد وطقوس الحداد. تذكرت انطفاء العمر واليتم ومعنى التضحية فى صمت لنعيش نحن باقى أفراد الشعب فى أمان أثناء معركتنا الشرسة مع الإرهاب الخسيس الجبان الذى يتصيد الكمائن بمن فيها كوحش كاسر لا يشبع من الدماء وحش من الغل والحقد الأسود والعداء الذى يترصد لحظات أفراحنا. وحش لا يحركه سوى الغباء والجهل والأجندات التى ستحترق معه مهما طال الزمن ومهما كان مددهم ومدادهم ومهما كانت فصائلهم. تابعت اشتعال السوشيال ميديا بالبكاء والغضب وتابعت أفراح أعداء الوطن وشماتتهم فيمن استشهدوا بنبل وإباء قرأت تشفيهم وتشكيكهم البغيض فى الجيش والشرطة. كما تابعت هواة الفتوى على فيسبوك، هؤلاء الذين يعتقدون أنهم امتلكوا الحكمة ولب المعرفة التى تجعلهم ينتقدون الأحداث ويحاكمون الآخرين طوال الوقت ويجمعون ما يعتقدون أنه أخطاء فتنتشر الأقاويل ويكثر الجدل فيما لا يعلمون ولم لا. نحن جميعًا شعبًا وجيشًا مخطئون - من وجهة نظرهم بالطبع - لم نتخذ الحيطة ولا إجراءات السلامة ولا استراتيجيات الدفاع التى يقررونها لنا وهم نائمون على الأسرة أو جالسين فى كراسيهم المريحة فى جنة الإنترنت والتكييف ودخان السجائر وشاشة التليفون الذى اشتراه له والده دون أن يتعب هو فى جمع ثمنه وتمنيت أن يخرسوا لأنهم والشامتون سواء. لهم جميعا أقول: لن تفرضوا علينا يأسًا نحن أقوى منه مهما تتابعت مواكب الشهداء ولن تنالوا من محبتنا لجيشنا كلنا الجيش إن لزم الأمر ولن تنجحوا فى التشويش على النجاحات التى حققتها مصر فى السنوات الأخيرة ولا الضربات التى وجهتها إليكم وأوجعتكم.

سنواصل ولن نهزم طالما فى مصر أمهات قلوبهن موصولة بالسماء وأرحامهن معلقة بعرش الرحمن. لن نهزم طالما يصر أخو الشهيد أن يكون مكان أخيه وابن الشهيد أن يكون مكان أبيه - حينما يكبر - وكانت عيوننا مفتوحة على اتساعها لتراقب أمثالكم. سنحتسب من سبقونا إلى الجنة فى بدلاتهم العسكرية وندعو بالصبر والسلوان لذويهم ونحن منهم فهم أبناؤنا وسنقاوم كل كلمة بائسة يائسة محبطة يطلقها شخص كاره أو حاقد أو غير مسئول. سنقاوم بأن يعمل كل منا فى موقعه وحسب دوره المنوط به بمنتهى المحبة والإخلاص إلى أن نعبر العبور الكبير الذى يمحو أثر آخر إرهابى دنس ترابها بحذائه ولو للحظة حفظ الله مصر.

 

أخبار متعلقة :