كل يوم تزداد أجهزة الهواتف الذكية توغلًا فى حياتنا لدرجة جعلتنا نعتمد عليها فى كثير من أمورنا بنفس درجة اعتمادنا على مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر أخبارنا بدءًا من التهنئة بالزواج والنجاح حتى حتى الإعلان عن الوفيات خلال تبادلنا لعبارات التهانى والمواساة.
وقد يتواصل البعض أيضًا فى مجموعات عمل تسهل وصول المعلومات فى لحظتها الى جميع المشاركين سواء على واتس آب أو تويتر أو فايبر ناهيك عن صفحات فيسبوك حدث ولا حرج.
لن أتحدث عن إيجابيات تلك المواقع التى يعرفها الجميع ولا عن سلبياتها التى سرقت من الأسرة ترابطها واستدبلت دفء التواصل الإنسانى بصور وعبارات متداولة وأشكال تعبيرية رمزية بلا روح أو صوت. كل هذا ليس ببعيد عن تفكيرنا ولا عن توقعاتنا فبالتأكيد قرأنا عنه أو سمعنا تحذيرات منه هنا أو هناك فى برامج تليفزيونية أو راديو أو مقالات معنية بسلامة المجتمع والصحة النفسية لأفراده. لكن ما لم أكن أتوقعه وحدث بالفعل معى هو قمة المساخر التى تسبب فيها (فساد التاتش - برنامج لمس الشاشة) التى بدأت قصته بتعليق بعض الحروف عند الكتابة وتكرارها أو كتابة كلمات ملتصقة ببعضها أو تكوين عبارات لا معنى لها.
لم أكن أعى ما يحدث فقط كنت أقوم بإغلاقه ثم إعادة تشغيله، وكان الأمر يعمل وتنتهى المشكلة. لكن ما لبث الأمر أن ازداد سوءًا. فصار يسرق صورًا من ألبوم الصور ويرسلها لابنى أو أمى التى أرعاها بالمستشفى. فنضحك، ونقول: لم يكن ينقصنا غير ذلك، حتى التليفون أتجنن كان عزائى فى الأمر أنه لا يوجد به ما يخجل بأى شكل فهو مليء بصور المؤتمرات وورشات عملى مع الأطفال فى مستشفى لعلاج السرطان، وقرب مركز الصيانة منى. بالفعل ذهبت لعمل سوفت وير كما قالوا لكنه أعاد الكرة فذهبت به المركز ثانية فقالوا لى إنها مشكلة التاتش، فسد برنامج لمس الشاشة ويحتاج ما يقرب من الألف جنيه وانتظار ليومين بدونه، وهو ما يعتبر رفاهية فى ظل انتظار تحديد جراحة أمى فتوخيت الحذر قدر الإمكان حتى يمر هذا الظرف لكنه فجأنى بقنبلة تركتنى بين البكاء والغضب والخجل بعد التقاطه صورة بيتية لى وإرسالها إلى مجموعة العمل الافتراضية التى أنا عضو بها ولا أعرف منهم سوى البعض والأسوأ من ذلك هو رفضه الاستجابة لمسحها سريعًا.
كنت للتو حاضرة من المستشفى حزينة ومجهدة. لكم أن تتخيلوا كم اللعنات التى انصبت فوق رأسى والصورة الذهنية عنى حتى إن أحدهم قام بطردى من المجموعة لأتصل بهم لتوضيح الأمر ببساطة فأنا لست مجنونة لأشوه نفسى وصممت على الكتابة ليعرف الجميع خاصة النساء ما قد يحدث من كوارث قاتلة نتيجة فساد برنامج لمس الشاشة.
أخبار متعلقة :